الفصل الثاني 2_"صدمة"

4.4K 84 26
                                    

وبعد مرور تِلك السنوات عاد الغائب إلى بيته وأهله  ..  يحمل فى قلبه إشتياق لأفراد أسرته .. فها قد عاد الطائر إلى عُشه بعد سنين هجرته  ..

وصلت الفتاة ووالدها إلى البيت بعد تلك المُدة الطويلة فهو قد إشتاق إلى أهله كثيرًا وهي لم تكن تريد العودة ولكن لم يصبح أمامها خيار سوا العودة مع أبيها والإستقرار أيضًا..

ركضت "فريدة" بإتجاه جدها الحبيب وهي تقول بفرحة :

_جــــدو حبيبي واحشتني اووى اووى.

إلتمعت عيناه بالدموع هذا الرجل الذي شاب رأسه وإتضحت تجاعيد وجه و يكون في منتصف عقده الثامن ولكن من يراه يظنه فى عقده الخامس فقط ..

قام بفتح ذراعيه على مصراعيهما ترحيبًا بحفيدته الصغيرة وحبيبة قلبه ودلوعته هاتفًا بمحبة صادقة وهو يمسح على ظهرها:

_حبيبت قلب جدك حمد الله على السلامة يا غالية يا بنت الغالي ..  واحشتيني أوي يا "فريدة"  واحشتيني يا ست البنات.

_وأنتَ واحشتني أوي يا جدو.

نظر ناحية ابنه الغائب مُنذ سنـوات قائلًا بنبرة مشتاقة:

_ايه يا "أدهم" موحشتكش والا ايه؟.

ركض بإتجاه والده مُحتضنًا إياه هاتفًا  بهدوء:

_ واحشتني اووى يا حج .. صحتك عاملة ايه؟.

_ما إنتو اللي غيبتوا .. وكمان قطعتوا .. وخصوصًا إنتِ يا "فريدة".. 8 سنين بحالهم غُربة مكنتش باجي على بالك خالص كده؟.

عاتبهم بتلك الكلمات الصغيرة لتركهم له تلك المدة فأقتربت منه مرة أخرى محتضنه إياه وقائلة بنبرة هادئة:

_معلش بقى يا جدو كنت مشغولة جامد جدًا والله في الدراسة  .

قالت كلماتها وتبادلت نظراتها بينهم ثم قالت لنفسها: 

_سامحني يا جدى كان لازم أبعد مقدرتش أقعد.

فاقت من شرودها على صوت جدها قائلًا بفخر:

_ولا يهمك يابنتي .. عرفت من أبوكِ إنك درستي طب الجراحة .. أنا فخور بيكِ يا حبيبتي، كلنا فخورين بيكِ.

إبتسمت لهم بخجل وأمسكت كفه بين يديها مُقبلة إياه  وقالت:

_ ربنا يخليك لينا يا جدو.

وبالرغم من أن" جمال" الجد صارمًا وحازمًا جدًا إلا أنه معها ينسي قسوته ويكون حنونًا وهادئًا ..

"بـــــــــــــــــابي"

وكانت تلك الكلمة كفيلة بإخراجها من شرودها، نظرت "فريدة" إلى مصدر الصوت وإذا بها تقول لنفسِها:

_ طفلة إنها طفلة هل؟....

إحتضانها "فارس" وحملها بين ذراعيه قائلًا بحب بعدما قبل وجنتاها:

_حبيبت بابي .. واحشتيني يا قلب بابا .. بصي مين عندنا.

قال لها كلمته وأشار إلى عمه قائلًا والإبتسامة لا تُفارق ثغره:

_جدو "أدهم" يبقى عمي بس جدو بالنسبالك وطنط "فريدة" بنت جدو "أدهم".

حملها" أدهم"على ذراعه وقبل وجنتاها وقال:

_يا عسولة .. ايه الجَمال ده؟.. والله وكبرت يا "فارس" وبقيت أب .. ربنا يخليهالك يا حبيبي.

ركضت "نور" بإتجاه "فريدة" بعدما وضعها "أدهم" أرضًا وقالت بنبرة طفولية:

_إزيك يا طنط؟.. هو حضرتك كنتِ مسافرة؟.

إنخفضت"فريدة"لـ مستواها وقالت بعدما قَبلتها وأبتسمت لها إبتسامة صغيرة :

_إزيك يا كتكوتة .. ايوة انا كنت مسافرة ولسه راجعة ..  تعرفي إنك جميلة خالص.

إبتسمت الصغيرة بخجل وردت عليها بدلال:

_ميرسي يا طنط.

_اﻤمممم بس ممكن من غير طنط؟.

شهقت بطفولة مع قولها:

_ ازاي بس اقولك ايه يعنى؟.

_قوليلي يا "فريدة" عادى ايه طنط دي.

_بس ازاي يعني؟.

ردت عليها وهي تتصنع التفكير:

_اممممم ايه رائيك نبقى أصحاب؟.. وساعتها هتقوليلي يا "فريدة" وانا هقولك يا "نور".

نظرت إلى والدها فقام بتحريك رأسه من الأعلى للأسفل بالموافقة مُبتسمًا لهم :

_ماشي موافقة.

قاطعهم الجد قائلًا بهدوء مع إبتسامته المرسومة على ثغره:

_يلا بقى يا "فريدة" إطلعي أوضتك إرتاحي من السفر باين عليكِ تعبتي اووى .. يا"سميحة" إنتِ يا "سميحة".

_ ايوة يا بيه ايوة.

_طلعوا الشنط دي فوق علشان" فريدة "  هانم ترتاح.

_طيب عن إذنكم أنا.

_وأنا كمان لازم اروح الشركة بس مش هتأخر بعد اذنكم.

وركضت هي إلى غرفتها هاربة لا تعلم لما هربت مجددًا، ستظل تهربين هكذا يا فتاة .. عليكِ بالمواجهة.

لقد عدتُ..
لَيتني لم أعد..
ليتني بَقيتُ بعيدة.

يُتبع..

فـريدةWhere stories live. Discover now