CH 3 : فِي أرْضِه

129 15 44
                                    

" وما نهاية العشق إلا دموع ودماء..."

. ✨✨✨

.

.

الصمت كالعادة كان الراكب حالما تكون في المكان

يبدو أنها وقعت عهدا مع الهدوء ليحل أينما حلت قلبها ينبض بجنون ليس عشقا أو هياما كما فعلت مثيلات سنها لكن رهبة وعظمة ستعود نعم لقد سافرت الى أرض وصمت بالدماء ألا تخطها قدماها بعد أن فقدت قلبها و فكرها بين أزقتها وفي إحدى غاباتها

هذا ما كانت تفكر فيه بعد أن أسندت رأسها على نافذة أمامها تحتسي من نبيذها الأحمر كلون السماء الآن فقد أوشكت الشمس خط يوم جديد ليست من محبي المسكرات لكن في أرض المائل سكرت بلا خمر و ثملت بلا انتشاء

تأملت الطفلة أمامها ناقضت كل صفاتها عدا حبها للعلم والهدوء فها هي الصغيرة نامت كملاك وشعرها الأشقر مبعثر بعشوائية على وجهها الأبيض المائل للون السحاب في وضح النهار كتابها الذي سقط من يديها بعد أن أنهكها التعب لتقع طريحة لأحلامها فاصلة الاتصال مع عالمنا تسبح في مكان ما

نهضت هي بخطوات قليلة لقرب المسافة بينهما حملتها بهدوء كأنها زجاج
تخشى خدشه

ارتطم بقدمها كتاب الذي جذب اهتمام صغيرتها ابتسمت حين قرأت العنوان

مبادئ الفيزياء النووية

من يتخيل أن فتاة مثلها لم تكمل ربيعها السابع بعد تقرأ هذا النوع من الكتب وضعتها على السرير لتدثرها مسحت على جبينها وقبلتها تخرج من الغرفة

حالما عادت لمقعدها وقف سام بقرب منها وقال برسمية ولغة جسده تدل على اضرابه لتعير اندريانا جميع مسامعها له

" سيدتي ... لقد فقدنا أثر السيد الصغير"

وهنا تخلت هي عن قناع الحكمة والهدوء لتصيح عليه قائلة بنبرة ماثلة الجحيم في لهيبه

" ساعة ... فقط ساعة أريده في منزله ... وإلا أحرقت روما ومن فيها "

أومأ الأسمر يهرب من عينيها التي انعدمت فيها الزرقة حالما حلها الإحمرار شدت شعرها الليلي بعصبية للخلف

ليس مجددا كل شيء عداه قد تحرق إيطاليا مقابل شعرة من رأسه
.
.
.
لا أخبار لساعة ... ساعة كاملة ولم يأتيني خبر ... سأجن ... من اقترب منه فلتترحم عليه أمه ولترثيه زوجته
يبدو أني قد أرخفت الحبل حول أعناقهم ويجب إعادت إحكامها ... أخيرا أخبار مفرحة ... لم يختطفه أحد ظل طريقه عند عودته من المدرسة بعد تأخر السائق سألقي ذلك السائق في الجحيم السابع لو تأخر مرة أخرى

"أمي ..."
ذلك الصوت بنبرة ناعسة طفولية التفت بعد أن أرخيت ملامحي إن سألني أحدهم عن مخدري ...

فهذه الصغيرة بلا شك
اقتربت مني بعد أن عضت وجنتها من الداخل إنها تكابر كعادتها تحب الظهور بزي فتاة عاقلة وناضجة برغم من أنها تهوى الحنان وتعشق الأمان القيت عليها إحدى ابتساماتي الخاصة بها عن سواها قترب مني على مهل

لَا تَعْلَمْ ... كَالعَادَةَ ..Where stories live. Discover now