الفصل الخامس والعشرين

579 24 6
                                    

" جراحي لم تُشف بعد "

هدأت في حضنه بضع دقائق ومر من امام عينيها كل ما حدث لها طوال أشهر عديدة إلى الوقت الذي هي عليه الآن لتمتليء أعينها بالدموع لتدفعه بعيدا عنها قائلة بجمود وهي تشير الى الباب
= اطلع برة!.

تطلع بها ليزيل دموعه ويمرر يديه فوق ذراعيها كي تهدأ هامسا
= عارف انه صعب عليكي، بس انا مكنتش هقدر افرط فيكي.. انا مليش غيرك، كان لازم اخد قرار وانا لا يمكن كنت هقبل بموتك ابدا ...افهميني.

دفعته لتصرخ به وتشير إليه بالخروج فإنها شعرت بكم كبير من الحزن على نفسها لتتألم على حالها والى ما وصلت إليه ولا تستطيع ان تفرح لحظة او ان تستمع بحياتها لتنهض وتطلب منه الخروج
= اطلع برة، سيبني لوحدي.. سيبوني لوحدي كفاية.

عانقها من الخلف مقيدا حركاتها ولا يزال يشدد بذراعيه على جسدها هامسا بأذنها ولا تزال تحاول دفعه عنها ولا تستطع
= هنعوضه اوعدك، ان شاء الله ربنا هيرزقنا وهيعوضنا.. هنعوضه، اهدي بقي عشان خاطري كفاية.

بكيت بشدة لتصرخ في بكاءها وهي تتمتم بتعب واشتدت حدة صوتها من كثرة الصراخ
= انا تعبت اوي.. جسمي بياكلني من الوجع، الوجع بياكل في روحي مبقتش قادرة.

اغمض عينيه باكيه بصمت دافنا وجهه بعنقها ليهدأ نحيبها ودفعاتها له لتقف وتتنفس بعمق وغضب شديد لتبعد ذراعيه عنها وتلتف وتشير اليه بالخروج قائلة بغضب وحدة بينما تمتلئ أعينها بالدموع
= اطلع برة وسيبني مش عايزة حد جمبي ..اطلع وسيبني، سيبوني في حالي ده كتير عليا اوي.

وضعت يدها فوق معدتها متألمه ليحاول قصي ان يجعلها تهدأ ولم يستطع لتهمس بهوان وضعف وتكاد تقطع خصلات شعرها وهي تتمسك بهم
= انا بيحصلي كل ده ليه؟ ..مين عايز يأذيني اوي كده!! ... انا عملت إيه وحش عشان اتعاقب عليه بالشكل ده.

تطلعت بـ قصي وحينما استمع ما قالته لتتثاقل أنفاسه ليهمس بآلم ولم يأت بعقله منذ الحادث غير أيمن فإنه المتورط الوحيد بهذا الحادث فلا غيره يريد الأذي لهما ولكن لم يرد ان يقول لها أنه الفاعل
= طيب اهدي وانا اوعدك اني ما هسيب اللي عمل فيكي كده إلا اما يتحاسب.. اوعدك بس اهدي.

دفعته وهي تضربه فوق صدره بيديها وبدأت حالتها تزداد سوءً لتصرخ بهسترية
= طالما هتحاسب اللي عمل فيا كده، يبقي انت واقف هنا بتعمل إيه ..شوف مين عمل فيا كده وخلاك تفرط في أبنك.

كان قصي واقفا مسالما لكل ضرباتها له ليدخل سليم ووالديها وعائلته حينما استمعوا لصراخها ليحاول سليم منعها عما تفعله ليوقفه قصي عن فعل ذلك فلا يريد ان يمنعها احد عما تفعله هامسا بهدوء شديد
= سيبها!.

يعلم ان بذلك سيخفف ألمها ولو قليلا ليجز على اسنانه بجمود ويقول بآلم شعر به من كلماتها التي القتها عليه النار لتحرقه ممسكا بيدها برفق مانعا اياها من تسديد ضرباتها له متطلعا بعينيها ليكن امامها كالجبل الذي انهد وتحطم من كثرة الألم الذي يشعر به
= انا أساسا بلوم نفسي على موت ابني، وكنت اتمني انك تهَوني عليا مش تلوميني اكتر ..لكن انا عذرك يا فريدة وحاسس بيكي وبوجعك وبلوم نفسي عليه وبموت مليون مرة وانا بعيش كل الوجع ده عليكي وعلى ابني اللي فرطت فيه عشان امه تعيش.

لم تبقي هناك معاناة ألا وتلقيتها منك __ الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن