الحلقة السابعة

146 7 1
                                    

_تتمسي بالخير يا خالة فهيمة، معلش يا خالتي ممكن مكعبين سكر لأمي نسيت تعرفني اشتري من دكان نظمي وانا راجعة من الشغل.
فتحت السيدة الباب وقالت:
_من غير ما تشرحيلي يا بنتي، ده انا عيني ليكي تعالى ادخلي.
قالت سميرة بخجل:
_ليكون سي ممدوح هنا ولا الحاج امام؟
_لا يا بنتي خرجوا يصلوا العشا، تعالي ادخلي.
دلفت سميرة وهي تتنحنح بخجل، لتجد أميرة تجلس شاردة وتفك ضفيرتها وتعيد عقدها دون أن تشعر؛ فهمست لفهيمة وهي تقول بتعجب:
_مالها بنت المسطولة بنتك يا خالة؟!
انتبهت لما تفوهت به وانعقاد حاجبي فهمية فقالت بخجل:
_متأخذنيش يا خالة والله ما اقصدك انتي.
تنهدت السيدة طويلا وقالت:
_انا عارفة لسانك يا بنتي وعارفة قلبك، البت دي مش عارفة مالها، اتقدم ليها عبود ابن عمك سليمان وده شاب كل بنت تتمناه، وهي رفضته من غير سبب وقاعدة زي الهم كده.
ربتت سميرة على كتفها وقالت:
_انا هروح اشوف مالها.
اقتربت من اميرة وهي تقول بمداعبة:
_مالك يا بوز الفقر قاعدة كده ليه؟!
انتبهت أميرة عليها وقالت بإبتسامة باهتة:
_سميرة!  جيتي امتى يا اختي؟!
_لسه داخلة، وانتي ولا حسيتي بيا.
وقفت اميرة وقبلتها مرحبًة بها وقالت:
_نورتي بيتك يا سميرة، تعالى اقعدي جاري.
جلست سميرة لجوارها وهي تلوي شفتيها وقالت بمداعبة:
_اخبار سي زفت ايه؟  لسه بيلاوعك برضه.
اتسعت عيني اميرة واغلقت باب الغرفة وهي تقول بصوت خفيض:
_انا غلطانة اللي بحكيلك، امي هتسمعك يا سميرة.
_رفضتي عبود علشان متعلقة في حبال ايمن الدايبة صح؟!
_ بحبه يا اختي، اعمل ايه يعني؟!
_متعمليش حاجة، خلي عمرك يتسرسب من بين ايديكي لغاية ما تكبري ومحدش يعبرك، وان عبرك حد يبقي متجوز اتنين ولا تلاتة ولا مراته ميتة ومعاه خمس عيال.
تنهدت اميرة وقالت:
_بس هو وعدني المرة دي هيجي لابويا ويكلمه.
_يا بت ما هو وعدك الف مرة قبل كده، اشمعنا المرة دي اللي هيصدق في كلامه.
_طب اعمل ايه، اتجوز غيره واعيش قلبي معاه يا اختي.
_دك حش قلبك اللي بيهوى واحد زي ده، يا بت ده صايع ولا ليه شغله ولا مشغله غير النسوان اللي داير وراهم في البندر.
ابتلعت اميرة اهانتها وقالت:
_وهيشتغل ليه، ابوه صاحب طين وعنده بيوت كتير مأجرها وسي ايمن بيراعي كل ده.
سخرت منها سميرة قائلة:
_ سي أيمن!  بقا المعفن الصايع ده بيراعي شغل ابوه، ده ابوه حط ايديه في الشق منه وشاكيه لطوب الارض.
_ بحبه يا سميرة، ومش شايفة راجل غيره.
_ يا بت ما هو لو راجل هقولك اصبري، بس ده بهيم وابقى غلطت في البهيم لما شبهته بيه.
نكست أميرة رأسها، فترفقت سميرة بها وقالت بهدوء:
_يا حبيبتي، فكري بنفسك، انتي طيبة وبنت حلال ومتربية، انا هنصحك لوجه الله، وافقي على عبود وجربي الخطوبة، مش يمكن يطلع طيب ويحببك فيه، وده راجل وسيد الرجالة وسند ليكي.
رفعت اميرة رأسها وقالت:
_بقالي يومين بفكر في كده يا اختي، بس قلبي مش مطاوعني.
_القلب يا ما بيعشق وبينسى، بس اديه فرصة يجرب.
اومأت أميرة برأسها وقالت:
_انا هوافق، واشوف ايمن هيعمل ايه، لو مجاش لابويا وطلب ايدي منه هوافق على عبود.
وقفت سميرة وهي تقول بفرحة:
_عين العقل، لما اروح افرح امك واخد السكر وارجع بيتنا، مبروك يا بت يا اميرة.
تطلعت أميرة من شرفة غرفتها وهي تفكر بعمق، بينما عادت سميرة لبيتها، باليوم التالي اثناء عودة سميرة من بيت خالتها، صاحت بها اميرة من شرفتها قائلة:
_سميرة، خصيمك النبي تيجي يا اختي ضروري.
ارخت سميرة كتفيها وقالت بوهن:
_راجعة هلكانة يا اميرة، شوية واجيلك.
_لا دلوقتي، انا في مصيبة ومستنياكي من الضهرية.
اومأت سميرة وهي تتقدم ناحية بيتها، فتحت لها والدتها التي استقبلتها قائلة:
_تعالي يا سميرة نورتي.
_انا هدخل لاميرة يا خالتي.
دلفت لغرفتها قائلة:
_مالك يا موكوسة فيكي ايه؟!
_ايمن عرف اني وافقت عالعريس، وجالي هنا الفجرية وهددني اني لو وافقت هيفضحني في البلد كلها.
رفعت سميرة برقعها وقالت بتريث:
_يعني هيجي لابوكي لو رفضتي العريس؟!
_قالي بمزاجه، بس لازم ارفض العريس وخلاص.
_ابن ******،  شوفتي بعينك الراجل اللي بتحبيه، هيفضحك يا خايبة ويخليكي لقمة سايغة في حنك الناس، تستاهلي.
تعلقت اميرة بذراعها وقالت:
_ابويا ممكن يروح فيها، واخويا هيقتلني لو عرف.
فكرت سميرة قليلا وقالت:
_هو واحد اللي بروحله في الحالات دي، سبيها على الله وانا ربنا يقدرني والاقي حل.
_قصدك مين؟!
خرجت سميرة مسرعة من بيتها وتوجهت ناحية محل الخيوط وصاحت قائلة:
_يا عم صابر.
خرج الرجل من محله قائلا:
_يادي النور، يادي النور، منورة يا ست البنات.
تنحنحت سميرة بخجل وقالت:
_منور بيك يا كبير البلد.
_قوليلي يا سميرة محتاجة حاجة يا بنتي؟!
_انا عارفة اني مش بجيلك غير لمصلحة، بس ماليش غيرك.
_تحت امرك يا بنتي، استنى اخرج الكرسي تقعدي.
وتركها مبتعد وخرج من دكانه يحمل كرسيا وضعه لجوارها وقال:
_اقعدي يا بنتي.
جلست وهي تقول:
_تسلم ايدك وعافيتك يا سيد الناس، انا وشي منك في الارض بس البت اميرة بنت عم امام متقدملها عبود ابن عم سليمان وهي وافقت عليه، بس....  .
قاطعها قائلا:
_عارف يا بنتي، والواد بيحبها وعاوزها.
_المشكلة مش هنا يا عم صابر، البت بتحب سي زفت ايمن وهو رابطها جنبه زي الورث اللي عليه مشاكل، ولما عرف انه متقدملها عريس هددها هيفضحها في البلد، وده عيل وشه مكشوف.
رفع صابر حاجبه وقال بحدة:
_وهي ازاي تعمل كده؟!
_اللي حصل حصل، والبت صاغ سليم، هي حبته وكانت فكراه هيتقدملها زي ما قال، ودلوقتي بيلعب بيها زي الكورة الشراب.
