4||عازِف الكمان

52 4 10
                                    

احَببتُ مَعازِف ألحانكَ فقَد كانت إلهامي في هذهِ الحياة..
...

*كِريستال*

أخذَت حياتي مُنحنى أخَر..
والدِي قَد مات أمام بَصيرتي
جعَل كياني يَنتفِض
كُسرت أضُلعي
ماتت كٌرباتي
مات عَزيز فؤادي
مؤنس وحِدتي
والدي العَزيز قَبرهُ أمام بَصري يتُم دَفنه، مِن شدة صَدمتني لم أتحَرك ساكِنة وكأنما أخُذت روحي لأسَفل التُراب مع جُثتهِ الهامِدة..لم أذُرف الدموع مِن هَول الموضوع صَرختُ داخليًا رُعبتًا من القادِم فلا أحَد يؤوي فتاة ما في منزلهِ..مشَيتُ دون وجِهة لم اخَف من شَيء فمخاوفي حقًا تحققت..وإذّ كان يكرهُني والدي فَيبقى أنِيسي كلماتُه تَتَردد في عَقلي أبنتي العزيزة..وابنتي العزيزة..أبي العزيز كيدي قَد قُتل أين سيتُم دفَني؟.

..
حَل المساء وضوء القَمر يُنير عَتمت الماشِي لا تَحمل بين يديها فانوسًا كي يُنير دربها فقد كانت تسير دون وجِهة..لَمح الحُنطي جَسدها وهو ينهال على الارض جالسِةً بهُزمان ليذَهب ناحِيتها راجِيًا أن تكون بِخير..وصَل لهَا ونظَر لعيناها الذَابيلتين ووجها الشَاحِب يسكُنه الحُزن لم تُحرك رأسها لِترى مَن الواقِف ليجلس بجانِبها مُتنحنحًا
"كريستال؟.."
نادى كريستيان على مَعشوقة قَلبهِ ولَم يأتيهِ الرَد وهذهِ بِداية رِحلة التكَتُم الخاصة بِـ كريستان..

مَرت الايام وكريستيان يحاول بِشتى الطُرق أن يحصُل على إنتِباهِها..لكِن لم يَفلح فقد كانت تَنتظر..تنتظِر عازِفها الذي عزَف ألحانهُ بأوتار وتِينها لم تسَتطع أن تذُرف الدموع من عينيها..وقَفت أمام النافِذة كعادِتها لتسَتبصِر جَسد عازِفها المُخول وهو يغَرِس أزهار التوليب البيضاء أمامها لم تتغَير ملامُحها المُتعبة ليَبتعد كريستيان،
أخَذ كريستيان يعزُف معزوفته المُفضلة لتنهَمر دموع المُستَمعة..لِتعلم أن محَبوبها قَد شعر بأشتياقها لتِلكَ المعزوفة!

....

"أليسَت هذهِ الاوتار كَي تجذِب الفتيات لكَ يا سيد كريس!"
ليَضحك الحُنطي مُمررًا أنمالهُ على خُصلاتها بِرفق

"إنما جَذبتُكِ فأنا مُكتفًا بلُطف حُسناكِ كريستالتي الجميلة"
لِينُثر بعض القُبل فوق وجنتيها لِتحُمر خجلاً وتَتبعثر أنفاسُها ،ليغَرق الحُنطي بِعيناها الضائعة بخجَلها ليرَدف مرةً أخُرى ناطِقًا

"أيتها الحسناء ماهذهِ العينتان السَاحِرة..جعلتِني مولعًا بتفَاصيل حُسناها فكَيف تجعَلي روحي تُسرق بسببها؟."
إنما خجَل كريستال يزَداد لتطَبع قُبلة عَلى شِفاه ذو الناعِستان ليَبتسم وكأنهُ أخذ جائِزة إنتظارها
...
"أليسَت هذِه أبنة الخياط والرجُل الوسيم الذي بجانبها حَفيد الحَطاب؟"
أمَسكت بِكيس الخضروات وهي تتحدَث إلى الخضّار..
"اجَل"
لِتبَتسم الفتاة بـ خُبث
"لنِجَعل هذا مُمتعًا ونسُرق الرجُل الوسيم"
لِتَتجه نحَوهُما وهي تَبتسم وتضَع أحمر الشِفاه البَنفسجي القاتِم..لترِدف بِـ تغنُج
" مرحبًا أيها الوسيم،اوه مرحبًا ابنة الخياط"
ليَنعقد حاجِبا كريستال لتُمسك يد كريستيان المُتقزز مِن المَنظر الذي رأيهُ لِتو لتَضحك كريستال لينظُر لِتنساب قهقات لطِيفة من ثَغر ذو الناعِستان سائِلاً
"عزيزتي ماذا بكِ تضَحكين؟"

لتَردف
"ظنَنتُك ستُرد على المَاعِز الذي تحدث معنا لِتو لكِن ملامُحك قد أعطَت مجَرًا مُضحكًا"
ليُباسمها بـ حُب رادِفًا..
"ما مِن فتاة تسَتطيع أسَر قَلبي من بعدكِ أيتها الفاتِنة! أسِرت فؤادي أنظُري لعِيناي فهي ستُحدثكِ عن عُمق ما بِقلبي"

...

