القصه لم تنته بعد

54

* * *

لقد كانت ليلة مدوية.

فتحت أزيلا عينيها بصوت ضعيف على الرائحة الحلوة التي ظلت عالقة على طرف أنفها. كانت زاجناك هناك في رؤيتها الضبابية.

…متى وكيف وصل إلى هنا؟ رغم أنها أرادت أن تسأل، لكن الغريب أنه لم يكن هناك قوة في جسدها. شعرت برأسها يدور أكثر مما كانت عليه قبل أن تغفو كما لو أنها تناولت مشروبًا آخر.

لعقت أزيلا شفتيها بصمت بينما ظهرت ابتسامة على شفاه زاجناك.

كانت هناك أشياء كثيرة أرادت أن تسألها... ما نوع المحادثة التي أجراها مع الأميرة ليفيا، ولماذا كانت رائحة جسده حلوة؟ والآن، رائحته حلوة مرة أخرى، هل كان بخير؟

ومع ذلك، لم تستطع أن تسأل أي شيء.

وكأنه يعرف حالتها، استلقى بجانب سريرها ومسح على شعرها بلطف. أغمضت عينيها مرة أخرى عندما شعرت بيد دافئة على وجهها. رائحة حلوة غلف جسدها.

حتى لو حاولت الرفض، لم تستطع رفضه لأنه قد استولى على جسدها بالفعل... لا، حتى لو كان لديها خيار رفضه، فلن ترفضه أبدًا.

أغمضت عينيها بشكل مذهل، محاصرة برائحة زاجناك الحلوة.

وعندما فتحت عينيها مرة أخرى، كان الفجر قد حل حيث لم يكن الظلام المزرق قد حل بعد. أزيلا، عيون مفتوحة على مصراعيها، رفعت جسدها على عجل. وكان الانزلاق الذي كانت ترتديه هو نفسه. ثم أدارت رأسها ونظرت إلى جانب سريرها.

غريب... لم يكن هناك أحد بجانب السرير. كانت متأكدة من وجوده هناك، ولكن عندما فتحت عينيها، لم تر شيئًا.

عندما رفعت يدها ومسحت المكان الذي كان فيه، لم يكن هناك دفء على الإطلاق، فقط شعور بملاءة باردة.

'مستحيل…'

ثم أدارت أزيلا رأسها ونظرت من النافذة. عادة، بعد مغادرة جميع الخادمات، تغفو والنوافذ مغلقة مفتوحة، لكن الأمس كان مختلفا. تذكرت أنها كانت في حالة سكر لدرجة أنها لم تتمكن من فتح النافذة ونامت.

كانت النافذة مغلقة بإحكام. لم يكن هناك ما يشير إلى أنه تم فتحه. تمتمت أزيلا وهي تنظر إلى جانب السرير بنظرة فارغة.

"...هل حلمت؟"

حتى لو كان حلماً... حلماً كهذا. دفنت أزيلا وجهها المحمر في الوسادة وضربت السرير بقوة بقبضتيها.

مجنون. لم تشرب حتى اليوم... من الواضح أن الأمر كان مجرد جنون.

* * *

كان العمل الآن على وشك الانتهاء. تم تشييد الطوابق الثلاثة وطلاء الجدران الخارجية. لقد كان الأمر مثاليًا لدرجة أنه سيكون من السهل بدء العمل على الفور إذا تم ملء الجزء الداخلي فقط.