الفصل ٤٣

5K 95 6
                                    

غروره و كلّ أفعاله اللي يندم عليها بعد فعلها بالدّعـاء , بالخضوع لله بأقرب الحالات لله هو يدعي بكلّ الأوقـات تطوّل دقايق سجوده , تتقـدم هيّ تجلـس خلفه على طرف السرير تنتظـره , تناظـره و الدّمـع ما فارقت قلبها من ايـام هيّ تبكي من قلبها عليه ..
اكتمـلت دقايقه بالصّلاه , ينتهي بالسّلام يناظـر موقـع سجوده رغم انه يدري بوجودها هو م التـفت لها من ثـقل الشّـعور , ضـيقه الصّـدر و ألـم الضّـلوع اللي يجتـاحه من شبيـبها هو ماعاد يعـرف نفسـه من كمّ الشُـعور المفرط داخله , يُـرمى عليه بعشوائيه تقتلـه و لأنها تفهمه , تفهم اللي يودّه بالقـول و الفعل لـكنه يُردّ عنها بالنهايّـه هيّ قربت منـه , تنحنـي تجثي على رُكبها خلـفه تعانـقها كلّـه تتـذكّر كل تفاصـيل حياته اللي تركـته بهالصدّود مُجـبر , بهالقسوّه عالـق و بالصّـمت يُقتل دائـمًا هو و من رفـع يده يمدّها للخلف يمسـح على شعرها لأنه يدري بإنها دائـمًا بظهره , تحاول تحميـه من نفسه و تعاتبه هيّ قبل الكلّ من حُبّـها لها , خوفـها عليه هيّ تصارحـه و تسانده ما تتركـه يحـسّ نفسه بالوحده رُغم كلّ شي هيّ تحسّ فيه , تٰحدن و يبكي قلبـها كلّـه من الشّـعور تنزل دموعـها تثـبت مقولـه وحده دامت لسنيـن " الدّكـتورة بظهـره " دايـم ..
-
-
ڤـيلا ابتهال ؛
خـرجت من الباب تقفّـله خلـفها , تعدل شنتطها على كتفها و تعدّل طرحتها ترفـع جوالها تتصّـل على عبدالعزيز مره , اثنين و ثلاثه لكن ما كان منّـه الرّد و لأنها تعرف مكانـه لكنها تستثقل خطواته له , تدري بانه ببيت الشّـعر لكن مب وحده معه أبوها و همّـام الليّ عاشت معه موقـف يقـهرها للحـين من نبرته معها , انفعاله و غضبه اللي ماله تبـرير مُقنع و هيّ تكـره هالأطبـاع لكنها مُجبـره تمشي لبيت الشّـعر و بداخـلها كانت تتمتم بالشتائم لعبدالعزيز لأنه ما كان يردّ ..مـشت خطـواتها توقّـف أمام باب بيت الشّـعر تناظر أسفلها لأحذيتهم - أُكرم القارئ تتـأكّد من وُجودهم بالداخل الثلاثه تنطـق بكلمه وحده تقاطـع حوار عبدالعزيز و البراء اللي كانوا وحدهم يتكلّـمون و لا كانت تسمـع صوت همّـام , مُـجٰرّد أصواتهم و صـوت أغنـيّه خفـيف صادر ولا كانت تسـمع الكلمات لكنها تدرك انها أُغـنيّه : عزوز ! ,
اختـفت الأصوات من سمعوا صوتـها و ناظر عبدالعـزيز البراء بسُكون , نطـق البراء : اخرج شوف اختك ,
بيـنما همّـام اللي كان مستلقي بنفس المكان ، المركى خـلف راسه و فنجال شاهيه بيدّه ، تارك الجّـوال على صدره يسـمع أُغـنيه - انتهـينا - سُـكّن كل داخـله من سـمع نبرتها يحـارب التقـييد اللي داخـله و من خـرج عبدالعزيز يلـحقه البراء اللي وقف بعده مباشرة ..صارت أصواتـهم توصـله , صوتـها وحده يأثّـر عليه للدّرجه المُرعبه بالنسبه له لأنه يحاول ينكر هالشيّ لنفسه , يحاول ينكـره ضدّ جنونه لكـنه لا يُنكر لأن أفعالـه توقف ضدّه دايم و هو حولـها ..رفع يدّه يـرفع صوت الأغنـيّه ..
