ᴄᴀᴘɪᴛᴏʟᴏ⁰¹: ملكة السامبا

4.7K 154 26
                                    

خطوة تليها خطوة و الشيئ الوحيد الذي كان يتكلم  هو صوت حذائك الذي يدوس على الأرض بما فيها بينما كيانك قد خلت بِطانه من كل ذلك لترمي بثقل الهموم جانبا و تركز فكرك نحو قطرات المطر البليل المنفي من السماء التي انسابت على محياك تنقش أثرا ليس بطويل الأمد في حين قد تخللت بعضها إلى خصلات شعرك المبعثرة لتبلله هو الآخر و تراقصه على لحن عزفته السماء بلغة الحياة

لم يكن لتِلك الأجواء سبيل غير أن تجعلك مسترخيا و بالفعل قد أدركت مبتغاها ليترسم على محياك شبح فرحة لخصته تلك الإبتسامة الشبه مرئية بينما أنت قد شددت على مقلتيك تغمضهما لتتساقط من عليهما تلك القطرات التي كانت تتشبذ بحوافهما و يبدو أنها قد فشلت لتغدو هي الأخرى تشق دربها من على بشرتك المخضلة إلى الأرض حيث كانت تتجمع مع أقرانها مشكلين بحشدهم بركة و بمجرد أن فتحت أعينك تسقطها أرضا لترمق إنعكاسك و انعكاس السماء لم تقوى على فعل شيئ غير أن تبتسم أكثر ثم جثوت لتلمس مياه تلك البركة تحدث ذببات تأخذ بشبح صورتك عليها في كل الإتجاهات

إثنان...واحد...إقلب الصفحة

سرعان ما استقيظت من غفلتك على صوت كان أشبه بصوت قلب لورقة مهترئة من كتاب عتيق على بعد ثوان من وضعه بين الحافظات و تخزينه في المتحف...أنت الآن تكاد لا تتدارك الواقع لتجد نفسك تتوارى خلف الأنوار و الجمهور و الكثير من الألفاض و الجمل تحوم و تتطاير في المكان تجذبك نحوها و أنت بالكاد تتهرب و تنجو منها لأنك لا تبتلي عقباها...ماذا حدث؟ أين أنا؟ من أنتم؟ ذلك حتما ما كنت تسأل ذاتك به حينها لأن كل شيئ كان مبهم يحتاج إلى تفسير و لم يمسح شيئ ذلك الغموض الذي أحاط بذهنك إلا عندما ارتمت أعينك على شخص كانت الأنظار معظمها تسلط عليه و من شدتها كاد أن يصبح و في ظلامك أنت نجمً يسر الناظرين...حسب ما وصل إلى مسامعك فذلك الشخص هو البطل في رواية لن تتكبل عناء معرفة إسمها لأن ما كان يستحق العناء هو تلك الاصوات و الهتافات التي كانت تتوارى خلف ذلك الغلاف الذي أوى تلك الأرواق التي و الآن قد أيقنت أنك كنت جزء من تلك الصفحات

"أكرهك...اتركه و شأنه فحسب...يا إلهي القصة كانت ستكون وردية لولا وجودك بها...اتمنى أن تنتهي الحبكة بموتك"

كلمة تلي الأخرى و كل تلك الكلمات كانت موجهة لك لا لأحد غيرك علاوة على ذلك قد امتزجت ببعض التضامن الذي مثله بعضهم و يؤسفني أن أخبرك بأن الأخير سيتلاشى إن لم تتخذ من طريق السلم مع ذلك البطل دربا

في تلك اللحظة و بالضبط و بالنظر إلى تراتب الأوراق و طفو الكلمات في كل ذلك الفضاء قد أدركت أنك أنت كنت الشرير في تلك الرواية...رواية شخص آخر و من وجهة نظره هو أنت قد استحققت الكره و بجدارة

بينما أنت و من وجهة نظرك كنت و لا زالت بطل روايتك الذي ستكافح حتى النهاية

و في هذه الرواية قد حدث و أن كان الشرير هو البطل

𝐂𝐎𝐍𝐓𝐑𝐀𝐒𝐓𝐎Where stories live. Discover now