|01| النظام-فصل يوكي

212 13 6
                                    


[قوانين النظام]

1-ممنوع الافصاح عن وجود النظام
2-ممنوع التكلم عن حياتكِ الماضية
3-ممنوع تجاهل المهام المقدمة لكِ
4-ممنوع مخالفة الاوامر الصادرة مباشرة من النظام
[هل هذا واضح؟]

[ القواعد واضحة. غير مسموحاً لكِ الكشف عن وجود النظام، والحديث عن حياتكِ الماضية، وتجاهل المهام التي يقدمها لك النظام، وعصيان الأوامر التي يصدرها النظام مباشرة. النظام هو القانون، وأي انتهاك له سيؤدي إلى عواقب وخيمة. لا مجال فيه للخطأ أو الأخطاء.]

[مهلا.. هل تقرأين؟]
[مازلت نائمة...حسناً ربما عندما تستيقظ.]
[...........]
[...........]

بدأ الوعي يعود ببطء إلى جسدها، لكنها لم تكن قادرة على الحركة. شعرت وكأن قوة غريبة تسحب جسدها إلى الأسفل، وكان هناك شعور بالصمت يصم الآذان. لم تكن قادرة على سماع أي شيء، كان الصمت صاخبا. شعرت بثقل جفنيها، ولم تستطع فتحهما مهما حاولت. وذلك عندما سمعت صوتا لم يكن صوتا بالضبط. كان انبثاق تماما كالاشعار من الهاتف بدا الأمر وكأن الكلمات تبث أمامها

[أخيراً]

ظهر هذا الاشعار من العدم، وفجأة أدركت أنها تستطيع الرؤية مرة أخرى. كانت عيناها تفحص المناطق المحيطة متجاهلة الاشعار كأنه وهم وهذا ما اقنعت نفسها به، لكنها صدمت مما رأت. كان المكان فراغًا و أبيض، ولم يكن هناك شيء حولها.
اصبحت بحالة من الصدمة والارتباك.
[هل تتجاهلين بشكل متعمد؟]
وعندما وجدت ان الكلمات مازلت تظهر امامها
طرحت العديد من الأسئلة كأي شخص عادي كان بنفس الحالة

"أين أنا؟ أين والدي؟ ما هذا المكان؟ من أنت؟"

لم يرد النظام على أسئلتها بشكل مباشر،

[أن هذه المعلومات سرية ولا يمكن الكشف عنها]
"سرية؟!"
[الان سوف اخرجكِ من هنا..]

عندها اغلقت عيناها لكن لم يكن بأردتها.. شيء غريب قد دفعها لفعل ذلك كأنه إستخدامها كدمية..
فتحت عيناها لكن هذه المرة كان الوضع غير مختلف..

لقد كان الشعور مخالفًا تمامًا لما كان عليه من قبل، وكان التناقض مذهلًا. لم تعد تشعر وكأنها دمية مشلولة؛ شعرت
بالحرية والراحة. كان الهواء منعشًا ومريحًا، وكان الضوء المتدفق من النافذة مشرقًا وواضحًا.

لقد كان تحولا لا يصدق. لقد شعرت وكأنها شخص جديد تمامًا، لم تعد مقيدة بالألم والشلل، وشعرت أنها تستطيع أن تفعل أي شيء تضعه في ذهنها.

بدأت الدموع تتدفق على خديها، وشعرت بمزيج غريب من الحزن والارتياح. كان الإحساس بالجسم البارد شيئًا لم تختبره من قبل، وقد غمرتها المشاعر التي لم تشعر بها.

[ها انتي ذا.. ما رأيك في جسدك الجديد لقد عالجت مرضك لذا يمكنك عيش حياتك بشكل طبيعي. ، تستطيعين أخيرًا أن تعيش حياتك بحرية دون أن تكوني مقيدة بالمرض .. لكن لكل خدمة مقابل!]

كلمات ظهرت مجددا رغم كونها تقرأ فقط، كانت الكلمات تجعلها تشعر بمشاعر الغرور تبثق مع هذه الكلمات

"ماذا تقصد بالخدمة والتكلفة؟ و كيف عالجت مرضي انا متأكدة انني"
فجأة امسكت رأسها بألم و ضغطت على شعرها
"هذا صحيح!كيف نسيت!؟ انا لقد متّ"

[هذا غير مهم.. انتي حية الان]
[.......]
[نعم.. مهلا..انتظري لدي عمل اخر سأعودك لك بعد قليل]

"مهلا.. الى اين؟!"
كان الأمر كله غريبًا جدًا: ظهور الكلمات في الفراغ، ألم جسدها. عودتها!
استجمعت شجاعتها و حاولت الوقف
جسدها هذا كان يستمع لها.. حاولت الوقف
لكن... لم تستطع!!!!

الشعور بألم السقوط، لكنه يختفي بسرعة كأنه لم يكن موجد، كان عدم الشعور بأي ألم أمرًا غير معتاد، لذا ظلت تحاول النهوض. ولكن بغض النظر عن جهودها، استمر جسدها في السقوط على الأرض. حاولت مراراً وتكراراً الوقوف، لكنها لم تستطع فعل ذلك..

"ما كل هذا؟ ماذا يحدث لي؟" بكت. لقد غمرها الخوف والارتباك. كانت خائفة من كل شيء، خصوصا حالة جسدها الجديدة و أنها لم تتأذى على الإطلاق

حاولت الوقوف مرة أخرى. نظرت حولها يائسة في محاولة ان تجد شيء تتكأ عليه

"من فضلك أوقف هذا الجنون. لا استطيع..لا يمكني فعل ذلك،انا خائفة." حاولت التحدث إلى المتحدث في الفراغ، لكن لم تصل إليه أي من كلماتها

كانت حالتها النفسية ميؤوس منها تقريبا. حاولت أن تجعل نفسها تقف على قدميها، لكنها فشلت مرات لا تحصى. وأخيرا، زحفت على طول الجدار وتمسكت به لفترة من الوقت من أجل السيطرة على جسدها

وعندما تمكنت أخيرا من النهوض، رأت أن الغرفة كانت فارغة تماما. شعرت وكأنها في مستشفى أو عيادة خالية من الاثاث، كانت هناك فقط نافذة كبيرة تطل على غروب شمس.

"لقد نجحت أخيرا في النهوض! هل رأيت يا ابي؟ "

. كان هناك شعور بالفخر والانتصار لأنها تمكنت من الصمود في وجه السقوط وأصبحت مستقرة على قدميها. لكن الحزن سيطر عليها عندما أدركت أن والدها ليس هناك، وأنها وحدها في الغرفة

كانت بمفردها تماما...

bungou stray dogs Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt