الفصل السادس

130 12 9
                                    

(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل السادس _

لحظات مرت كالساعات وعدنان لا يزال يقف يحدق بذلك الواقف أمامه  ، وحين دقق النظر في ملامح وجهه تذكره جيدًا ، أنه نفس الرجل الموجود بالصور مع زوجته ، التهبت عيناه وباللحظة التالية فورًا وغار على حاتم وهو يوجه له عدة لكمات عنيفة ويصيح :
_ أنت بتعمل إيه هنا يا ****
تصلبت جلنار بأرضها وهي فاغرة شفتيها لا تصدق ما تراه أمامها أما نشأت فكان يقف بهدوء تام ونظرات متشفية في حاتم .. الذي وقف من على الأرض ورد اللكمة لعدنان فسالت الدماء من فمه على اثرها وهتف بنظرات نارية :
_ امشي بالذوق ياعدنان بدل ما اتصل بالبوليس واخليه ياجي ياخدك
مسح عدنان بإبهمامه الدماء من جانب فمه وهي يرمقه بنصف نظرة مميتة ثم اندفع نحوه كالثور الهائج وقبض على رقبته ودفعه بقوة ليصطدم بالحائط ويحاصره وهو ممسكًا برقبته ويهتف في وجه مخيف ونظرة دبت الرعب في أوصال جلنار :
_ طيب اسمع انت بقى ياشاطر .. هتبعد عن مراتي وبنتي ومتقربش منهم وإلا اقسم برب العزة ادفنك في أرضك دلوقتي ولا أنت ولا البوليس بتاعك يقدر يعملي حاجة
ركضت جلنار نحوهم وامسكت بعدنان تحاول إبعاده عن حاتم وهي تصيح بخوف :
_ أنت اتجننت .. ابعد عنه ياعدنان
استقرت نظرة في عيناه قذفت الرعب في نفسها جعلتها تتراجع خطوة للخلف ، بينما حاتم فأفلت نفسه من بين براثن عدنان بصعوبة وهم بالانقضاض عليه مرة أخرى لولا جلنار التي هرولت نحوه ووقفت أمامه تهتف بتوسل :
_ امشي ياحاتم ابوس إيدك عشان خاطري .. متقلقش عليا ااا.....
أطلقت شهقة عالية وهي تشعر بقبضة عدنان التي قبضة على ذراعها بعنف وجذبها إليه وهو يصرخ بها بصوته الجهوري :
_ إنتي تعالي هنا .. لسا حسابك جاي معايا
كور حاتم قبضته بقوة حين رآه وهو يمسكها بهذه الطريقة ويصرخ بها لكن نظرة جلنار المتوسلة له جعلته يتراجع مجبرًا واستدار وانصرف متوعدًا لعدنان .
بمجرد انصرافه دفعت عدنان بعيدًا عنها وهي ترمقه بنظرة مشتعلة كلها غضب وغل ، بينما الآخر فعاد يجذبها من ذراعها وهو يصيح بصيحة هادرة :
_ بيعمل إيه الحيوان ده هنا !
تدخل نشأت وأبعد عدنان عن ابنته وهو يهتف بحدة :
_ احنا اتفاقنا كان إني هقولك على مكان بنتك بس متقربش من بنتي ياعدنان
انطلقت ضحكة عالية من جلنار التي هتفت بهستريا :
_ اتفاق !!! .. اتفاق تاني إنتوا أقذر اتنين عرفتهم في حياتي ، أنا لو اقدر اقتلكم كنت عملتها من زمان .. بس للأسف واحد بابايا والتاني أبو بنتي ومقدرش احرمها من باباها
صرخ بها عدنان بصوت نفضها بأرضها :
_ اخرسي مسمعش صوتك خالص
ثم نظر لنشأت وقبض على ذراعه وجذبه معه إلى إحدى الغرف وأغلق الباب عليهم .. بينما هي فجففت دمعة حارقة سقطت من عيناه ودخلت إلى الصالون وجلست على الأريكة وقدماها تهتز بقوة من فرط سخطها .
استمر حديثهم لثلاث دقائق تقريبًا حتى خرج عدنان أولًا من الغرفة يتبعه نشأت الذي القى نظرة عاجزة على ابنته واتجه النحو الباب وانصرف .. ضحكت جلنار باشمئزاز وهتفت لعدنان الذي تحرك نحوها :
_ إيه اديته قرشين وسكته بيهم !! .. ما هو أنتوا الاتنين أحقر من بعض
وصل عدنان إليها وانحنى عليها بنصف جسده العلوي وهمس بفحيح أشبه بفحيح الأفعى ونظرة متوعدة :
_ هدخل اشوف بنتي وبعدين هفضالك
طالعته بقرف وغيظ امتزج بابتسامه ساخرة منها بينما هو فانتصب في وقفته واندفع يبحث عن ابنته في أرجاء المنزل .

رواية امرأة العُقاب Donde viven las historias. Descúbrelo ahora