خـرج عبدالعزيز يناظرها بعُقـدة حاجبيـنها تتكتّف مباشرة : ليش ما ترد على جوالك ؟ ,
رفـع جواله يضغطّ الزر يوضّـح لها انه مقفّل : مقفّل ما معي شاحن كنت انتظرك عشان أشحنه بالسياره ,
خـرج البراء يلـحقه باستغراب : بتروحون الحين ؟ مع السواق ؟ ,
هزّت راسـها بإيجاب , عقد حاجبينه بقلق : تروحون معه و ترجعون مـعه ..لا تتأخرون و لا يرجع هو الا معكم ,
هـزّت راسها بإيجاب , كمّـل هو يوصّي لأنه يدري ببنته , يعرفها و يخاف عليها : لا صارت مشكله ماله داعي نتدخّل ها ي أُنس ! مثل م اتفقنا ,
ناظرته دون تعبيـر لثواني طويلـه قاطعها عبدالعزيز اللي نطـق : معك شاحن صح ؟ ,
هـزت راسـها بإيجاب " معـي يلا اخلص " و تمتم البراء يستودعهم عند الله ثـمّ دخل لكنها استوقفت كلّ حركاتها بعد ما التفتّ كانت تبي تمشـي من سمعت صوت الأغنيه اللي ارتـفعت توصـل لمسامعها كلـماتها بوُضوح ..
" انتيهنا وجفت الدمعه الحزينه الحزينه
انتهينا وتغربت بالعناد امانينا امانينا
انتهينا وطوينا جرح ليالينا ليالينا
انتهينا قبل ما نقول ابتدينا انتهينا
وخلصت القصه ولسا ايه بعد
اللي جاني كفاني
لاتحاول اني ارجع مافي داعي للرجوع
لاتحاول اني اخضع قلبي مايرضى الخضوع
لاتحاول مني تقرب الأمل ماله شموع
لاتحاول اني ابكي انتهى عمر الدموع
خلصت القصه ولسا ايه بعد
اللي جاني كفاني
مسافر مفارق مودع حبيب
مشيت فالطريق البعيد الغريب
طريق ماعرفت طريق ماشفته
اقول ذا غدر والا اقول ذا نصيب
خلصت القصه ولسا ايه بعد
اللي جاني كفاني
مسافر مفارق مودع حبيب "
هـيّ رفـعت كفّـها تمـسح على صدرها من كمّ الشعور اللي باغـتها من سمـعت الكلمات و من طال وُقوفها تنتظر انتهاء الأُغنيـه لأنها فهمت انه هو اللي رفع الصّـوت , هو اللي شغل الأغنـيه و حافـظ كلماتها لذلـك رفـع الصوت لأجل هيّ تسمـعها و بالفعل سـمعتها و احتلّها شُعـور بشـع , مب حلّو تحسّـه لأنها ما بعد ابتـدت حيـاتها و واجهت هالشّـعور كلّـه , يقـول "  انتـهينا قبل ما نقول ابتدينا " و هـيّ ما بعد فرغّـت الفُضول يكملـها بـ " لاتحاول مني تقرب الأمل ماله شموع " لأنـه قـطع كلّ أسئـلتها عنّـه من شعورها اللي صابها اليوم بسببـه هو يبرّره الحـين بشكـل غير مباشر تجهلّـه هيّ اذا هو فعلًا احساسها بالأغنيه صح او لا لكنّـها مسّـتها , مسّـتها بقلبها و طاغـي دموعها اللي حرقت محاجـرها ينهـيها بـ " مشيت فالطريق البعيد الغريب ، طريق ماعرفت طريق ماشفته ، اقول ذا غدر والا اقول ذا نصيب " هـيّ فعلًا عجـزت تحدّد كم المشاعـر اللي صابتـها تخالطّـها بالحـالات المختلفه تستـوعب للحظه الموقف اللي هيّ فيه , الزواج و القضيـه , الحياه و تنبيـهات ابوها , توتّـر العلاقه بينهم كلّ شي انتهـى بفايضّ شـعور ان انتهـى بها بزواجـها منّـه اللي أدركـت انه ما كان  بيدّها و لا يدّه , هم كلـهم كانوا بالأمـر الواقـع اللي لمسّ فيهم أدقّ نُقـطه ضعف فيـهم الاثنين من انها تلتزم السّـكات من " حُبّـها لأمها " و هو يلتـزم الهدوء من " حُبـه لأمـه " ..
التفـتّ عليها عبدالعزيز يناظـرها باختلاف الحال اللي صـار : يلا ي أُنس ! ,
رمـشت لثواني تحاول الاستـيعاب , محيّ الشعور لو لهذه الساعات اللي بتخرج فيـها مع أهلها هيّ ما تبي توضّح , ما تبي تكسّـر نـفسها و أهلها قدامهم كلّـهم من مشـت هيّ توازي خطوات عبدالعزيز تجـبر نفـسها على التّحمـل , على الهُدوء و اخفاء الدّمـعه تهمـسّ بكلمـه وحده لأنها ماعادت تتحمّـل طاقـة عقلها السّـكوت دون كلـمه : غبّـي ! ..
