3

826 49 15
                                    













على مدار الثلاث الأشهُر الفائِتة وفي كل دقيقةٍ مرت بها ظللت أُفكر أو أُحاول أن أتقبّل ذاتي، أُحاول تصديق أن عيني اليُمنى لم تعُد شيئاً.

كرهت أنني بكيت في تلك الأشهُر بكُل مافيّ إلا أن الدموع قطعاً لم تخرُج

كرهِت شيئاً فيني، رُبما أني كرهت أني شعرتُ فجأة وأنا ما كُنت إلا نُعاسٌ طويل يمشي ويأكل ويدرُس ويعمَل فقط.





لم يكُن يُشعِرني أي شيء، بشيء.

لكنك سان تجعلُني أشعُر الآن

أشعُر بكُل هذا القرف حولي وفيني حتى





"أيُها الجبان الضعيف لِمَ أنت هُنا "



رفعتُ صوتي عالياً، أنظُر في وجهه وعيناه

عيناهُ اللعينة التي كانت تنظُر لي مِثل ذلك اليوم

وشفاهُه التي تسخر مني حتماً.

حتى لو كان ساكِناً لا يتحدث، عيناه التي نظرت إلى عيني المضموده وشِفاهُه التي إرتفعَت جانبياً إلى الأعلى  أخبرتني حتماً أني مُثير للشفقة، أنّي ضعيف وأحمق





أحمق بشِدة وجبانٌ كبير وهو قد إقتوى علي، لكنني وويونق!





أنا لم أرضَخ يوماً، لم أُنزِل عيني أولاً في كُل مواجهاتي

أنا من ظلّ حبيساً لنفسه، لوحدته، لغُرفته الصغيرة وكُنتُ قوياً بذلك!



أنا الذي إستمعت للمُوسيقى ونهضتُ ألفَ مرةٍ أُخرى بعد كُلّ نغمة إقشعّر بدني بسببها فقدّستُ إستمدادي القوة منها.

أنا الذي كان آخر من يتحدث وبعد حديثه تصمُت الأفواه.



أنا الذي خشى حُضوري الكثير، حتى تجنبني الجميع لفرط ماكان حديثي حادٌ، صادق.

حتماً شيءٌ مِثل تشوي سان لن يستطيع لمسَ عُمقِ رماديٍ مثلي.









"هل ورُبما أني لا أعلم، تكون أنت وريث عائِلة مين؟"



قال ومازال يشُد على كلتا يداي بقوة وشعرتُ بأظافرِه تُغرَس في جلدي

لكنه لا يؤلم، حتى لو تحطمت عظامي لن يكونَ مؤلِماً أبداً في داخلي



"لتذهَب عائلة مين وعائلتُك إلى النار من يهتم يا غبي"



لم أستطِع أن أكبحَ ذاتي أكثر لذا بصقتُ بقوةٍ في وجهه ولكنني سُرعان ماشعرتُ بكفّه الأيمن يُحطّم عظام وجنتي اليُسرى.

أُثقل كاهلك|WSWhere stories live. Discover now