الفصل الثاني والثلاثون : قبل الطوفان بساعات

Start from the beginning
                                    

حك الحارِ لحيته النامية وفكر بُرهة ، يخاف أن يُخرِج أسرار العمل لهذا الغريب ، وفي نفس الوقت قد تأثر كثيراً لحالة الفتاة ، وضع إبنته مكانها وما كان سيفعله هو كي تُشفى ، أجاب في النهاية بهمس.

"دُكتور رحيم بقالُه كام يوم مبيجيش المصحى ، فلو عايزُه ضروري يبقى تِدخُل للمُدير وهو يدِلك عليه ، لكِن غير كِدا أنا مفيش في إيدي حاجة أساعدك بيها؟".

لقد تأكد أكثر أن رحيم ذاك هو رحيم الذي في عقلِه ، تذكر أن رحيم قد تحدث أمامه بأنُه طبيب ، لكِن لم يتوقع أن يكون هذا هو تخصُصه الطبي؟ ، ولكي يسطتيع التملُص مِن الحارِس ، تحجج بأنه قد أتاه مُكالمة عاجِلة ، وفر مِن أمامه شاكِرً إياه سريعً ، بعدما رحل ضرب الحارِس كفيه في بعضِهما مُستعجِبً ، وأكمل مُناوبة حراستِه كما كان يفعل مِن قبل.

••••••••••••••

وعِند العودة إلى نوح ونيللي ، سنجد الأجواء مُشتعلة كالجمر ، في حين أنها قد بدأت تحكي وتتغنى بِما لديها ، مع كُل كلِمة يدُق قلبه بعُنف أكبر ، دقات مُتتابِعة ومُتناغِمة كالمعزوفة ، إبتلعت هي بخوف مِن تغيُر تعابيره تدريجياً.

"مِن أول يوم دخلت فيه شلِتنا مكنش صُدفة أبداً ، الشِلة كُلها كانِت مراهنة عليك مع سُكينة ، في البداية الرهان كان إنها تِقدر تحُطك وسطينا ،  تخليك زينا مِش نوح المُؤدب الخجول ، وهي كانت شايفة إنك بتمثِل دور الإحترام ده على الناس ، وإنك في الحقيقة فاسِد بس مِحتاج اللي يديك زقة ، وللاسف يا نوح إنت كُنت ضعيف لدرجة إنك مكمِلتِش إسبوع وبقيت زينا فِعلاً ، وسُكينة كسبت الرهان بسهولة ، تاني رهان كان أكبر وهو إنها تخليك ترتبِط بيها وتحِبها..".

أوقفت حديثها لسماع صوت صرير أسنانِه الموتِر ، هل تُخبِره أنها تود الركض مِن أمامه الأن؟ ، من يرى وجهه الأن سيظُن أنُه شخصً أخر ، أكملت وهي تقرأ آيات مِن القُرأن في سرِها.

"ولتاني مرة سُكينة تِكسب رهان عليك ، بعدها الشِلة بطلوا يراهنوها عشان عارفين إنها هتفوز ، بس هي موقفِتش لحد كِدا ، الحماس زاد جواها والتحدي عماها ، وقررت تراهن على حاجة أكبر وأصعب ، وهي إنها تخليك تتجوِزها ، الشِلة كُلهُم إتريقوا عليها وقالولها مستحيل يتجوِزك ده أخرُه يصاحبِك ، كلامهُم خلاها تتحداهُم إنها خلال فترة قُصيرة هتتجوِزك ، وشكلها هتِكسب الرهان ده كمان".

نطق بجُملة واحدة فقط لا غيرها.

"وإنتي جاية تحذريني ليه دلوقتي بالذات؟".

أخلت حلقها لأنُه قد أتى دورِها في ذاك السيناريو ، ردت بينما كانت ترتجِف فوق مِقعدها.

بارانويا | «جُنون الإرتياب» (قيد الكتابة)Where stories live. Discover now