العودة إلى الواقع

14 1 0
                                    

حين أصابتني التعويذة ظننت أن تلك كانت نهايتي، ولكن...

سمعت أمي تقول:
- إنها تستعيد وعيها.
بدأت احاول أن أستيقظ كان كل شيء يبدو ضبابياً، لم أكن أرى سوي تفاصيل صغيرة، وعاد أغمى عليّ، لأستيقظ وأكتشف أني في حجرة مطلية باللون الأبيض وهنالك أجهزة متصلة بي، حتى رأيت والداي رفقة الطبيب، كانت الدموع على وجنتي أمي وإبتسامة فرح على وجهها، وأبي وعيناه البراقتين من فرح عودتي، عودتي إلى الحياة او... الواقع، اخرج الطبيب والداي إلى خارج الغرفة، وسمعته وهو يقول:
- إن إبنتكم قد تعرضت إلى ضربه قوية وهذا ماجعلها تنام كل هذه المدة، إن البعض يفقد الذاكرته عند حدوث معه امر كهذا، لذا كونوا حرسين وتكلموا معها بلطف، عسى ان تكون قد نستكم.
بعدما نصحهما إقترب إليّ، وأنا قد كنت انظر إلى السماء في شرود وأفكر في حياتي وأنا في الغابة، نظرت لأبي وقلت:
- أبي!؟
فرد:
- عزيزتي، آآآه ياجميلتي كم إشتقنا إليك، كنت أموت قهر وانا أراك هنا نائمة لاتشعرين بشيء.
وسألت:
- ماذا حدث، وكم من المدة وانا هنا؟
قال:
- لالا، لاتفكري بشيء، الأن فقط ارتاحي حسنا!!
وعدت أنظر إلى السماء وافكر، نمت قليل وحين استيقظت اقتربت نحو النافذة، وقلت في عجب:
- هل فعلا كنت أعيش في حلم، إنها كوابيسي !!
دخلت عليّ إحدى الممرضات، وقالت:
- اه، أرى أنك تتعافين بسرعة؟!
ابتسمت وقلت:
- هه، حسنا ربما فعلا، هل لي بسؤال؟
- اكيد تفضلي !!
و ها أنا قد عدت إلى النظر من النافذة، وسألت:
- كم من الوقت وأنا هنا؟
قالت:
- مايقارب الثلاث أسابيع أنستي.
شكرتها وذهبَت، تفاجأت لأنها نفس المدة التي قد عشتها فالغابة، وبدأت الأفكار تتجمع في عقلي، توجهت نحو السرير وتظاهرت بالنوم حين سمعت صوت أحد قادم، قد كان أبي يتخانق مع أمي، إنها نفس نبراتهم حين عرفت حقيقة الشياطين، قلت في نفسي:
- هل كل ماعشته سأعيشه فعلا الأن؟
انهم يتحدثون عن شيء اقرب منها صحيح، قالت أمي:
- ان كل شيء كان بسببك.
فرد:
فعلا، بحقك الأن صار كل شيء بسببي ألست أنتي من لم تريدي اخبارها.
كانو يتهامسون ولكن بنبرة حادة،  الأمر مخيف حقا، اخاف أن أسأل ويأتي خبر صادم كالعادة ليعود ماكنت اعيشه في الغيبوبة.
مر مايقارب اليومين وخرجت من المستشفى، كم هو جميل أنا قد عدت إلى منزلي عائلتي أصدقائي، في طريقنا إلى المنزل، كنت انظر من النافذة في لحظة مفاجِئة ظهرت عجوز منحنية تستند على عُكازها، لاأعلم لماذا ولكن قد إقشعر بدني وشعرت ان هنالك شيء غريب فيها، والأغرب اني عندما إستدرت لم أجدها.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 18, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

لحظة إدراك Where stories live. Discover now