بعد دُخـول البراء مره ثانـيه لبيت الشّـعر هو انحنى يآخذ فنجاله من مكانه السابق ثم اعتدل بوُقوفـه يقرّب من همّـام اللي من وصله البراء يمدّ فنـجاله له يمعـنى " صبّ لي " هو فـهمه ينزل جواله للمركى بدل صـدره , يصّـب له و من جلـس يمّـه يجاوره الجُـلوس ثم استلقى مثـله على المركى خلـفه يآخذ فنجاله من ايدّ همام الممدوده ثمّ استـلقى مثـله , يرفع الجوّال لصدره مره ثانـيه يسمـعون الأغانـيّ مع كاسات الشاهّـي يتلذّذون بها هُـم فعلًا , تسـرقهم الأفكـار , الانتظار و الهواجـيسّ كلّـها بالقضيـّه و الأهـل ..
-
-
احـدى إشارات شوارع الريّـاض ؛
كانـت واقـفه داخل سيّـارتها تنتـظر تغيّر الضوء من الأحمـر للأخصـر , ممسكّـه بجوالها تناظره تشوف الباقي من الدقايق لأجـل توصـل و اتنهدّت تفـتح الشّبـاك لثـواني تناظر أمامها , حولـها الناس و حياة الأشخاص داخل سياراتهم , تشوف الأصحاب , اللي ماسك جواله , اللي يشرب قهوته و اللي مع أهلـه تبتسّـم بسعاده لأنها تشوف الخـير أمامها و هالشيّء يسّر قلبها و من مـرّت الثوانـي تغير القـير على ال ' D ' لأن الإشارة ضوّت بالأخضـر تحرّك خلـف السيـارات تدخل للشّـارع العـام المسـار السّـريع تناظـر للجوال , تشـوف الموقع تكبّـر الشاشه للحظه ثم ترجّـعها لكن هـيّ اتطرّقـت لحركتها للمسـار الأبطأ من سمعت احدى مؤشّـرات السياره اتوجّـهت للمسار الأيـمن ثم تاليـه الى ان وقـفت بعد الخطّ الأصـفر , تشغّـل الفلشـر تطفّـي السياره من ادركت ان المؤشّـر ينبهها على حرارة السيّاره المرتفـعه و من نزلـت تناظـر حولـها , السيّارات السريـعه تستغرب من نفسها انها للتّو هي انتبهت لهالشيّء و لا كانت معـه من البدايه , خرّجـت جوالها من السيارة تناظـره ودّها بدهّام لكنها تخـجل لأنه مع أريـام لذلك هيّ م اترددت تتصّـل على شاهـر تحكي له و ترسـل له الموقـع لأجل يجيـها لأنها م تعرف تتصرّف لا بالسيّـاره و لا بوضـعها هيّ , اتنهـدّت بضيق لأنها اتأخّـرت و لأن السيّاره هي ما بعد تدري وش فيـها شالـت الهمّ لكـنها بالنّـهايه أخذت نفس من أعماقها تهمسّ لنفسها "لعلّـها خيره يا رب " و من تـبعت أنظـارها السياره اللي قرّبت و وقـفت أمام سيارتها , شغّـل الفلشر مثـلها و ينزل بالنّـهايه يعدّل شـماغه , يناظرها و يقرّب مباشره هي سَـكنت ملامحها تعرفـه , تحفـظه و شافته محال انها تنساه و هو كان وهمها و لا زال الوهـم اللي يوتّرها , هو نفسـه " عـزّ " و من قـرّب منـها يحاول م يناظـرها أكثـر من ثواني معدوده : وش فـيك ؟ ,
ما ردّت تناظـر سيارتها لثـواني تحاول النّـفس من شـعورها المفرطّ داخلها من شافـته هي م استكنّ نبضـها , اتنحنح يعدّل نـفسه و يفتـح باب سيارتها يشوف المؤشّـر , الضوء اللي بالشاشه هو فـهم وش سبب وُقوفـها و خرج يترك باب السيازه مفتوح , يفـتح الكبّـوت و راح لسيارته ينزّل شماغه , عقاله يتركها على مقـعده و يرجع لها حامل بيدّه قاروره ماء اتوجّـه هو للكـبّـوت يساعدها دون طلبها , دون جوابها هو كمّل , اتقدم يعالج المشكله كأنها مب موجوده لأنها ما ردّت و من انهى قاروره الماء هو رجع يركب مقعدها يناظر المؤشرّ اللي م اتحرّك و لا اتغيّـر , اتنهدّ للحـظه يرفع جواله يتّـصل , يحكـي بكلام هيّ م تركز فيه لأن كـلّ تركـيزها معه , مـع حركـاته و امتـثاله بالغـريب اللي نزل يساعدها لكـنها تدري انها مب صدفه وُجوده معـها بهاللحظه , بهالمكان و الوقـت هي تدري انها مب صدفه و انه كـان يلاحقهـا و من قفّـل اتّـصاله يرجّـع جواله بجيـبه هي اتقدمت , توقـف خلفه بساكنّ ملامحها هي كانت ترمـش فقط من صدمتها , تلمع عيونها من دمعها اللي فاضّ من شعور قلبها تنطـق بكلمه وحده له : عـزّ ! ,
