E

128 7 0
                                    


-إستمتعوا 3>

------------------------





تربَّعَ الثلاثيُّ على بساطٍ مُهِّدَ بالحديقةِ المركزيَّةِ في الحرمِ الجامِعيِّ، قعرَ شجرةِ الكرزِ المزهِرةِ..

يقعُدونَ كأنما يتنافسون بينهم أيُّهم أعظمُ بهاءً وفتنة، فكُلٌّ قد هندمَ حالَهُ بإنتظارِ من يتوقونَ لقضاءِ بقيَّةَ الوقت رفقتهم..

كان أوَّلَ من تراءى لهم فتًى بذاتِ القسامةِ، ذو قامةٍ طويلةٍ، وزيٍّ جذابٍ، إنحى ليجثمَ بالمساحةِ الشاغرةِ على البساطِ محتضناً ذو الشعر العسلي "مضى وقتٌ طويلٌ يا دُبَّ العسل"..

تبسم سينغكوان على اللقبِ المعتادِ راداً "بالفعل لم أرك منذُ مُدَّةٍ أيها الأمير" كان أحدُهم يطرحُ تساؤلاتِهِ للجو قبل أن يهمسَ لجونغهان إلى أيسره "لم تخبرني أنكم مقربون لهذه الدرجة" فحصلَ على إشارةِ 'لاحقاً' كجواب..

"إلهي!! يون جونغهان، أتنوي توطُّن سريرِ أحدهم؟ ما أمرُ كُلِّ هذه الجاذبية؟" صرَّحَ فور التفاتهِ لمن يرفعُ شعره الخلفي مصفِفاً إياهُ بطريقةٍ مغرية، "أنا من عليهِ سؤالُك.. يا رجُل لازلتُ لا أعتادُ سحرِك"..

وأخيراً إستدارَ لأيسرِهِ حيثُ أناخَ جونهوي متكِئاً على الشجرة، يضمرُ لهفةً عارمةً للتعرُفِ على حلو الثغرِ قبالتهُ خلفَ قناعِ الدماثة، "لابدَ من أنك وين جونهوي، سررتُ بمعرفتك، أُدعى سو ميونقهو"..

بسطَ يدهُ في الهواءِ بغية مصافحةِ الفتى، الذي سرعانَ ما عقدَ أيديهم، يسمي بالكفِّ بين خاصتِهِ يبيِّتُ قُبلةً على ظاهرها، جاعلاً ميونقهو يدُسُّ شطرَ وجههِ العلوي، يستُرُ ما أُفرِجَ من توهُّجٍ على وجنتيهِ بيده السائبةِ مردفاً "أنت لاعبٌ محترف"..

أدبرَ الوقتُ وقد إستطردوا بشتى أنواعِ النقاشاتِ حتى لاحت هيئةٌ أبهجت ذو الشعرِ الطويلِ، لينقُرَ كتفَ رفيقه على عجل "كواني، سينغتشولي هنا!، هل أبدو جيداً؟"، كانت إجابةَ الفتى إصلاحُ خصيلاتِه التي تبعثرت إثر الهواءِ، ليرسلهُ نحو معشوقهِ تالياً..

"أما سمعتهُ صحيح؟!! أرجوك إصدمني أنت الآخر، من هو موعدُك؟" لم يكُن سوى ميونقهو الذي إستنكرَ ما سمع، ليستعلمَ من عسلي الشعرِ "الأستاذ تشوي هانسول"، ردُّهُ جعل الفتى يضحك بغير تصديق معلِّقاً "حتماً فاتني الكثير.. لا استطيع، غداً سآتي لشقتكم، أحتاجُ لسماعِ كُلِّ شيء"..

بإندثارِ صوتهِ أطلَّ من ذكروهُ يلوِّحُ للفتى الذي إستقامِ كاشِفاً عن بنطالِهِ الأسود القصير الذي ستر ركبتيه، علاهُ قميصٌ فضفاضٌ ذو خطوطٍ كبيرةٍ عرضيَّةٍ باللونين الأبيضِ والأزرق بياقة، بينما أُسكنت قبعةٌ فرنسيَّةٌ دهماءُ على شعرهِ، حيثُ سُرِّحت غرَّتُهُ الظاهرةُ منها بإجادة..

في حين إكتسى هانسول بقميصٍ ذو ياقةٍ عالية وبنطالٍ رسميٍّ حملا نضارةَ لونِ اللؤلؤ، بزغَ عليهما معطفٌ طويلٌ إقتبسَ زُرقةَ السماء، صُفَّت خصلاتُهُ ذاتُ لون القهوةِ على جانبي وجههِ مبدِياً قليلاً من جبينه..

تقدَّمَ الفتى نحوهُ يناضِلُ لكبتِ إبتسامةٍ تكادُ تشُقُّ وجهه، بينما سكنَ الأكبرُ للحظةٍ تدبَّرُ الحُسنَ الذي يخطو نحوه، زفيرٌ مرتعشٌ جلأ من ثلمِهِ على الملمحِ الخلاب ليثني بظهره دانياً من سينغكوان "لستُ أعلمُ إن كان قولُ هذا مناسباً، ولكن.. تبدو ملائكياً"..

للحظةٍ رَغِبَ الأصغرُ في التراجُعَ ورمي ذاته في أحضانِ صديقيهِ مختبئاً ولكنهُ حجبَ تلكَ الفكرةَ يريدُ الإطراء على هانسول "أنت أيضاً.. تبدو آسراً"..

الآنَ حقاً أراد تغطيةَ وجهه الحامي يستمِعُ لقهقهاتٍ من الأكبرِ تبعتها حروفٌ حضَّتهُ على المُضي "أنذهب؟ أتمنى أن لا تكون خجلاً كثيراً حولي أيها الصغير"، ثم دفعَ الفتى بخفةٍ من ظهره يحثُّهُ على الحركة..


-------


"أخُطُّ آخِرَ حروفي، قد حان أوانُ ختمِ آخِرِ أظرُفي..

أنصتُ لعتابِ فؤادي..

يخبرُني ما بالُ حبرِكَ جفَّ ولم يحكي عن مدى هواهُ شيئاً يُذكر..

أراني أسألهُ، ماذا يجبُ أن أفعلَ حين باتت اللُغةُ فقيرةً، معدمةً لتروي ما حوى..

مهجتي، لا أكادُ أداركُ حقيقةَ أن الوقتَ الذي تبقى لي لرؤيةِ مليحِ محياكَ معدودة..

ماذا سأفعلُ حين أشتاقُك؟..

ماذا سيُألِّقُ صباحي بعد بسماك؟..

من الذي سيضعُني على أطرافِ أصابعي توقاً للُقياه؟..

لستُ أجدُ غيرك جواباً، فدعني ءأمنُكَ على قلبي، علَّني أهرعُ يوماً لأستردهُ منك..

حتى ذلك اليوم..

وداعاً يا ولهي وكُلَّ دُنياي.."



-------------

مساحة لآراءكم..

البارت الجاي الأخير 😞

أراكم على خير..







Poured into letters || VKDonde viven las historias. Descúbrelo ahora