الشخصية المازوخية

19 1 3
                                    

المازوخية هو أحد أشهر انحرافات السلوك الجنسي ويقصد به التمتع بالألم عند استقباله من الآخر .

حب تعذيب النفس يتخذ أشكالا وصورا عديدة بل ومراحل متنوعة فهناك مراحل متقدمة ومراحل متطورة وأخرى مرضية وهكذا. تقريبا كل بني البشر لديهم هذه الصفة أي أن كل إنسان فيه ولو جزء ضئيل من الماسوشية حتى لو لم يشعر. فمثلا الميل لمشاهدة أفلام الرعب والعنف هو نوع من تعذيب النفس بالرعب والمشاهد المروعة. لكن هذه الأشياء البسيطة المشتركة عند الكثيرين تظل أمور عادية وطبيعية المشكلة الحقيقية تنشأ حين يستمرئ المرء تعذيب نفسه ويتفنن في اختراع وابتكار الأساليب المختلفة لتحقيق هذا. أغلب الناس يميلون إلى أحد الطرفين، السادية أو الماسوشية وتعد ضمن الأمور الطبيعية إذا لم تزيد عن الحد الطبيعي أما عند تحولها إلى شكل مرضي فهي تحتاج إلى علاج نفسي. عادة يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى علاج نفسي طويل المدى لمحاولة تصحيح هذا الانحراف والسلوك

أنواعها
كلمة المازوخية مأخوذة من اسم روائي نمساوي عاش في القرن التاسع عشر يدعى: ليوبولد فون ساشر ماسوش وذلك لأن أبطال رواياته كانوا يستمتعون بالألم الجسدي والإهانات والتعذيب، وهي تنطق ماسوشية أو مازوكية أو مازوخية Masochism، ولها مستويان:

المازوخية العامة أو المازوخية الأخلاقية
وفيها نجد أن الشخص المازوكي يقوم بأشياء (بوعي أو بدون وعي) تعرضه للفشل أو الضياع أو الإهانة أو التحقير أو الإيذاء اللفظي أو البدني، وهو يكرر هذا السلوك ويجد متعة خفية في ذلك على الرغم من شكواه الظاهرية. يستمر الشخص في هذا السلوك بشكل شبه قهري مهما تعرض للمشاكل والمتاعب، فهو يعشق دور الضحية والمظلوم والمقهور والمعذب.والمازوخية على هذا المستوى هي نوع من اضطراب الشخصية المصحوب بسلوك هادم للذات Self defeating behavior.

المازوخية الجنسية
وهي تعني الشعور باللذة الجنسية فقط حين يكون الفعل الجنسي مصحوبا بالإهانة اللفظية والعنف الجسدي للشخص المازوخي. ويعتقد فرويد أن الشخص المازوخي لا يستطيع الشعور باللذة الجنسية في الأحوال العادية نظرا لشعوره بالقلق وإحساسه بالذنب لذلك فالإيذاء الجسدي أو المعنوي يخففان من هذه المشاعر ويسمحان بالشعور باللذة الجنسية وكأنهما غطاء لابد منه للوصول إلى هذا الشعور.

أسبابها
أما عن أسبابها فهي ليست معروفة بالتحديد ولكن علماء النفس خاصة التحليليون يرون أن الشخص المازوخي يتقمص دور أمه الأنثوي بدلا من أبيه خاصة إذا كان الطفل قريبا من أمه بدرجة زائدة وشعر أنها مظلومة من أبيه أو من غيره فهنا يتعاطف معها ويحب دائما أن يكون في وضع المظلوم مثلها حتى يخفف من مشاعر الذنب حيالها والمازوخي لديه شعور عميق بالذنب (ربما لوجود مشاعر عدوانية أو جنسية بداخله) لذلك يحتاج للإيذاء النفسي والجسدي للتخفيف من هذه المشاعر المؤلمة وساعتها يشعر بالراحة أو بالنشوة.

المازوخي يشعر بالوحدة والخوف من هجر الحبيب لذلك فهو يعشق دور المظلوم والضحية لكي يكسب عطف الناس واهتمامهم. بناء على ما سبق يمكن القول بأن الخلافات بين الوالدين في طفولتك وتعرض والدتك للظلم من أقارب والدك ربما يكونا قد دفعاك في طفولتك المبكرة لكي تتعين بالوالدة وتتعلق بدور المظلوم وتنشد الإهانة والتعذيب للتخفيف من مشاعر الذنب وللتخفيف من مشاعر الوحدة ومخاوفها.

كلمة مازوخية Masochism تعني استعذاب تلقي الألم، ومقابلتها كلمة السادية Sadism التي تعني استعذاب إحداث الألم في الآخر ، ومعنى الاستعذاب هنا هو الربط بالمتعة، والمهم أن نوع الألم المقصود، ونوع المتعة المقصودة يختلف اختلافات شاسعة حسب الاستخدام، فقد تكونُ السادية أو المازوخية كلمةً تستخدمُ عند الحديث عن سمات شخص ما أو عن طريقة تفكير شخص ما في أمورٍ بعيدةٍ تماما عن الجنس، وقد تستخدم الكلمات عند الحديث عن علاقات الأفراد بعضهم ببعض فهذا سادي وذاك مازوخي، وقد تستخدم لوصف علاقة رئيس عمل مثلا بمرؤوسيه فهو سادي في استعباده لهم، وقد تستخدم حتى في وصف السياسة بين الدول أو سلوكيات زعمائها، وهكذا.

لنقصر كلامنا على بعدي السادية والمازوخية كبعدين نفسيين، لأقول لك أنهما مرتبطان ببعضهما في الوقت الذي يظهران فيه كمتناقضين، فهناك من نجده ساديا في بعض نواحي شخصيته وسلوكياته، ومازوخيا في نواحٍ أخرى، وقد تكونُ لهذه الكلمات علاقة بحالتك، وهناك من بين مرضى الاضطراب النفسجنسي المسمى بالسادية – المازوخية، من يستمتع فقط بتلقي الألم ومن يستمتع فقط بإحداث الألم وهناك أيضًا من يستمتع بكليهما معا.

حتى الآن الكلمات مقالية مثلقة بالدهون المشبعة الثلاثية و الإقتباسات المغلفة بالكوليسترول .. جاء دوري الآن .. لماذا نذكر الشخصية المازوخية الآن في هذا الكتاب .. بعيدًا عن كل شيء تم ذكره سبق تلك الكلمات .. أريد أن أقول أن هناك شخصيات تستمتع بالألم .. منها الالم النفسي كما الجسدي ..
هناك الفتاة الحبيبة التي تقوم بقطع العلاقة لتبكي و تحزن و تسمع الأغاني الحزينة و تقضي على علب المناديل ثم تعود بعد ذلك لحبيبها ثم تعيد الكرة مرة أخرى .. لأنها تستمتع بالألم و البكاء و الحزن هي تريد أن تضغط على الجرح ولا تتركه يلتأم .. و تلك شخصية توكسيك يا صديقي ..
هناك الشاب الذي يجرح حبيبته فتتركه فيحزن و يسمع أغاني حسام عاشور الحزينة ثم يخبرها أنه تغير و أنه أصبح شخص أفضل لأجلها ثم عندما تعود إليه يكرر نفس الأحداث لتتركه من جديد و يستمع للالبون الجديد لحسام عاشور و يشتكي في صفحته من الفتيات و كيف يدمرن الشباب و يؤذونهم ..
لذلك أنتم لازلتم سيئين في روايات هؤلاء الأشخاص .. و لازلتم تنجون من كل تلك العقبات ..

السيئون في الرواياتWhere stories live. Discover now