ما ردّ هو يناظـر الكبّوت , يرفع طرف ثوبه من الأسفل بيدّه ما يبالّي بشـكله لأنه مب هنا لشغله , هو هنا لأنـه سمع بوجودها بالمعرض و لحقها , صادف خروجهـا و لا تركها لأنـه مُجبر على البُعد هذا و لا كان محسب حسّـاب هالشي بإنه يتعلّـق بشخص جاهله , م يعـرفه و كانت النيّه غيـر عن اللي صار و مسـتمرّ بفـعله بيـن طرفين يُدمّر هو وسـطهم , عقـدت حاجـبينها تزعلّ كلّـها : مين إنت ؟ وش تبـي مني ؟ ,
ما ردّ يلتزم صـمته , تُرخى ملامحـه من سؤاله لأن ماله إجابه يقولها , ماله كلـمه يصرّح بها عن نفسه لها , التـفت يناظرها يلمح عيـونها اللي تلمع لـه , بالدّمـع هيّ ضوّت تكمّل من شافها : تقـول كلام و تغيب ؟ تفوّزني و أشوفك بالمعرض و تروح و الحين جيت لحدّي بعدها بتروح دون كلمه ؟ ,
ما ردّ يناظـرها لثوانـي بتفكير ثم التفت يأشّـر على الكبوت بيدّه , يترك ثوبـه على عادته : اتركي الكبوت مفتوح الحين بيجونك رجال يشوفونها لك..الله يحفـظك ,
اتجاوزها هو يمشي عنها خطواته لسيارته لكـنها استوقفته من رفعت نبرتـها الباكيّه : وين رايح ؟ تحيّـرني طوال الشهر و الحين تروح بعد بدون اي كلمه او تقولي من انت ؟ وش تبي منـي اشوفك بكلّ مكان وقت ما تبي ترسل ترسل و وقت انا ارسل ما ترد ! تشوفني انت و من اشوفك انا تروح ؟ ,
مٰشى خطوتين يجبر قلبه عليها لأنـه يسمـعها و لا يناظرها , حواجزه كثيـر و أوّلها عداوته مع عذبي اللي تركـت هالشي يصير معه و من اتوقّـفت خطوته للمره الثانيه يسمـعها تنطق بكلمّه وحده " بأتزوج ! " سـكنت كل ملامحه يُصدم تمامًـا من اللي سمعه , م يستوعب الكلمه يلـتفت يناظرها لثواني طويلـه كانت بينهم لُغة العيـون تقـتلّهم بالدّمـع المحجّر بعيـونهم اللي تلمع و ماكان منه الا الصدود يكمّل خطواته للسياره يركبّ ما يحرّك و هذا تعبير صدمته للحـين انه يهربّ من العجـله اللي بتطلع منه , استمـرّ يناظرها من المرايا الجانبـيه , وقـوفها و استنادها على سيارتها , كفوفها اللي تمسح وجهها بين اللحظه و الثانـيه هو كان يتأمّـلها كلها ينتظر جيّـة أحد أهلها اللي هو متأكد من انها اتّـصلت و لو ما اتّصـلت هو بينتظرها للحدّ اللي يتطمّـن عليها فيه ..ما كانت تلتفت لـه لأن شعورها خابّ , وهـمها اتأكّد بالنسبه لهـا و لا ودّها تكمّـل باقي الهقوات فيـه أكثر و تكـره الشُّـعور هذا ما تطـيقه و من لمحـت سيارة شاهر اللي وقفت خلـفها هي رفعت كفوفها لآخر مره تمـسح دموعها تناظـره من نزولـه من السياره الى ان وصـلها : اركبـي انت سيارتي الحين و بأشوف السياره حقتك ,
سـكنت كلّـها أو بالأصح تحاول السّـكون وسط ضجيج صدرها , قلبها و عقلها تلتفت تآخذ نظره لمكان سيارته لكنـها سكنت بالفعل كلّها من ما لمحتها و انها اختفت دون لا تحسّ هي كلّـها احتارت فعليًا بشـعورها , عدم انفعاله و لا شافت به ردّة فعل أو كلمه قالها لذلك هي اتوجّـهت للسيارتها تسحب شنتطـتها تروح لسيارة شـاهر دون كلمه منها ..
