٩ | الخطوة الثالثة

Start from the beginning
                                    

"ما الأمر؟" تساءلتُ بصراخٍ ونفاذ صبر غير متحملة كلمة أخرى، لا ينقصني سؤال ولا ينقصني عتاب، أنا بي ما يجعلني أريدُ البُكاء والنوم حتى ينتهى كُل شيء.

"قُل ما الذي يفعله هذا القذر هُنا؟"

ألقيت حقيبتي تجاه آدم الذي استقام يتفادها ويرفع يديه باستسلامٍ. "امياسي، استمعي لي أولًا؟" هذا اللقب__ أصبح يثير اشمئزازي بحق.

"كي تسبني مُجددًا يا هذا؟ لكي استمع للهراء مُجددًا؟ لكي تجرحني__ مُجددًا!" صَرختُ وخانتني نبرتي لتخرج مهزوزة مظهرة غصتي وآلمي، ألقيت بوسائد الأريكة نحوه بغضبٍ ويتنهد أبي مُمسكًا برأسه.

"هل صحيح__" صاح آدم يمسك الوسادة ويستغل فرصته متساءلًا قبل أن ألقيها، يسترسل سريعًا لا يعطيني فرصة لمقاطعته. "تعرفون بعضكم مُنذ ثلاث سنوات؟" اقترب أكثر ممسكًا بيدي يمنعني مِن ألقاء شيء آخر عليه، ينظر لي في انتظار ولمعة__ منكسرة.

هذه النظرة.. لا ليست منكسوة أنها اتهام صريح، اتسعت عيناي غير مُصدقة أياه اتقهقر خطوةً لِلخلفِ اسحب يدي مِن بين خاصته وكأنها ملوثة قد ترسل لي المرض، ويدفعه أبي بعيدًا عني برفقٍ مُلاحظٍ أنه يوجد شيء خاطئ، "ابنتي،" حاول جذب بصري له، وحاولت الاستماع له أو النظر له، لكن لا اعلم لِمَ ما زالت انظر إلى آدم في انتظار أن يهز رأسه بتفهمٍ، أن يمحي نظرة الشك مِن عينيه العسلية تِلك.

"نحتاج تفسيرٌ مِنك حتى يذهب كل واحد في سبيل طريقه." استرسل أبي يبسط يده فوق ظهري في حركةٍ مُشجعة ومعتادة مِنه، تهدجت أنفاسي استشعرُ الضغط، الكذب والنفاق، هذا اللعين ما الذي قاله لأبي؟

طرفتُ ببطء لعل غمامة عيناي تتبدد واستطيع رؤية ملامح أبي، ازدراءت رمقي ألتف لوالدي اشتكي له واتذمر كطفل تم اخذ منه ألعابه المفضلة، اخرج حروفي بغصة لا اكتمها أكثر مِن ذلك. "انفصل عني مُنذ ستة أشهر، أنا التي تحتاج تفسير لسبب أنفصاله؟ ولسبب وجوده الآن بعدما تركني بطريقة مُهينة جرحت مشاعري." هززتُ رأسي أشعر بالخيبة والهزيمة.

"وتتساءل بكُل ثقة إذا خُنتك قبل ثلاث سنوات؟ ماذا إذا فَعلت؟ بأي حق سوف تلومني الان؟" صَحتُ في وجه آدم أدفعه بقوة هالكة، مضعفة ومستهلكة تخور مع كُل كلمةٍ انطق بها. "بأي حق__ تريدون تفسير وأنتم غير مُلمين بي."

أشار آدم إلى رأسه بعصبية يصيح في وجهي كذلك. "أنا احاول العودة وأنتِ ترفضين، تستفزين مشاعري وتثيرين غضبي، وأنا اتحمل ثقلك وأنتِ لا تفعلين معي__" قاطعت تسجيله الصوتي في كُل مرة يتخذ بها دور الضحية. "أجل أنا السيئة، أنا المُخطئة، ما الذي تريده مِني الان؟ ابتعد قبل أن تجدني افتك بك بحق هذه المرة، ابتعد فـ لن تكون معتاد على تصرفاتي السيئة."

رغبة عارمة في سجنه الان بتهمة الاعتداء تملكتني بينما أنظر إلى عينيه اللامعة باحتدامِ قابلته بامتعاض غير متقبل وجوده أمام مجال رؤيتي حتى.

ست خطوات للنعيمWhere stories live. Discover now