3-دَمعٌ يقطرُ مِن هدبِ الفؤاد .

2.1K 207 340
                                    

250c/35v

ضعيفٌ أنا
اضعفُ من هذا الزمان
ضعيفٌ على الحياة
وضعيفٌ على الممات
اُناشدُ وطني أن يرأفَ بي
ولكن وطني أصمٌ عَليل ، لا يسمعني أُناجيه
أو رُبما يَسمع..ولكنهُ لا يهتم

فعلاما أكترثُ أنا؟
مَن كتبَ عليّ هذا المصير؟
مَن ألبسني بذلةً لا تليقُ بي؟
وأسمعني أوامراً لا أستهويها؟
ومد لي سلاحاً عِوضاً عن وردة!

مَن ذا الذي دفعني بغتةً و أوقعني في مكانٍ يخيفُني
في ظروفٍ لا ترأفُ بي ولا تَحنو عليّ
تحتَ ظلٍ حارق في مكانٍ لا يبغيني
مَن الذي حكم على حياتي أن تُعاش كما يُريدُ لا كما أُريدُ أنا
مَن كان لهُ الحق بسلبي طاقتي وسكينتي..وروحي!

كيفَ رضوا فِعلَ هذا بي وبِك؟
كيف هُنّا الى هذا الحد؟
مَن المُلامُ على هذهِ الجروحِ بي؟
وقد كنتُ بالأمسِ معافى!
مَن المُلامُ على هذا الشحوبِ بِك
وقد كُنتَ البارِحة تُضيءُ كُلَ رُكنٍ ظَليم..

من أوقعَ أدمُعي
واسقطَ ضحكاتي
وألبسني ثوبَ الحزن
وأجلسني في ظلام
وأوصد الأبواب يتركني وحدي
وأنا أخشى الظلام..

"انزلوا مِن عِندكم..اسرعوا!!"
فتحوا أبواب العربةِ الضخمة بعد أن وصلوا بنا حيثُ المعسكر
تزاحم الجميع عِندَ الباب للخروجِ منه
بقيتُ انا جالسٌ في مكاني
شاردٌ في كفوفي القمحية
ويُخيلُ لي بقعٌ من الدماءِ عَليها

"أنت يامن هُناك ، أَصوتي لا يصِلُ إليك؟؟"
رفعتُ عيناي الثابتة إليه
ووقفتُ بِقلةِ حيلة أخطو نحو الباب
أنظرُ حولي بهدوءٍ يُخالفُ ثوران خافقي
فما عساي أن أفعلَ بضعفي هذا؟
أينَ أذهبُ بِهِ..وأينَ سيذهبُ بي؟

"سارعوا بخطواتكم..بهذا الاتجاه،اتَّبِعوني"
أوقفونا صُفُوفاً كما القطيع
ومشو بنا عبر بوابة المعسكر الضخمة
لأدخل عالماً ، لا أرغبهُ ولا يرغبني..

أنظرُ يميناً
فأرى رجالاً يتسلقون الجدران الشاهقة
وأنظرُ يساراً
فتقعُ أنظاري على من يركضون وسط نارٍ عالية
وآخرون يعبرون زحفاً من جهةٍ الى اخرى من فوقِ أرضٍ يملؤها الطين
وآخرون يجرون عرباتٍ ضخمة بحِبالٍ غِلاظ
فأدركتُ أن القادم لن يكون هيناً ولا سهلاً
سأعيشُ كما الميتِ دونَ ريبة

أعطونا بذلاتٍ نلبسُها
وجعلوا منا نوقعُ على أوراقٍ شتى
واتخذوا العديد مِن الإجراءات التي كان علينا انهائها
قبلَ أن نبتدي النمط الجديد لحياتنا..أو ما اشبهَ بالحياة

"الكتيبة رَقم 7 قِفوا عِندَكم"
أمرنا من كان يسيرُ بِنا فلبثنا في بقعتنا مصغينَ إليه
"لتبقوا واقفين كما أنتم ريثما يصِلُ حضرةَ الرائد الى المعسكر"

دَيْجُورُ وَطَنيWhere stories live. Discover now