الفصل الخامس

Start from the beginning
                                    

يالله تنام ريما *** يالله يجيها النوم
يالله تحب الصلاة *** يالله تحب الصوم
يالله تجيها العوافي *** كل يوم بيوم
يالله تنام يالله تنام *** أذبح لها طير الحمام

كانت ريما تحب تلك الأغنية كثيرًا، وتحب أن يُغذِّيها لها جاكوب. فهي كانت تُذكّرها بوالدتها الراحلة. تشبثت بذراع جاكوب وهمست وقد امتلأت عيناها بالدموع:

- بابا يعقوب... أنا أحبك كثيرا ....

امتقع وجهه فجأة، وهزّ رأسه في صمت. صارت كلمات حبها تُخيفه في الفترة الأخيرة.

*******************************************

انشغلت ندى بترتيب المنزل وغسل الأواني في سويعات الصباح الأولى. كانت دانا قد انصرفت إلى جامعتها منذ أكثر من ساعة، ولم ينصرف ميشال إلا بعد أن أعطاها درسًا في الحذر والتعامل مع الغرباء، وبعد أن وعدته بجعل الشابين ينصرفان في أقرب وقت. أما هي فقد امتنعت عن الذهاب إلى جامعتها في ذلك الصباح، حتى تنتهي مما يشغلها .
أتمت تجفيف الأطباق ورمت المنديل على المنضدة وهي تتنهد. ربما عليها أن تتفقد ضيفيها ، وتطمئن على حال الشاب الجريح، قبل أن تطلب منهما المغادرة. ولكن عليها أولا من واجب الضيافة أن تقدم إليهما فطور الصباح. سارعت بملء كأسين بالحليب الدافئ ورصفت بضع قطع من الكعك على طبق صغير، وخرجت باتجاه المستودع.
طرقت الباب لتعلن عن وصولها . انتظرت قليلا، ثم دفعت الدفة بلطف وما إن خطت إلى الداخل حتى وقعت نظراتها على أحمد الذي استوى جالسا على الطاولة وساقه المصابة مُمدّدة أمامه.
كان يحدق في الباب بنظرات حذرة متحفزة، لكن حين رأها تحمل طبق الإفطار استرخت ملامحه، وخفض بصره عنها. تقدمت في هدوء وهي تجيل عينيها في المكان، ثم قالت وهي تضع الطبق على الكرسي الخشبي:

- أين صديقك؟

أجاب أحمد دون أن يرفع رأسه إليها :

- خرج لتغيير إطارات السيارة وإصلاح عطبها ... لا نريد أن نثقل عليكم أكثر مما فعلنا....

ثم أضاف في امتنان:

- حسان أخبرني بما فعلتم من أجلي... لست أدري كيف أوفيكم حقكم من الشكر...

ابتسمت ندى وهي تضع كوب الحليب على الطاولة بالقرب منه، وهمست في حياء:

- لم نفعل إلا الواجب....

ثم قالت وهي تُقرّب منه طبق الكعك:

- تفضّل بعض الكعك... سيساعدك على استرداد عافيتك....

وضعت الطبق أمامه، وأخذت تجمع الأغطية وترتبها . أطرق أحمد في تردد وهو يراقب حركتها بطرف خفي. كان يصارع الفضول الذي استبد به، وصار يلح عليه حتى يعرف حقيقة أمرها.
كانت تهم بالانصراف حين استوقفها وقد أوشكت على تجاوز العتبة:

- لحظة من فضلك...

توقفت ندى والتفتت إليه في اهتمام.

- أنستي... أنت يهودية، أليس كذلك؟

في قلبي أنثى عبريةWhere stories live. Discover now