الجزء الثالث

24.8K 694 42
                                    

#ليان

أمسكني أبي من معصم يدي و أجلسني و

قال:"لقد طلب أحدهم يدك للزواج و وافقت أن أزوجك"

أطلقت قهقهة خفيفة غير مستوعبة الأمر .. و انفتحت عيني على مصرعيهما.. رأيت أبي و كان ينظر لي ببرودة أما أمي فكانت تنظر لفارس و هو ينظر لها و كأنهما يتحدثان بأعينهما

قلت بعد أن امتلأت عيناي بالدموع:"أبي ... أنت تمزح صحيح!"

و لا جواب جعلوا الصمت هو سيد المكان

نزلت دمعة حارة على خدي البارد و قلت:"ماذا عن دراستي.. هل كرهتم مني.. عمري عشرون سنة فقط.. كيف سأتزوج من شخص لا أعرفه.. "

صرخت و قلت:"أجيبوني لماذا أنتم ساكتون.. تحدثوا"

قال أبي بعد صمت:"لقد فكرنا من أجلك و كل فتاة عليها أن تتزوج يوما ما"

قلت:"تتزوج يوما ما ليس غصبا عنها .. و لكن بإرادتها"

و أخيرا تكلمت أمي و قالت:"لقد إضطررنا أن نوافق على الزواج لم يكن لدينا خيار"

قلت و أنا أبكي:"أوووه أمي.. لم يكن لديكم خيار .. و وجدتم الخيار في التضحية بي لعائلة لا أعرف عنها شيء.."

قالت أمي و رأسها للأسفل:"ربما أنت لا تعرفين عنهم شيء و لكن نحن نعرفهم جيدا"

قلت و دموعي لا تتوقف عن النزول:"و من تعيس الحظ الذي سيتزوجني على الأقل يجب أعرف زوجي؟"

قالت أمي:"وائل الراشد... ابن رئيسنا، و لقد التقيت بعائلته البارحة..."

قلت:"علمت أن هناك خطب ما يحدث بقدومهم البارحة... شكرا لك أمي لقد طبختها جيدا"

اكتفى فارس بالنظر إلي دون كلام و أنا أصرخ تارة و أتكلم بهدوء تارة أخرى و لم أتوقف عن البكاء

استأنفت الكلام بعدما علمت من سأتزوج

قلت:"إذن.. كم دفعوا لكم من أجل أن أتزوج به.. هل هو مقعد أم مختل أم مريض أم.."

و جاءتني صفعة قوية من أبي هو لم يضربني في حياتي مطلقا.. و أنا جالسة سقطت أرضا و لم أشعر بشيء فقط السواد بين عيناي...

-
-
-
فتحت عيناي ببطأ، وجدت نفسي في غرفتي مستلقية على سريري و بدأت أسمع صوت فارس

يقول:"ليان.. ليان.. ليان.. استيقظي الآن"

تذكرت ماحدث و انهمرت بالبكاء و شهقاتي تتعالى و بشدة.. ضمني فارس إليه بشدة و

قال:"أنا أعرف أنك فتاة عاقلة و تحترمين قرارات والديك.. فهما يريدان الأفضل لك"

تركني فارس و قلت:"أنت أيضا فارس جئت ضدي"

قال:"أنا لست ضدك و لست ضد والديك و لكن أبوك قد أعطى كلمته للسيد حسين بأنه قد وافق على الزواج"

زواج مدبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن