♡18

267 9 0
                                    

حل الليل على شوارع سويسرا الخالية كانت كريستيانا تقود دراجتها النارية بسرعة غير عابئة بإشارات المرور ، كانت حقا تشعر بالغضب من نفسها فقد استسلمت لذالك المدعو بويكا هي التي لم تستسلم في حياتها قط ، لا تنكر أنها عندما تراه ضربات قلبها تبدأ في الإسراع و كأنها كانت في سباق عدو ريفي ، أصبحت تمقت هذا الشعور الذي يجعلها على حد تفكيرها ضعيفة . توقفت امام تلك البناية التي تبدو خالية لتزيل خودة الحماية و تتوجه نحو البوابة ، أخرجت المفاتح من جيب سترتها الواقية لتفتح الباب و تتوجه للداخل بعد أن قامت بإضاءة المكان ، دخلت لتلك الغرفة التي تبدو أشبه بغرفة تبديل الثياب لتضع الخودة جانبا و تخلع ملابسها تستبدلها بفستان أسود و حذاء زهري اللون كان يقبع في طرف الغرفة مع العديد من الأحذية المشابهة له ، انتهت من ارتداء فستانها لتذهب امام المرأة و ترفع شعرها على شكل كعكة عندما انتهت تأملت نفسها قليلا في المرآة قبل أن تبتسم و تتوجه لمكان آخر . صعدت على المسرح لتشغل أغنية كلاسيكية هادئة قبل أن تبدأ في الرقص ، كانت كريستيانا منذ صغرها عاشقة للبالي حيث كانت تريد أن تصبح راقصة بالي عندما تكبر لكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يتحقق فأصبحت تمارس هذه الهواية كلما أحست بالضيق .
أما عن الأخر فقد كان في المطبخ يراقب إيلي و كريستينا تعدان الحساء قبل أن تصله رسالة من الحارس الذي كلفه بمراقبة كريستيانا مضمونها أنها دخلت لمعهد البالي المتواجد في منتصف المدينة ، إعتذر من إيلي و كريستينا و أخبرهما أن عليه الذهاب لمكان سريعا لإتمام عمل مستعجل و أنه سيعود بأسرع ما يمكن ، توجه لغرفتهما و غير ملابسه لسروال جينز أسود و قميص أسود بدون أكمام مع سترة جلدية سوداء أيضا . خرج من المنزل لينطلق بسيارته الرياضية نحو تلك البناية . وصل بعد مدة ليجد دراجتها نارية مركونة أمام باب المعهد ، ركن سيارته أيضا قبل أن يتوجه بخطواته نحو الباب ، وجد أن الباب مغلق ليقوم بالتسلق نحو نافذة مفتوحة في الأعلى ، دخل ليجد أن النافذة كانت لغرفة التخزين ، سمع صوت موسيقى كلاسيكية هادئة يصدح في المكان ليقوم بتتبع الصوت دخل لغرفة أخرى ليرى كريستيانا ترقص على خشبة المسرح و هي ترتدي زي بالي أسود اللون ، توجه نحو المقاعد المنتشرة و جلس على إحداها مستمتعا بالعرض ، رفع هاتفه ليقوم بإلتقاط بعض الصور لها و تصوير فيديو للذكرى .
أما عن الأخرى فقد كانت  و كأنها تفرغ غضبها من نفسها في الرقص ، حبيبات العرق اللامعة  ملئت جبينها الأبيض ، فهي لم تتوقف عن الرقص و قد مرت بالفعل 45 دقيقة ، توقفت بتعب قبل ان تتوجه نحو مشغل الموسيقى تطفئه ، ما أن أطفئته حتى سمعت صوت تصفيقات ملئت المكان ، توجهت أنظارها بتفاجئ نحو من يصفق فهي قد تأكدت من إغلاق جميع المداخل ، إقترب منها الأخر و ما لبثت أن تحولت نضراتها المتفاجئة لأخرى غاضبة ، توجهت نحوه لتقول بصوت حانق : ماذا بحق الجحيم تفعل هنا ؟
بويكا بابتسامته المعهودة : لقد قلقت عليكي بعد رحيلكي فأرسلت من يتعقبكي .
استغربت كريستيانا كيف لم تشعر أن هناك شخص يتعقبها ليقول بويكا و كأنه قرأ أفكارها : لن تستطيعي أن تشعري بهم هم كالأشباح
ثم قال بفخر : مدربون على يدي
كريستيانا ببرود : و كيف دخلت للمكان ؟
بويكا بملل : من النافذة بالطبع
ضربت على جبينها بغباء كونها لم تتأكد من النوافذ كلها ، رفعت عينيها نحوه و قد وصل صبرها لحدوده معه بالفعل لتقول : ما الذي تريده مني بصراحة ؟ لا أضن أنك تبعتني من روسيا الى سويسرا فقط لإعجابك بي
بويكا و قد اقترب منها و قال بهدوء : لم أعد معجبا بكي بعد الأن
رفعت حاجبها باستغراب قبل أن يكمل كلامه : لقد أصبحت مغرما بكي و بكل تفاصيلكي عزيزتي .
لمست كريستيانا الصدق في كلامه فما عرفته عن بويكا في الأيام السابقة أكد لها أنه من النوع الصريح جدا .
قالت كريستيانا و قد اقتربت منه تحيط يدها بساعده : إذا أنت من اليوم ملكي و إذا رأيتك تحدث مخلوقة من جنسي رصاصتي ستتجه مباشرة نحو قلبك .
توسعت عين بويكا مفاجئة من إعترافها الغير المباشر لينفجر ضحكا في وجهها  ، عندما رأته يضحك تغيرت ملامحها للبرود و استدارت كي تذهب لكن يده أوقفتها قائلا : حقا آسف لكن لم أتوقع أن تكوني ذات كبرياء عالي لدرجة أن تعترفي لي بطريقة غير مباشرة
كريستيانا ببرود : أنا لم أعترف لك
بويكا باستفزاز : بلى إعترفتي  و جملتكي الأخيرة في اعترافكي تمتلك من الغيرة و التملك ما لم تمتلكها أنثى  قبلكي .
صمتت كريستيانا لأنها لم تجد ما ترد عليه لتجد بويكا يقترب كي يعانقها ، حاوطت عنقه و قد رفعت نفسها قليلا لفرق الطول بينهما بينما هو حاوط خصرها و تمنى لو تدوم هذه اللحظة للأبد ، فصلت العناق ليقبل هو جبينها و قد أقسم في داخله أن يحافظ عليها من كل سوء .
نظرت له قليلا قبل ان تقول بلهجة مرحة : ما رأيك في سباق ؟
أعجبته نبرتها التي اصبحت عكس نبرتها الباردة تماما ليقول : حسنا غيري ملابسكي ، سأنتظركي في الخارج .
توجهت هي نحو غرفة تبديل الملابس بينما هو ذهب نحو سيارته يستند عليها قليلا ، لمح إمرأة حامل تمسك في يدها فتى في عمر الأربع السنوات تلعب معه . تقدم منها و قال بلهجة باردة : إنتهى عملكي ، يمكنكي العودة للمقر
أومأت المرأة برأسها لتتجه نحو الشارع العام مع الفتى الصغير لتستقل سيارة الأجرة ، جاء صوت كريستيانا من خلف بويكا تقول : من هذه ؟
استدار بويكا و قال و قد نمت ابتسامة على وجهه : انها إحدى جواسيسي الذين كلفتهم بمراقبتكي
كريستيانا : هل هي حامل حقا ؟
بويكا بلا مبالاة : نعم هذا يجعل التخفي أفضل .
ثم قال بحماس : و الآن حان  وقت السباق
نظرت كريستيانا نحو سيارته الرياضية لتقول : لن يكون سباقا عادلا أنظر أنت تملك سيارة رياضية بينما انا أحضرت فقط دراجتي النارية
بويكا بتفكير : حسنا انا سأخد دراجتكي و أنت خدي سيارتي
كريستيانا : لا بأس تفضل
أعطته الخودة و مفاتيح ليعطيها هو أيضا مفاتح السيارة
صعدت سيارته بينما هو استقل دراجتها النارية ، قال بصوت مرتفع كي تسمعه : أترين إشارة المرور تلك ؟
كريستيانا بحماس و صوت عالي : نعم ما بها
بويكا : عندما تصبح الإشارة خضراء سيبدأ السباق
أشارت بيدها ب " حسنا "
ليلبس الخودة و ينتظر و بعد
3
2
1
بدأ السباق
لتنطلق هي بسيارته بسرعة و هو أيضا إنطلق بدراجتها النارية ، كان خط النهاية عند منزل إيلي ، كانت كريستيانا تسبقه بأمتار قليلة و عندما أصبحا متساويين في السرعة لمحها تقوم بوضع أحمر شفاهها ، نظرت له من نافذتها المفتوحة قبل أن ترسل له قبلة طائرة و تنطلق سريعا ، دهش الأخر من مهارتها في السياقة ليزيد من سرعة دراجتها النارية ، بعد مدة كان الرابح هو بويكا بسبب زحام مروري إعترض طريق كريستينا .
وصل أمام بوابة المنزل ليركن دراجتها النارية و ينزع الخودة قبل أن يرى سيارته تقترب و قد بدأت تخفف السرعة ركنت سيارته قبل ان تنزل و ملامح غير راضية تسللت لوجهها . ضحك بخفوت قبل ان يقترب منها و يحاصرها من خلفها السيارة و يقول و عينيه على شفاهها المطلية بأحمر قاتم : لو كنتي  فقط احتفظتي بدراجتكي  لكنتي الأن ربحتي السباق
كريستيانا بعبوس بدا له لطيفا : كله بسبب ذالك الزحام اللعين .
لم تنتبه الأخرى له و قد بدأ يقترب منها كي يلثم شفتيها و ما أن وضع شفتيه على خاصتها حتى قاطعهما صوت آن جارة إيلي العجوز و هي تسقي ورودها في البيت المجاور لبيت ايلي قائلة : ماذا تفعلان في هذا الوقت المتأخر
كريستيانا بابتسامة مستفزة : كما ترين عزيزتي آن كان سيقبلني .
آن بصدمة : لم أتوقع أن تقومي باستدراجه ليقوم بهذه الأفعال الشنيعة في الشارع العام
كريستيانا بابتسامة : عزيزتي هو من استدرجني
لم يستطع بويكا ان يكتم ضحكته أكثر من ذالك لينفجر ضحكا بصوت عالي وصل لمسامع إيلي و كريستينا في غرفة الضيوف ، شبك بويكا يده بيد كريستيانا ليودع آن و يتوجه لداخل المنزل ليجد الباب فتح و إيلي تلبس وشاحا كأنها كانت ستخرج ، نظرت نحو أيدهما المشبكة لتنظر نحو بويكا و تقول : يبدو أنك أنهيت أعمالك المستعجلة
بويكا بابتسامة : نعم
بعد مدة جلسوا جميعا على طاولة العشاء يتناولون وجبتهم التي لم تخلو من عدة أحاديث ممتعة .

البقاء للأذكى Survival of the smartestWhere stories live. Discover now