ادهم&مريم🤎

127 7 0
                                    

- مِش هتحضري الفرح؟
- لا أزاي محضرهوش؟ فيه واحدة متحضرش فرح جوزها برضوا!
ايوه يعني أيه هيتجوِز؟ هتقدمله أيه مقدمتهوش، هتحبه قدي؟ هتضحي بِحياتها وبروحها لأجله زيي، مُستحيل قلبه يشيل أتنين، وإن شال فمين فينا أكتر؟ لسه فاكِره أنه أول حُب في حياتي، لسه فاكره اليوم اللي عرفته فيه إني بحبه، مِش ذنبي إنه يتجوزني غصب، أنا آه بحبه بس مغصبتش عليه يوم، ويوم ما قال بيحب وعايز يتجوِز روحت طلبتهاله، بِالله أنا قلبي أصبح مِش قادر.
- حلوة البدلة كده يا مريم؟ شكلي حلو!
بصيت لُه بِحُب، ودمعة نزلت مني غصب عني:
- طول عمرك حلو يا أدهم.
قرب مني ومسِك أيدي:
- أنا أسِف واللهِ، أنا عارِف أنك بتحبيني بس أنا مش عارف أشوفك غير أُختي، مِن يوم ما وعينا علىٰ الدُنيا وأحنا اصحاب، معرفش أفكر فيكِ بطريقة تانية، أنا عمري ما أتجبرت أتجوزك، بس مكنش ينفع تعيشي معانا وأنا اجنبي عنك بعد موت اهلك!
يعني هوَ قاصِد يوجع قلبي ويجرحه؟ بيفكرني بِفُراقهم تاني!
- أصيل يا أدهم، أصيل.
مسِكت أيده:
- يلا أوديك لعروستك.
عظيم جدًا، عظيم إن مراته هيَ اللي توديه بِنفسها لعروسته، عظيم إنك تلاقي حُب حياتك كله وإنجازك الوحيد بيتخطف منك خطف.
مكنتش عارفة أنا قادرة أتماسك كده أزاي، بسلِم علىٰ المعازيم وأنا شايفة في عيونهم نظرة حزن وشفقة عليا، وشوية فرحة فيا، بسلم عليهم وماسكة دموعي وكاتمة عليهم عشان مفيش حاجة مِنهم تسقَط، حضنتها وأنا كُلي حُزن:
- مبروك عليكِ، خلي بالك منه.
قربِت عليه وشبكت في أيده:
- ده حبيبي ده، فكرك هفرط فيه!
عارفة إنها بتغيظني، وتضايقني، بس عادي، أزيد من كده! مأظنش فيه.
- يلا يا أدهم عايزين نتصور معاك أنا ومراتك.
كانت طنط مامته، وقفت ووقف جنبها وهيَ جنبهم، فراحت باصلها:
- معلش يا حبيبتي أقفي علىٰ جنب عشان مريم تيجي تتصور مع جوزها.
بصِت لطنط بصدمة، وبصِت لأدهم، ابتسمت بهدوء:
- معلش يا ماما، مش عايزة أتصور.
بَصِتلي بجمود:
- يلا يا مريم.
طلعت وقفت بعيد عنه شوية، فمسِك أيدي وقربني مِنه، أنا فاهمة أني صعبانة عليه، بس حقيقي ميمسكش ايدي عشان معيطش.
- تعالي معايا الحمام يا مريم.
روحت مع مامته، وقفتني وحضنتني:
- صدقيني أنتِ أقوىٰ حد شوفته يا قلب ماما، أقوىٰ حد.
- أنا كويسة صدقيني، أنا كويسة جدًا، أنا شايفة في عيونه الفرحة، وصدقيني ده كافي جِدًا، فرحته عندي بِالدُنيا واللي فيها.
روحنا البيت، طلع هوَ وهيَ علىٰ شقتهم، وماما في شقتها وأنا في شقتي، الشقة مليانة بِريحته، برفاناته كلها هنا، وأغلب لبسه كمان هنا مأخدهوش، ملفات الشغل عندي مِش عندها، الهدايا والحاجات اللي بيحبها هنا، جايز واخد كام طقم وكام حاجة معاه بس، حضنت لبسه ونمت علىٰ السرير بتاعه.
- ماما أطلع أطلعله أكل؟
بصِتلي:
- الساعة 9؟
سكِتت وبعدين أتكلمت:
- اطلع أطمن عليهم صحيوا ولا لا!
سكتت وبصِتلي:
- وحشك من قبل مايلحق يمشي يابنتي؟
حضنتها وعيطت، عيطت كتير أوي من وجع قلبي، أنا مش جامدة، أنا مش قوية ولا قلبي ميت زي ما الكل بيقول عشان خليت جوزي يتجوز واحدة تانية بسهولة، أنا يتيمة ومليش غيرهم ومش هينفع أقعد معاه وهو أجنبي عني، انا مغلوبة علىٰ أمري وبحبه.