تحَمُل فُستانها والتوت يملأُه لتَضحك تحت مسامِع عِشيقها الحُنطي محاولةً أخذ أنفاسّها
"عزيزي ارجوك توقف إن لذلكَ مُتعبًا لِقلبي اهٍ من نُكاتِك المُرهقة"
ليَضحك بدورهِ على حال معَشوقتهِ ..
ليصِل الاثَنان إلى المنزِل وتضَع كريستال التوت في المَطبخ وتبتسِم لِمَ حصَل في هذا اليوم..لتَشعُر بدفئ جَسدهِ يُحيطهُا من الخَلف موزعٍا قُبلاتهُ على عُنقها جاعلاً من نبضات قَلبها تَتسارَع استدارت ناظِرةً إلى العينان الهائِمة..سوداوتهُ قَد ألهَمت كيان كريستال رادِفة
"إنما عينتاكَ لثُقبًا قد أبتَلع روحي فلا روحًا بلاكَ يا عاشِقي" إقتَربت شِفاه الحُنطي هامِسةً ضِد شَفتاها
"أيقنتُ أن حُبي لكِ كأستوطاني لِبريطانيا.."
نثَر قُبلاتهُ الرَطبة على وجنتيها بـ لُطف
ليَنحدر إلى شَفتيها ضاغِطًا عليها بخاصِتهِ آبى أن يتزحَزح لِتلتحِما شِفاهُهما بقوة ليعُكر صَفو القُبلة تنَحنُحات الجَد ليفصِل كريستيان القُبلة بِبُطئ ناظِرًا هائِمً لعيناها ليغُلق ناعِستاه مُستبصرًا جدهُ وحاجِباه معقودان
ليردِف الجَد
"خُذ هذا الخَشب إلى منزل الخَضار"
ليومأ لجدهِ بدون أن يتفوه بأي كلمة
لينظُر إليهِ وهو يخرُج
"متى سيتقدم ويتزوجكِ هذا الاحَمق؟ أيظُن أن العِشق فقط سيكون كافيًا يجب عليهِ أن يكون عائِلة قَبل أن اموت!"
ضِكة تسَربت من ثَغر كريستال
"اسِفة لكِونهِ بطيئ الاستِيعاب هو لا يَتخذ قرارتُه بسُرعة"

اومأ الجَد ليَردف بنِفاذ صَبر

"أنهُ احَمق ليسَ بطيئ الاستيعاب يا بُنيتي"

...

"مَساء الخَير سيداتي وسادتي"
يَبتسم ذو البَشرة الحُنطية ويَحمل الكَمان وينظُر إلى كِريستال..
"هَذهِ المَعزوفة إلى فؤاد نابِضي كِريس"

نظَر الجُمهور إلى التي تَرتَدي فُستان قَد حاكهُ والدُها..بُني اللَون ذو خياطة مُركزة ونُقوش ناعِمة تُبزر الفُستان بشَكل راقِي..خُصلاتها السوداء ولديها ظَفائر صغير وزهُور صغيرة بيضاء لطيفة..إبتَسمت كِريستال
بِـ خجل أخذت تنظُر إلى كريستيان بُحب وهِيام..

أمَسك العَصا ليَعزف أجَمل الألحان لِمحبوبتهِ الفاتِنة..لينَطق ذو العينان الناعِسة

"أهَديتُ روحي لكِ أيتها البَهية المُشرقة فَكيدُكِ سَرق مُهجة كياني"
ذَهب لها مُتقدمًا نحوها مُمسكًا يدها بلُطف

"ايا سمائي الحُلوة أيا نَسمتي الفاتِنة!"

أحُمرت وجنتاها خجَلاً لينظُر في عيناها التَي جعَلت نَبضُه غَير مُتناسِق..أخَرج صندوقًا صغيرًا ليَفتحُه أمام الجميع وينطُق بِهيام لمَن أمامهُ..

"اتَقبلـ.."

لَم تَكتمِل فَرحت العازِف فَقد شعَر بدوار قد أجتاحهُ وحاول تجاهُله نظَرت كِريستال بِقلق ليسُقط مغَشيًا عَليهِ لتصُرخ كريستال هلعًا..مُناديةً والدموع تَملأ عيناها

..

يَتبع

عازِف الكمان||violinistTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang