«تودينَ التسَّللَ لـسجنِ القلعةِ صحيح؟»
تحدثتْ ميلدبريث بـهدوءٍ، لـتبدأَ تينا سلسلةً منَ التوسلاتِ، كانتْ بدايتهَا : «صدقيني الأمرُ سـيكونُ ممتعاً جدًا، أنَا فقط لا أودُ الذهابَ وحدِي لأنهُ لن يكونَ ممتعًا بـذاتِ القدرِ، وهنالِكَ أحدٌ معي.»

وانتهت أخيرًا بعدَ عدةِ ساعاتٍ منْ احتجازِ تينا لـميلدبريث بـداخلِ الغرفةِ، مع ممارسةِ كلِ أنواعِ الإقناعِ منَ التوسلِ للـإغراءِ وحتَى التهديدِ، وبـالنهايةِ وافقتْ ميلدبريثْ بـسببِ الصُّداعِ الذي سببتهُ تينا لهَا.

تسائلت عندها ميلدبريثْ من أينَ اكتسبتْ تينا القدرةَ علَى الحديثِ لـثلاثِ ساعاتٍ دونَ الحاجةِ للـراحةِ بـالمنتصفِ مثلًا؟

قاطعت تيناَ أفكارهَا لـتبدأَ بـشرحِ خطتهَا لهَا:
«أولًا نحتاجُ لـشخصٍ يسهلُ خداعهُ، وبـذاتِ الوقتِ معهُ البطاقةُ التِي تسمحُ لهُ بـدخولِ السجنِ، سنضعُ لهُ المُنومَ بـطعامٍ يحبهُ ونسرقُ البطاقةَ ونهرب، وبـالطبعِ لا يوجدُ سوى، شخصٍ واحدٍ يملك هذهِ المواصفاتِ.»

ابتسمتْ ميلدبريث لـتردفَ كلتَاهمَا بـنفسِ الوقت: «هوك»

أمَا هوك فـكانَ في غرفتهِ يرتبُ أرففَ الكتبِ وينظفهَا، حينمَا طُرقَ بابهُ تركَ وقتهَا ما كانَ بيدهِ منْ كتبٍ علىَ الأرضِ، وأمسكَ منديلًا يجففُ بهِ جبهتهُ قبلَ أن يفتحَ البابَ، لـيجدَ تينَا ممسكةً بـكأسٍ بهِ عصيرً باردٌ، لمْ يحتجْ هوك لـأيِ جملةِ احتيالٍ، فـفورًا انتشلَ العصيرَ من يدهَا وأخذَ رشفةً يتذوقهُ بهَا، ثم ابتسم لـينهِي الكأسُ كلهُ بـلحظةٍ واحدةٍ، ثم بعدهَا دخلَا الغرفةَ فقد سمحَ لـهمَا بـالدخولِ معه، جلسَ علَى سريرهِ وتركَ كلًا منهمَا تختارُ مكانًا لهَا فـجلست ميلدبريث على المكتب وتينا بـجانبهَا على كرسيهِ، حدقَ بـهم قليلًا ثم أردف: «إذًا؟»

تحدثت تينا سريعًا: «لقد علمنا من آنديانا أنكَ منهمكٌ بـتنظيفِ غرفتكَ وترتيب الكتب، لـذا فكّرنَا في إحضارِ كوبِ عصيرٍ باردٍ لـأجلِ أن…»

بترتْ تينا حديثهَا عندمَا فقدَ هوك وعيه، لـيسقط جسدهُ العلوِي على السريرِ منْ خلفه.

وفورًا استقامتْ تينا تبحثُ في جيوبهِ على البطاقة، أما ميلدبريث فـكانتْ تُفتشُ المكتبَ بـعدمِ رضَا عمَّا تفعلهُ الآن.

«لن نجدَ شيئًا هناَ، دعيناَ نتركُ كلَ شيءٍ ونذهب.»
أردفت ميلدبريث بينمَا تغلقُ الأدراج، إلا أنَّ تينا أخرجت البطاقةَ أمامهَا لتقول:
«لقد كانَ يضعهَا بـجيبِ سترته، والآن هيَّا بنَا.»
سَحبتْ ميلدبريث خارجًا لـتُغلقَ الغرفةَ على هوك النائمِ بـالداخل.

أخذتْ ميلدبريث تتبعُ تيناَ حتَى وصلَتاَ أمامَ السِّجن، كان المكانُ يبدو ضخمًا جدًا ومن الخارجِ مظلمٌ وكئيبٌ، مما جعلَ الفتاتانِ تُفكرانِ من جديد «هل يجب عليهما حقًا الدخول؟»

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 25, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

البؤساءWhere stories live. Discover now