حتي لا تنهال والدتها عليها بالكثير من التساؤلات وسوء الفهم الذي يرهقها

ولا تريد العودة لداخل الجامعة لأن فاتها معظم المحاضرات ولن تسلم من مضايقات صديقتيها تحت مسمي الاعتذار كما تظن

ليست حزينة أو سعيدة، فقط تشعر بالغرابة والحيرة..هل كان من الأفضل لها التجاهل وعدم الأنفعال لكي لا يتركها صديقتيها؟

فهي لا تملك غيرهم بالفعل..

لم تكون صداقات إلا معهم، هي اهدرت سنواتها بتضييق دائرتها الإجتماعية لأنها كانت واثقة من انهما لن يخذلانها

وإن ارتبطوا بأحباء فلن يتجاهلاها كما اعتقدت بالماضي حتي آتي الحاضر وأثبت العكس بجدارة مخيبة للآمال

اصدقاء مزيفون علي وشك خسارتهم..عائلة مفككة رسخت العقد النفسية بداخلها وعدم الأمان في قلبها

والدتها كلما تراها في المنزل تنهرها وتحاسبها علي كل صغيرة وكبيرة حدثت في غيابها وفي ماذا أنفقت مصروفها..؟!

هانيا تقدر أن والدتها تعمل بجهد لجلب تلك الأموال لها ولكن ما يضايق..نظرات السخط حين تناظر والدتها وجهها

لأنه يتشابه مع وجه والدها الذي هرب من المنزل تاركهم غارقين في بحر من ديون القمار

مع سرقته لجميع أموال المنزل ولم يكتفي بذلك بل اتخذ قروض بنكية بإسم والدتها لاتزال
تسدد فيهم بقلة حيلة

قاطع تفكيرها للمرة الثانية رنين الهاتف ورأت المتصل لارين، هي احست بالغم ومسحت دموعها وأمسكت الهاتف لترد

ياتري ما حجتهما تلك المرة!؟

"إلي اين ذهبتي وتركتينا؟..أتملكين حبيب بحق؟!..لما لم تخبرينا عنه؟"

لارين ظلت تسألها سؤال تلو الاخر وهانيا
لا ترد فقط تسمع..

"ليـ ـس لـدي مـ ـا أقــوله لـكادي ولا لـكِ يا لارين، وداعاً"

لارين تذمرت وكأن لها الحق في ذلك أمام هانيا حتي صاحت بصوت مرتفع عليها

"إياكِ اغلاق الخط في وجهي.. اسمعينا أولاً"
نبست لارين بنبرة سريعة، اعصابها قد انفلتت من طفولية هانيا كما تزعم

هانيا سمعت صوت انفاس لارين وهي تزفر بحنقة حتي أكملت كادي الكلام مقاطعة إياها
تحاول تهدأة الموقف

" اقسم لم اكن أريد أن يحدث ذلك، هذا سوء
فهم يا هانيا"

لحظات من الصمت مرت حتي أخرجت هانيا الغصة التي بداخلها بصوت لم يعهده صديقتيها
من قبل

[JK] Not me | لـسـتُ أنـاDove le storie prendono vita. Scoprilo ora