- مصعبتش عليه لحظة يا أمي، ولا لحظة! طيب محسش بوجع قلبي وواحدة غيري بتاخده، أزاي أحب كل ده وأزرع كل ده، وغيري يحصده!
طبطبت عليا:
- هو مش ابني! بس واللهِ ما يستاهل دمعة من عيونك ولا يستاهلك.
جت الساعة 3 ماما كانت عملتلهم أكل وقالتلي أطلعه معاها، طلعنا وخبطنا ففتحت الباب:
- أزيك يا ماما، خشي خشي.
كانت فاتحة الباب بِلبس أستغفُر الله ميتفتحش الباب بيه أبدًا، دخلنا وماما حطتلهم الأكل، فبصِتلي:
- البيت منغيره وحش طبعًا صح؟
ضحكِت بميوعة:
- أصل أول يوم أكيد تشوفيه معَ حد غيرك.
معرفش جِبت القوة دي منين، بس حطيت عيني في عينها:
- لا ليه؟ ما أصل هوَ حبيبي فرحان، فطُظ في فرح أو زعل أي حد تاني، وبعدين مانا عندي لِبسه وحاجاته.
بصِتلي بعند:
- وأنا عندي هوَ.
الكلمة دخلت في قلبي فرمته واللهِ، الله يجازيها علىٰ وجع قلبي.
- يلا يا مريم عشان شكلها مش هتناديلي أبني.
أول مرة أحس أن طنط حمىٰ، أو تنفع حمىٰ بصراحة.
- أيه يا أمي، أناجيت.
- لا كنت أتأخرت شوية كمان يا قلب أمك!
ضحِك وحضنها:
- أنا اقدر برضوا! ده أنتِ روحي روحي روحي.
جيه سلم عليا:
- عامله أيه يا مريوم!
ابتسمت:
- كويسة.
كويسة جدًا يعني مش عارفة أقولك أيه! كُلك نظر يعني.
ماما مكملتش دقيقتين وأخدتني ونزلنا، قعدتني معاها عشان أبعد عن جو البيت شوية.
***
- ماماا!
ماما راحتله، كان بيضحك وفرحان، كان فرحان أوي يا حياتي، حضن ماما ولف بيها:
- شروق حامل يا ماما، شروق حامل.
آه يا وجع قلبي! كان بيحبها الأول، دلوقتِ هيبقىٰ أيه؟ لا لا أنا مبسوطاله واللهِ، بس كمان هيبقىٰ أب لأبن غير أبني؟
- مبروك يا بني.
قرب مني وحضنّني، جسمي أرتعَش، قلبي اتهز، روحي راحت مني:
- شرووقق حامل يا مريووم!
ضحكتله:
- مبروك يا أدهم.
شروق قربت من ماما وحضنتها:
- هجبلك الحفيد يا ماما.
ماما ابتسمت:
- مبروك يا بنتي.
قربت مني وحضنتني وهمسِت في ودني:
- خدته مِنك، وهاخدها، وهرجعك مكانك تاني يا مريم، الشوارع.
كُنت حاسة إنها مش كويسة، بس الشوارع؟ وأنا من أمتىٰ مكاني الشارع!
- الشوارع دي لأشكالك يا شوشو، وهنشوف مِن هيضحك في الأخِر.
ضحكِت:
- أمُ الحفيد يا مريومة.
يا شيخة منك لله يا شيخة علىٰ وجع قلبي ده، منك لله.
***
- يا أدهم بقولك بتضايقني وكانت هتزوقني علىٰ السلم!
بصيت لَها وبصيت لُه:
- واللهِ كدابة، واللهِ.
عملت نفسها بتعيط وراحت ناحية ماما:
- يا ماما هي غيرانة مني عشان أنا حامل وعلشان أدهم بيحبني وهيَ لا.
بصيت لماما لقيتها بتبصلي بضيقة، وأتكلمت:
- مريم، أيًا كان اللي حاصل بينكم دي حامل في حفيدي ولو أذيتيها مُش هسامحك.
أدهم اتكلِم بشدة:
- مريم بعد أذنك مراتي لا، أرجوكِ متخلنيش أعمل شيء مش كويس.
بصيت لُهم بصدمة وعيطت عشان صعِب عليا حالي:
- دلوقتِ بقيت أنا الغريبة في وسطكم يا ماما! دلوقتِ بقيت وحشة يا أدهم؟ إشحال إنك أنتِ اللي مربياني وعارفة أني مستحيل أعمل كده!
حاولت أهدىٰ شوية:
- أنا هطلع شقتي وهقفل عليا، هنزلك كل يوم أروقلك يا ماما وأطلع أقعد في شقتي عشان محدش يقول عملت ولا معملتش، عن أذنكم.
