دَيْجُورُ وَطَني

8-شَبِيهُ اَللَّيْل .

57v/700c/30f

____________________

تدسُ الحُزن في فؤادك
ولا تُبديه

تبدو سقيماً
حزيناً
ولا يكادُ جرحك يبرى

لا تخافُ مِما هو آتٍ
فكل ما يُخيفك
انت في ماضيك تُخفيه

ليتني افهم
ما اشعلَ بالوجهِ البرود

ليتني افهم
ما وراءَ هذهِ العيون

ليتني افهم
ما اذبلَ تِلك الجفون ؟

"ماعادَ بِك؟"
سألتني عاقِدَ الحاجبينِ
بنبرة استنكارٍ هادئة
وملامح تُثبِتُ طفيفَ انزعاجك

رفرفتُ اهدابي مرتين اُلملمُ شتاتي
قبلَ أن انظُرَ لِما ينتصِفُ يدي واُجيبُك
"خاتَمُك..نَسيتَهُ على الطاوِلة"

لَم تُجِب شيئاً لثوانٍ طِوالٍ وانما
تقدمت نحوي تَقِفُ امامي
وحدقتَ بي تسألني بِسوءِ مِزاجك
"اليسَ بشيءٍ يؤجَلُ لدقيقتين؟؟"

وبِقولٍ صادِقٍ اجبتُك مُبرراً فِعلي
بعد ان رفعتُ عينيَّ اُسلطها عليك
"اعذرني ، لقد وقع مني خطأ
إنني اتعجلُ باتخاذِ الامورِ دونَ تفكير"

أومأتَ عِدة مراتٍ
والتقطت الخاتمَ من يدي تلبسهُ في يُمناك
قائِلاً بِهوادة دون ازالة بليدتيك عني
"يالكَ مِن امرئٍ كثيرِ الأخطاء"

اغتمَّ خُلدي وكأنك قد القيتَ شُعلةً تُضرِمُ بِها زواياه
فإنك لا تفتأ تُذكرني بماضٍ مُتسخ اُجاهِدُ نفسي لتطهيره

وتتربص مثل لِصٍ بين الفينة والفينة
لا لأجلِ سَرِقةِ حقيبة
بَل لأجلِ تشويهِ قلبي ولو بِشقِ كلمة

شددتُ قبضتي التي خَلَت من خاتمك
وانزلتها بعد ان كانت مُعلقةً في الهواءِ اسألُك
ما جعلك تَقِفُ بعد ان كنت تخطو نحو مرقدك
"الَم ترتكب خطأً في حياتِك؟"

التفت إلي بتأني
ونفيتَ باعتياديةٍ تُجيبُ بِكُلِ صدق
"كلا ، لَم ارتكب أيَ خطأ"

ونويت الالتفات الا انك بدلت رأيك
وكأنك تذكرت امراً فجأةً
فنظرتَ إلي من جديدٍ وقُلت
"صحيح ، تذكرت خطأي الأوحَد
منذُ ما يقارب العامين حاولتُ صُنع كعكةٍ بِرفقة ايفان
لقد وضعتُ المِلحَ بدلاً مِنَ السُكَر"

اتُمازحني؟

وسألتُك سريعاً دونَ التفكيرِ
فيما إن كان ذِكرُها يُزعجك ام لا
"وتِلك الجروحُ في ضَهرِك؟ الا تكونُ نتائج اخطاءٍ وقعت؟"