-
-
سـاعات الليل الطـويله بقصر الأيهـم ؛
وقـّف سيارتـه أمـام البـاب يطفّـي سيارتـه ينزل منها و رفع جوالـه يرسل رساله وحده لعذاري " تعاليني ..وصـلت " ..صعـدّ الدرَجَـات كلّـها يوقف عند الباب ينتظر فتـحه يتلفّـت حول و الهـمّ يعتلـي جسـده , يثقّـله فكره بأبـوه اللي لمح سيارته و هو جاي و لا يدري اذا الحيـن بيشوفه أو لا , م يدري وش الموقـف اللي بيصير بينهم الحين لا شافه بيكون الصدّود منه أو من أبوه لأنه ماعاد يضمـن شعوره وين يودّيـه الحين , كانـت من صُهيب قاسـيّه هالمره , كانت أقـسى من كلّ مره كان يشوفه فيها و يصير بيـنهم شيء , فُـتح الباب من خلـفه و التفت هو لـه يشوفـها هيّ , يشوف عذابـه اللي بيدينها تشيـل لين اللي راسها منحني على كـتفها و سرعـان م اتقدّم منـها يقبّـل جـبينها يتمسّـك بلين من حسّـها ثقيـله عليها , من شاف تـعبها و هي تشـدّ على يدينها ببعض و لأنها همست ترفـضه : اتركها بتصحى ! ,
عـقد حاجـبينه يحكي معها بنفـسّ النبره المهموسـه : ثقليه عليك ! هاتيـها ,
ما ردّت ترخي يدينها عن لين من شالـها هو يلفّـها له , شدت لين على عنقـه و تركت راسها لكتفه و ابتـسم هو , ابتسم يشدّها لحضنه لأنه اشتاق لها فعليًا ..
سنَـدت عذاري طرف راسـها اليـسار للباب تناظـره من يقبّلها , يمسح عليها و ابتـسامته هيّ تتذكّره بكل تفتاصيـله , تتذكّـر يومها الموحـش و شعورها و من لمحها هو لاحظ عتّـام الحـزن على ملامحها و رفـع يده يمرّرها لخدها اليمـين يمسح بابهـامه عليهـا ينهـزّ كل قلبـه من نظراتها , دمـعها الغادر و لا تركـت هيّ حاجتها له من رفعت يدّها تشد على يـده , يرفـع هو يدها يقبّـلها و يتركها وسـط كفوفـه و لأن طوّلـت دقايقهم على الباب ابتـسمت بخفيف تآخذ نفس عميق ؛ دربـك فاضـي ,
شدّ على يدها يقرّب منهـا يدخل : دربـيّ معك ..يمـك ,
دخَـل هو و يقفّـلت هي الباب تلتفت لجـهته , تمشـي معه خطواته : ينتظرونك كلّـهم بالصالـه ,
هو يهمّـونه لكـنه باقيّ معلّـق فكره مع أبوه , يقـلق عليه و يخاف من ردّة فعله علـيه ؛ أبوي وينه ؟ ,
رجـفت كلّ مشاعرها من سؤاله , تناظره لثـواني اربتكها من محاولته بالثّـبات , و السّـؤال رغم اللي صار و اللي يصـير معه ما تردّ عليه , قرّبـوا من الصاله و دخلَت هي تسبق خطوتـه لـها تبتسم لهم : عذبـي يبي يدخل ,
قرّبـت هناي من أسمـاء تعطيـها احدى الطّرحات و من الفتت تقرّب , ناظرت  عذاري عذبي اللي ينتظر سماحها : تعـال ,
دخَـل هو يبتسم لأمـه اللي قربت منه بدموع عيـنها يحضنها على جنـبه الفاضيّ يقبّل راسـها لثواني طويـله : شلونك طمنّيـني عنك ؟ ,
قربـت سدن تتالّي أمها بالسلّام و ابتعدت هناي للحظهّ تمسـح على كتفها صيته المبتسـمه من شافـت دموعها ,
جلـست عذاري بنهايّه الجلـسه كلّها تدري بإنّهم أهل , قُـربهم لبعضّ أكثر من قربها منهم لطلك اتطرّفت احدى الكنبات بعـيدًا عن وسَـطها ..