أنا اول مرة أحس أني يتيمة! اول مرة أحس باليُتم وسطهم، أول مرة أحس أني عريانة ومحتاحة حد يغطيني، أول مرة أحس أن قلبي بردان، أنــا.. أنا الدنيا بتلف بيا..!
فوقت لقيتهم جنبي وطنط حضناني وبتعيط:
- حقك عليا يا بنتي، حقك عليا يا حبيبتي واللهِ، فوقي بس بالله عليكِ.
عيطت، كنت بعيط جامد أوي:
- ظلمتوني وكدبتوني عشانها يا ماما، كدبتوني وأنتوا عارفين أني مش بكدب.
أدهم كان واقف خايف، خايف جدًا، قرب عليا ومسك ايدي:
- حقك عليا واللهِ، حقك علىٰ قلبي.
فاهمة إنه شيء غريب، بس أنا لمحت في عيونه حب! أخدني في حُضنه وهيَ واقفة بتبصلي بغيظ:
- انتِ عارفة أنك أغلىٰ عندي من أي حاجة واللهِ، سامحيني يا مريم بالله.
جريت طلعت على شقتها، بصيت لُه:
- أطلعلها.
بَص بضيقة:
- سيبيها تولع بقىٰ، أصلًا إنسانة كدابة.
فرحت إنه خد صفي حتىٰ لو متأخر، اليوم ده مطلعش فوق، نام في الشقة معايا، حسيت بِأمان مُفتقداه، كان نايم على كنبة وأنا على كنبة، صحيت أبُص حواليا ملقتهوش، طبيعي يكون طلع، يوم وأنتهىٰ!
- يا صباح الفُل علىٰ أحلىٰ مريوم، قومي يلا عشان تفطري وتاخدي علاج عشان التعب اللي تعبتيه أمبارح.
وَه! ده أدهم ده؟ أيوه واللهِ هوَ أيوه، ابتسمتله:
- عمرك ما عملتها.
غمزلي:
- وعملتها دلوقتِ، عندي كام مريوم أنا!
بصيت لُه بأستنكار:
- وشروق!
أتنهِد:
- أنا عايز أقعد معاكِ أنتِ يا مريم النهارده معلش، ممكن متفتحش أي شيء تاني!
أستغربت شوية بس سكِتت، فطرنا ونزلنا اتغدينا وبعدين طلع عندها نص ساعة ونزل تاني عندي، روحت قعدت جنبه:
- أتخانقتوا؟
مَيل علىٰ كتفي:
- معداش يوم منغير ما نتخانق يا مريم، كل يوم خناقة شكل، ومشكلة شكل، عيزاني معاها دايمًا حتىٰ أمي لا، أنانية وعايزة كل حاجة في الدنيا ومبتشبعش، هيَ ليه مش زيك مثلًا؟ غصب عني لقتني بقارِن بينكم، قولتيلي أنك بتحبيني وبكل غباء كسرت قلبك، وممشيتيش، قولتلك عايز أتجوز جيتِ طلبتيهالي، امي قبلك دايمًا، وبتحبي أمي زي أمك، بتخدميها بعيونك، وعمرك ما منعتيني عنها، حتىٰ شروق مش بتقوميني عليها، هيَ ليه مش زيك؟
آه قلبي بيرقص أيوه، بس زعلانة عليه الحقيقة، قلبي وجعني عليه:
- عشان هيَ مش مريم يا أدهم، أنتَ اللي اختارتها، كل واحد فينا فيه عيوبه ومُميزاته يا حبيبي، فَبالتالي مينفعش تاخدها بمُميزاتها وتسيب عيوبها، ومينفعش تاخدها شبهي، لأن كلنا مُختلفين.
بَصلي جامد وبعدين قال بصوت هادي:
- أنتِ حلوة أوي يا مريم!
يوم، ورا يوم، ورا يوم، وهو بيطلع خمس دقايق وينزلي، جيه يوم لقيته متنرفِز جدًا وبيدخل الشقة:
- مريم تعاليلي تحت حالًا.
- حاضر.
نزلت لقيته موقفها وماما قاعدة، دخلت وقفت قدامه، أتكلم بعصبية الكون:
- هديكِ عنوان دكتور يا مريم تروحيله وتاخديها معاكِ، عايز أعرف هيَ حامل ولا لا، واضح!
بصيت لُه بصدمة:
- يعني أيه!
زعق بعصبية:
- روحي يا مريم، روحي.
كانت واقفة بتعيط، طلعت لبست ونزلتلها، أخدتها وروحنا لدكتور، كانت ماشية بتعيط ومبتنطقش، روحنا للدكتور.
- مين قال إنها حامل؟
بصيت للدكتورة:
- هيَ يا دكتور!