وقف صابر وقطع الخطوات امامها وهو يفكر بعمق وقال:
_ ما يقول، مش هيقدر يثبت حاجة، والبت كلنا عارفينها ومحدش هيصدق فيها حاجه.
ابتسمت سميرة بسخرية وقالت:
_زي ما مصدقوش فيا كده يا عم صابر، دول ما هيصدقوا وينهشوا في لحمها وقدام عنيها.
تنهد صابر بأسى وقال:
_انا هروح لأبوه يا بنتي، هو عليه ليا حوالي خمسين جنيه دين، وابوه بخيل بيعبد القرش، هستغنى عنهم ليه قصاد يخرس ابنه، وربنا يعوض عليا.
وقفت سميرة وقالت بتعجب:
_خمسين جنيه؟!  ده تمن فدان أرض!
_ اللي عند ربنا مش بيضيع يا بنتي، المهم البت وشرفها.
اقتربت منه سميرة وقالت بامتنان:
_مافيش واحد منك على صغير اتجوزه يا عم صابر.
قهقه ضاحكا بصوت عالي وقال مازحا:
_يا بت وهو انا كبير، ما انا لسه شباب اهه.
بادلته ضحكاته وقالت:
_ربنا يحظك يا عم صابر.
_وفي مني، وبيحبك، ومستنى منك اشارة وانتي عارفة.
وارت نظراتها عنه وقالت بتلعثم:
_ تقصد مين يا حاج؟!
_حسن ابو علي، الواد بيشتغل زي الطور ومش راحم نفسه علشان يعملك الحلو كله، ويوم ما يتقدملك يكون مش ناقصه حاجه.
وارت ابتسامتها وقالت:
_ ولا اعرف حاجه عن اللي بتحكيه ده، يالا فوتك بعافية يا عم صابر، وربنا يجازيك خير.
بعد اسبوع استيقظت سميرة على شىء ثقيل القى على رأسها فقالت بفزع:
_يا ساتر يا رب السقف وقع فوقي.
صاحت بها انعام قائلة:
_اصحي يا برنسية، سامعة الزغاريط اللي في بيت عمك امام يا موكوسة.
دعكت سميرة عينها وقالت بتثائب:
_ليه هيتجوز على مراته؟!
_ لا يا اختي اميرة اللي هتتجوز عبود ابن عمك سليمان، وانتي خليكي قاعدة في ارابيزي كده.
ازاحت سميرة الوسادة التي القتها عليها امها وقالت ببرود:
_عجباني ارابيزك ياما، لما اقوم البس واروح ابارك للبت.
_هتموتيني ناقصة عمر انا عارفة.
سحبت اميرة سميرة من يدها ودلفا لغرفتها لتقول بتعجب:
_اموت واعرف عملتي ايه قدرتي تسكتي اللي اسمه ايمن ده عني.
_بقا سحباني من الرقص والطبل علشان الهبل ده، ويا ستي اللي عمل عمك صابر، اتنازل عن خمسين جنيه دين ليه عند ابو اللي ما يتسمى علشان خاطرك.
_خمسين جنيه؟!
_اه، يالا سيبك من الحزن والهم وخلينا نفرح.
احتضنتها اميرة وقالت:
_يسترك دنيا واخرة يا سميرة يا بنت انعام زي ما سترتيني.
ربتت سميرة على ظهرها وقالت:
_كفاية جو الشحاتة ده وتعالي نهيص برة مع الحريم، وانتي حطي من الاحمر على بؤك ووشك كده بدل ما انتي شبه اللي عندهم الصفرا، يالا هستناكي برة.
تركتها سميرة وخرجت، بينما كانت اميرة تطالعها بحب وامتنان.

#عزبة_ريشة

#ياسمين_أبو_حسين

لا يجوز نشر القصة بأي مكان الا بعد اخذ اذني، وذلك لضمان حقوقي ككاتبة....

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

عزبة ريشة Where stories live. Discover now