اتقدّم عذبي يسلّـم على الكلّ بلا استثناء , أريـام ، هـند و أسماء بالحكّي , كان كلامه معهم و هو واقـف يسأل عن أحوالهم , جديدهم و جلوسهم , راحتهم و يومهم ، ينهـي السلّام بصيـته اللي كانـت واقـفه تناظرهم كلّهم , تنتظـر جلوسهم كلّـهم و اتردّد للـحظه من كمّ الشّـعور داخله : عسّـاك طيّبه ؟ ,
ابتـسمت بخفيف ترفع يديها تمـسح على ذراعه : طيبه ي حبيبي ..طيبه ,
هـزّ راسـه دون تعبـير يعرف وُقوفها و سببه , يحفـظه لأنها عادتها دايـم : ارتـاحّي ,
ناظـر الجلـسه كلّها و من جلـست صيته التفت هو على نهايـتها , طرفها يلمح جلوسّ عذاري المتطرفّـه بالنهايه عقد حاجـبينه يتقدّم منها , يجلـسّ يمها و يعدّل لين بحضـنه و ناظرته هيّ بذهول : كان جلست بالوسط عشانهـم ,
ناظـرها بثبّـوت مُربك بالنسبه لها من استقرار نظراته عليـها , من عدم نُطقه بكلمه هيّ درت ان كلـمتها م عجبـته لأن -شانها- عنده كبـير و من مدّ يده لكفّـها , يمرره عليها ثمّ استقر ابـهامه على نـبض معصمـها هيّ عدّلـت جلوسها ترجّع ظهرها للخلف أكثـر , يغطّـيها هو عن الكلّ من بُنيتـه الضّـخمه بالنسبه لها و من الـتفت هو أخـيرًا يريّـحها من نظـراته , يخفّف عنها التوتّر اللي تركها فيه من سـؤال هناي له : أخـذت لين بحضنك ؟ تتعبّـك عطني ياها ,
هـزّ راسه بنفيّ يناظر لين لثواني ثم ناظرها : لا لا ..خليها عندي اشتـقت لها ,
ضحكـت سدن ترفع حاجبـها : حظيظه هاللين ..حظيظه ماشاءالله ,
ابـتسمت صيته تناظر عذبي لثوانـي , من ناظر هو المجـلس كلّه عيونه تتمنّى شوفه شخص مختلف عنهم هيّ فهـمته لكن اللي يردّها عن الإجابه أسباب كثيره ..
ابتـسمت أريـام اللي جالسـه جنب هند بخفيف تناظر  عذبي : عـذبي كنت بالخيام اليوم ؟ ,
نـاظرت صـيته أريام لثواني و عقد عذبي حاجبـيه من استغراب لأن السؤال مُفـاجـئ ماكان منه بدايه , كمّـلت أريام : بابا كان هناك قلت أكيد إنه راح معاك ,
سَـكنت ملامح عذبّي دون كلـمه نو التفت بأنظاره لصـيته مباشرة لأنه يدري بإنها تدري , بإن الأكـيد عندها  حسّ هو بإنه يحتاج تأكيد للحظته هذه و بالفعل هزّت راسها تأكّد له حكي أريام يضـيق أكثر هو , يعـرف أبوه و غـروره , يعرف مكابرته على نفسه اللي تأذّيه هو أكثر من اللي حولـه لذلك هو ضاق صدره و اهـتزّت ضلوعـه من شبّيـبها تقّـل حروفـه مع اللي حـوله حتّـى السؤال كان يردّه بكلـمه أو بصـمت , طوال الجلـسه كانت هيّ تشـوفه و تحسّـه تتمسّك بيده بكلّ يديـنها حتّـى حاجته بتعديل ليـن بيديـنه هو جبر نفسه يعدّلـها بيد وحده لأن ماودّه يدها تتركه , وقـفت هنّـاي تلبس عبايـتها و تجـرّ معها سـدن اللي تساعد أسمـاء " نشوفـكم ي جماعه ..نلتقي بإذن الله بوضاري يـنتظرنا " و لأن ودّعها عذبي يتـرك صدره للـين اللي  بحضنه ، وقـفت أريام تتمسّك بهند تناظر عذبي اللي قال بإنه هو البي رح يودّي لها لين لجنـاحها , نهايَةً بصـيته اللي ناظرتهم من حسّـت بخفو المجلس الا منهم بإنّ حاجـة جلوسهم مع بعض وحدهم كبـيره  استـأذنت الخروج تخلـي المكان من وُجودها ..