الدكتورة بصِتلها مِن تحت لفوق وبصِتلي:
- هيَ كدابة.
بصيت لها بصدمة:
- أنتِ عبيطة؟ دي حاجة تكدبِ عليه فيها، كان مبسوط يا حبيبي وهيطير بالولد، وطنط اتعشمت، منك لله يا شروق، منك لله.
روحت وروحت معايا، لقيناه واقف وفيه شيخ قاعد:
- مش حامل صح؟
حركت راسي بـ «آه»، بَصلها بجمود:
- عظيم، طلقنا يا شيخنا.
بصيت لُه بصدمة، ازاي بسهولة هيطلقها؟ ده رفض يطلقني وهو مبيحبنيش، هيطلقها بالسهولة دي أزاي، والغريبة إنها منطقتش، تم الطلاق وطلعت شقتها لمت حاجتها علىٰ ما أخوها جيه ومشيوا، شوية ولقيته طلع، روحت قعدت جنبه:
- متزعلش.
بَصلي:
- بس أنا مش زعلان، أنا جعان، فيه اكل يا مريم؟
استغربته الحقيقة، قومت:
- آه فيه أكيد، هسخنلك وأحطلك تاكل.
بَصلي بضعف:
- هتاكلي معايا؟
ابتسمتله بهدوء:
- أيوه.
علىٰ قد زعلي مِن أنه زعلان علىٰ أن كل شيء سراب، بس فرحانة لأن ربنا ردهولي ليا لوحدي، قعدنا أكلنا وبعدين دخل ينام، شوية ونادىٰ عليا فروحتله:
- نعم يا ادهم.
بَصلي بهدوء:
- ممكن تنامي جنبي بعد أذنك!
أترددت لوهلة، وبعدين روحتله، قرب مني وحضنّني:
- محتاج أحس بأمان.
- كنت حاسس بِالأمان معاها؟
أتكلم بهدوء:
- ولا يوم يا مريم، ولا يوم حسيت بالأمان معاها فيه، عمري ما حسيت معاها بالأمان اللي كنت بحسه معاكي، عمري ما أمِنتها على حياتي وشغلي ولبسي وأكلي زيك، عمري ما شوفت قلبها بجمال قلبك، عمري ما حسيتها شبهك، محدش شبهك يا مريم، يوم ما وقعتِ وحاولنا نفتح الباب معرفناش كنت هعيط لحد ما الباب اتفتح، لما شوفتك دمعت لأني السبب في اللي حصلك، وقتها بس عرفت أن أنا بحبك.
قعدت بستوعب الكلمة نص ساعة كده، وبعدين بَبُص عليه لقيته نايم، حاولت أهدي أفكاري وأنام، تاني يوم صحيت لقيته بيبُصلي وبيبتسم:
- صباح الخير.
ابتسمتله:
- صباح النور، عامل أيه دلوقتِ؟
- بخير عشان مسبتنيش لوحدي، شكرًا يا مريم.
ابتسمتله بهدوء:
- متشكرنيش علىٰ حاجة بحب اعملها وتحسسني أني عملتلك جِميلة.
بَصلي:
- قومي ننزل نفطر مع ماما.
- مريم، معلش كنت عايز أكل مكرونة بشاميل مِن أيدك!
ابتسمتله:
- عيوني ليك يا أدهوم.
- مريم أكويلي القميص اللي بتحبيه.
- اللي بتحبه؟
ابتسَم:
- لا اللي بتحبيه أنتِ، ذوقك أحلىٰ من ذوقي.
ضحكت بكسوف:
- يا ولا!
- عيونك حلوين كده ازاي، مش هحسدك لا لا.
- يلا هاتِ الفِشار قبل ما الفيلم يبدأ
جريت عليه وانا ماسكة الفشار:
- جيبته جيبته.
بصيت علىٰ الكرتون:
- الله! أنا بحب الفيلم ده أوي.
كان قاعد محاوطني بِدراعه وباصصلي:
- وأنا بحبك أنتِ.
هيَ غالبًا الفشاراية وقفت في زوري، بصيت لُه فَضمني بِدراعه التاني:
- بجد بقىٰ بحبك، لما اتجوزت شروق أعتقدت أني بحبها، بس الحقيقة أني عمري ما حبيت غيرك يامريم، مكنش ينفع حد غيرك ياخدني، أنا كنت بدور عليكِ في شروق وسايبك هنا، بحبك واللهِ.
ابتسمت:
- وأنا كمان بحبك!
بصيت علىٰ الفيلم:
- ألحق يا أدهم فلين رايدر نط في البرج، دلوقتِ روبانزل تضربه!

«- أنتَ حلمي الجديد.
- وأنتِ حلمي!»
- مَريَم وَلِيد مُحَمّد.
#حواديت_مَريَم_وأدهم

إسكريبتات💫✨️Where stories live. Discover now