خرجت أسرع بمشيي أبكي بقوة تحت نظرات الموظفين حولي و مجددا سمعت صوته خلفي

"فاليري لا ترحلي دعينا نتحدث رجاءًا"
تظاهرت بعدم سماعي له فآخر ما أوده الآن هو رؤيتي بقمة انهياري

خرجت من الشركة أطلب من الحارس إحضار سيارتي

فجأة شعرت بيد تجذبني و لم يكن غيره..

" فاليري لنتحدث"
تحدث بنظرات بدا عليها الندم

"لا يوجد ما نتحدث به أترك يدي سيد جيون أرجوك"
أردفت دون النظر لعينيه فأعلم أني لو نظرت سأضعف و أعود لنقطة البداية

"سيد جيون؟ أنظري لي فاليري هذا أنا جونغكوك حبيبك"
أردف يكوب وجهي بيداه الدافئة فرفعت أنظاري لوجهه و نظرت لعيناه نفس النظرات سابقا شعرت بعودة الزمن كأنه لم يرحل عني و يُعذِّب روحي بفراقه

"أرجوك دعني أرحل لستُ بخير"
أردفت تحت شهقاتي أشعر بارتجاف كل جسدي و قد أقع بأي لحظة، و لم أشعر بذاتي سوى و قد دمجني بجسده وسط عناقٍ ضيق استسلمت به استشعر الدفئ من صدره الذي كان لي ملجأً يوما ما

دقائق مرّت كالدهر داخل حضنٍ بكيت شوقا له، فصل الحضن يحدق بي بعيناه المحمرّة، و رغم هالته التي تُظهره كرجل قاس إلا أنه نفس جونغكوك الذي طالما عرفته، جونغكوك مرهف المشاعر الذي يبكي لبكائي و يَسعد لسعادتي

تجاهلت النظر لعيناه رغم قلبي المتلهف للغرق بسوداوياته أُعوض نفسي ألم البعد المرهق

قاطع تحديقه بي مجيء الحارس بمفتاح سيارتي و قبل أن أمد يدي له، سبقني جونغكوك يأخذها منه و يفتح لي الباب المجاور لمقعد القيادة، فناظرته أبدي استفهاما لما يحاول فعله و قد أجابني لرؤيته الاستغراب بأمارات وجهي

"دعينا نذهب لمكان هادئ للحديث"
رغم صوتي الذي جاهدت التحكم بثباته ألا يخرج مني مرتجفًا، فنبرة صوته ترهف مشاعري، فقد كانت يومًا أكبر أمنياتي

"و من قال أني أُريد الحديث معك سيد جيون؟!''
أطلقت ضحكةً ساخرة و أجبته عكس ما يمليه قلبي

" اركبي فاليري يجب أن نتحدث "
أردف بنبرة مسيطرة و عيون شعرت بها تخترق روحي تغير كثيرا لم يعد ذاته جونغكوك ذو الوجه اللطيف و ابتسامته الأرنبيّة الدائمة، أصبح أكثر نضجا... و إثارة

تناسيت ما مرّ بيننا لوهلة و شردت أحدق بوجهه فاحش الوسامة ابتلعت ريقي، فابتسم بجانبية لأتدارك نفسي فتحمحمت و مسحت دموعي العالقة بأهدابي استجمعت ذاتي و نظرت له بنظرة باردة

"لن أذهب معك لأي مكان لنتحدث بمكتبي بسرعة لا أريد أن أجتمع بك بمكان واحد"
لم أنتظر رده و سرت للشركة مجددا فشعرت بخطواته خلفي، استقلنا المصعد و تجاهلت نظراته التي تخترقني بحدة

دخلنا المكتب فمشيت للبار المقابل لمكتبي، أحتاج لمشروب حتمًا فالبقاء رفقته بمكان مغلق يربكني

يجب ان استعيد وعيي بسرعة
"ماذا تشرب؟"
سألته ببرود عكس قلبي المنقبض

"نبيذ"
أجابني و تسارعت نبضاتي لنبرته التي عشقتها من أول لحظة اخترقت بها مسامعي

صببت النبيذ بكأسين قدمت له كأسه فتعمد احداث تلامس بين أصابعنا تلاقت نظراتنا فقلبت عيناي و سحبت يدي منه جلست على الأريكة التي تقابل خاصته و شغلت أنظاري بالحائط الزجاجي المطل على المدينة تفاديا لأنظاره

"مالذي ترتدينه"
سؤال واحد أجفلني هل هذا موضوعنا الآن نظرت له بحدة و كدت أتحدث إلى أنه قاطعني او لنقل صدمني لجرأة كا قاله:

"كنت أكبت نفسي بشدة لألّا أقتلِع عينا كل شخص حدّق بكل إنشٍ من جسدك بذلك الإجتماع اللعين"

كوك الغيور 😶

MUTEWhere stories live. Discover now