أخـذ نَفـس من أعـماقه يـترك صدره يعتلّـي لثوانـي طويـله ثـمّ رجّـعه لحالـه يناظر عذاري اللي كانـت تتأمّل كل حركـاته , ملامـحه طوال الجـسله هيّ ما غابـت عيونها عنّـه , حتى تركـيزها ماكان مع غـيره كان كلّـه له هو تـقلق عليـه من الشّـعور و من التّفـكير اللي ما يفارقـه هيّ مدت يدها تمـسـح على صدره , الجنـب اللي ماكان وُجود لين فيه يعيـقها عن مسحه : عـذبّي ! ,
لـفّ لـها يناظـرها لثـواني طويـله يعجزون عن الحكّـي , عن فتح المواضـيع اللي حروفها تكدّرهم أكثـر من تفكيرهم فيها و لأنّ تبـادل الصّـمت صار بيـنهم أفضل , تواصـلهم بالصّـمت هو الأجـدر مواساة من الحروف هـوّ شد على يدها أكـثر و هيّ قرّبـت جبـينها من ثـغره يقبّـله لها لثـواني طـويله هو ارتخـت كلّ ملامـحها , يترك يدّها من جـهته يرفـع ذراعـه يآخذها هيّ لصـدره يعانـق وُجودها اللي يسـكّـنه و كثـير يتركه بشعورها هيّ الطاغـي من تكون جـنبـه , من تـكون هيّ تحسّـه و هو يحسّ وُجودها لذلك هيّ قربت منه بعـد تبسط كفّـها على صدره و كانت منـه القُبـل لثـغرها , جبـينها , و فكّـها ماكان يـترك طاغـي الشعور دون القُـرب الفعلـيّ منها , هـو يُشـفى و هـيّ تُشـفى ..
-
-
بـيت الشّـعر ؛
دخـل البـراء بعد غـياب ساعـات عنّـه لـه كان فيـها مع أهلـه , مع ابتـهال ، أُنس و عبدالعزيز يحكـون , يتحلّـون و ملأهـم الوقـت كلّـهم و لا فـرّق الجلوس الا النّـعاس اللي غلـبهم , دخل و سكـنت ملامحـه من نـومه اللي على المـركـى كان تارك نفـسه , كاسـة الشاهي يمـينه فارغـه , فـوق بطنه السّـبحة , الجوال و بكـت الدّخان ، الشماغ تاركـه على وجـهه يغطّـيه من اضاءه بيت الشّـعر و مـن تمتم بالحـوقله على حالـه هو قرّب منـه يبـعد الأشياء عن بـطنه , يآخذ البكت لجـيبه و يرمي الشماغ عن وجـهه و من تلفّت حولـه شاف اللحاف المرمّـي باحدى المراكـي يهمسّ بغضّب و هو يآخذها " تـارك اللحـافّ و نايـم بالضوء وش أقول ؟ وش أقول للبدوي هذا ؟ " ثٌمّ قرب منـه يمدّد اللحاف على طولـه يغطّيـه كله , يختـمه برفـعه لصدره ثُـمّ رفع أنظـاره له , لمـلامحه الهادئـه بنومه هو ما حسّ عليه من تـعبه لمقاومه النوم بالنهايه هو نـام بهالهدوء اللي استغرب منه البراء , يـحزن عليه و يفهمه , يفهم أسبـابه و يدري إنه للحين ما قرأ الرّسـاله و لا ودّه يجبـره , وده تكون الرغـبه منه رغـم ان الحنّـين قتّـال و الأقـوال ما ترحم القارئ و لا السّـامع لكـنه يبيـه يقرأها و يهـزم هالشّـعور اللي داخـله و بكلّ مره يهـزمه , يزيـد جنونـه و لا يرحم عقـله , حواسـه و نـفسه كلّـها منه ..
اتنهـدّ البراء يعدّل وُقـوفه , يبعـد عنه يطفي الضّـوء يخرج و يقفّل الباب خـلفه و من قرّب من سلـه المهملات هو دخل يده بجـيبه يطلّع البـكت , يرمـيه و يشتمـه لأنه ما يحبّـه , يكره و لا يطـيقه لكن المنـع صعبّ لأنه يولّـد عناد همّـام من جديد و لا ودّه يزيده فوق حـاله صعوبـه ..
