الثامن عشر

Start from the beginning
                                    

نظر مصطفى بأمتنان شديد لملاك لتبادله الأخرى ببسمة صغيرة ، ليدير الأخر ظهره و يذهب من أمامهم و في طريقه لمح قاسم و أيهم الذين يناظروه بحدة ليبادلهم ببرود قبل أن يتخطاهم و يذهب ..

*******************************

كان الصمت سيد المكان ، الجميع في حالة صدمة و أندهاش عدا ليليان التي كانت ترمق ما يحدث بتعجب و عدم فهم

بينما سيف كان متجمد في مكانه ليس من الصدمة بل من الرعب الذي تلبسه عندما تأكد من الشكوك التي تراوده حول معرفة والده بفعلته الشنيعة التي قام بها في الماضي ، لطالما كان  يشعر أن والده يعلم ، بسبب أنه كان أحياناً يلقي بعض الكلمات التي تتعلق بالأمر في وسط مناقشتهم المعتادة و هو ينظر له و كأنه يحثه على التحدث ليروي له ما حدث! ، لكنه كان دائماً يكذب حدسه و يخبر نفسه أنه من المستحيل أن يعلم والده و لو كان يعلم لكان أظهر له منذ زمن..

ها هو الأن يتمنى لو أنه كان صدق حدسه في ذلك الوقت و سبق الأحداث و أخبر والده بكل شيئ من تلقاء نفسه قبل أن يحدث كل هذا و يعلم من الخارج.

أبتلع سيف ريقه بصعوبة و هو يقول مجاهداً في الحفاظ على ثباته :

- بس أسيل مش مراتي يا بابا !

نظر له سيف الدين بغموض شديد قبل أن يبتسم بجانبية قائلاً :

- و مالو...، هتبقا بعد خمس ثواني

- بارك الله لكما و بارك عليكما و اجمع بينكما في خير

وقعت هذه الكلمات على مسمعه و أخذ صداها يتردد في ذهنه ، لا يعلم متى و كيف حدث كل هذا...متى أتى المأذون؟..و متى جلس هنا؟..و متى وقع بيده في هذا الدفتر الذي أمامه؟! ، و دون شعوراً منه هناك شيئاً بداخله أهتز عقب تلك الكلمات..
كان سيف ينظر بشرود لأسمه الذي وقع به للتو ، لتتحرك عيناه بعدها لأسمها هي من ثم لوجهها ، ليرى هدوئها الغريب و الأن أدرك أنه لم يرى أي علامات للصدمة باديه على وجهها منذ البداية و كأنها كانت على علم بما حدث الأن..!

كانت تجلس بهدوء شديد و هي تجاري ما يحدث حولها ، وقعت عيناها على ولدها الذي يجلس بين أحضان شقيقتها ، أنها تشعر بالندم الأن لأنها نفذت ما أخبرها به سيف الدين ، بدأت تدرك مقدار تهورها الأن..، و لكنه أخبرها أن هذا لصالحها هي و أبنها و شقيقتها! ، فهم يريدون سنداً لهم..و يريدون من يحميهم..و معتز يريد عائلة كاملة ليستشعر الدفئ ، يكفي الثامنِ سنوات التي قضاها بعيداً عن والده و عائلة والده..

لكن بالنظر لعيون ولدها الأن ، فهي تستشعر الرفض بهما ، تشعر أنه لا يتقبل وجود سيف في حياته ، و بالنظر لشقيقتها فهي ترى عدم الرضا الواضح على ملامحها و كرهها الشديد لسيف...و لها أيضاً! ، فهي بنظرها السبب في موت والدهما.

أستقام المأذون ليذهب و ذهبت معه ليليان التي بدأت تشعر بالملل و أن كل ما يحدث حولها ليس من شأنها لذا فضلت الأستقامه و الذهاب و هي تهمس في نفسها :

عــشـــــق آل جـــــبـران "عندما يجمعنا القدر صدفه"Where stories live. Discover now