-
-
قـبل أذان  الفجر بلحظات ؛
خـرج من قصـر أبوه يقفّـل الباب خلفه , يصدح صـوت الباب بمسـامعه و يشتاق للحظّـه له , هو حنّ لوُجوده معهم و لا يقدر ينكـر هالشيّء لنفسه , يـآخذه كمّ الشوق لكلّ أجزاء القصـر يمرّر أنظـاره له , للنّـخب الطوال , العوامـيد و الدّرج , الإضاءات الخافتـه و القُصـور اللي بيمـينه و شمالـه , اتقـدم ينزل من الدّرج يوقـف أمام سيـارته يناظـر قصر أبوه , شبابيـكه الكبيـره و سوادهـا بكلّ وحده كان موجودّ بهالليل , ينعـكس عليها اللّـيل , صورة القمرا و النّـجوم و سـعف النّـخله كانـت صوره تقـشعر بدنـه من استوحاشـه لها و حُـبّه لها , كانـت عـيونه م توقّـف تأمّـل تناظر كلّ جُزء تحاول تآخذ تحفّـظها مره ثانـيه لأيام ثانـيه هو يبعد عنها م يبـي ينسـاها ..التفـت لسيـارته يتوجّـه لبابه يمـسك بالقبض يفـتح بابه لكـن مب كـلّه هو اتمسّـك فيه بقبضة يدينه يفكّـر لثواني بأبـوه , يفكّـر بصُـهيب اللي يعانـي مثله و أكثـر و لا ينقـدّ عليـه هالكثـر لأنه يحبّـه الا إنّـه شي غير مساوي لأحد بهالدّنيـا من غلاتـه , يفكّـر ان كـيف شخص مـثله يضحّـي بنفسه لأجله  مستعدّ لكـنّ ما يحسب حساب لكلمـته معه , فعلـه معي رُغـم ان أكثر شخص يخاف عليه , يقلق هو نـفسه , يفـكرّ كيـف شخص مـثله يعـطي الحبّ بغير اتّجاهات مطلـوبه , باتّـجاهات صعبـه هو يختارها عن السّـهله مثل " السّـؤال " , " الطبطبه " و " الوُضوح " هو كلّـه ما يرضى على صُهيـب بإنه يعاقـب نفسه كثير لأجله , ما يرضى كمّ الثقل اللي يحسّه أبوه على نـفسه لذلك هو تختار الجُلـوس الحين , اختار الصّـلاة معه الفجـر لأجل يهوّن شعور صُهيب على نـفسه قفّـل بابـه مباشره يترك سيّارتـه يلتـفت يتوجّـه للمسـجد لأنه يدري إن صُهيب مستحيل يفوّت صلاته الجماعه بالمسـجد و الفـجر أهمّهـا...
خـرج من المغـاسل ينـزّل أكمام ثـوبه  يلتفـت لباب المسجد , رفـع أنظـاره يقرأ اسـم صـنيتان " صديق صُهيب " يتذكـرّه بكلّ تفاصـيله من شمـاغه الأحـمر لثـوبه الرصّـاصي ، لحـيته البيضاء الطويله و عيـونه العميّ ،  يتمتم يتـرحّم عليـه و يدعـي له يترك أحذيـته - أُكرم  القارئ على طرف الباب يدخـل يناظر حولـه المَـكان فاضـيّ , ماكان وُجود أيّ شخـص يشدّه للنّـظر لذلك اتقدّم لمَـكانه المُعتاد , أوّل الصفوف على الجدار الأيـمن اللي تركـه له صُهيب من صغـره كان يبقيه له لأنـه يتأخر أحيان و لا ودّه يروح عليـه , صَـلّى ركعـتين يدعـي بسُـجوده و يلـحّ بالدعـاء لكلّ حاجاته , لكلّ أمـوره هو سلّـمها كلها لله يتوكّـل عليه بدايـةً علاقـته مع أبـوه يلـيها عذاري اللي فجّـرت عـروقـه  من حُـبّه لها ، همّـام اللي يدعي له بإنه يتوجّـه للدرب الصح من بين دروبه و لا يضـيع ، باقـي أهله و أمـوره يخـتم صلاته بالسّـلام , عدّل جُلـوسه يسند ظهره للجـدار يتذكّـر صنيـتان اللي للحـين ماغاب عن بالـه , يتذكـرّه قبل سنيـن بنفس المكان يتهيّـأ له قبل لا يمـوت يربط كلّ مواضـيعه بأبـوه ..

تواضعي ي مغترة الأهداب ⚔️Onde as histórias ganham vida. Descobre agora