البارت الثالث و العشرون

849 86 21
                                    

سبحان الله و الحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
23
بعد الرحيل
البارت الثالث و العشرون
اخر كلام مامة خليدة قالته لرشيد قبل ما تسيبه فى الاوضة لوحده و تخرج : خليدة ماتت و هى بتحبك يا رشيد ، و كانت ممنونة لك انك صنتها و صنت اسمها و كرامتها طول السنين دى ، و قالت لى اقول لك انها دعت لك كتير اوى ان ربنا يداوى قلبك باللى كنت دايما بتحلم بيه
بعد ما خرجت و سابته مسك الجواب فتحه و ابتدى يقراه و هو حاسس ان قلبه بيترعش جوه صدره ، و لقى مكتوب فيه
حبيبى رشيد .. اسمحلى اقولهالك لاول و اخر مرة ، و بقولهالك و قلبى بيدق من الرهبة و الخوف لانى بندهلك بيها لاول مرة ، و حاسة انى عاملة زى المراهقة اللى خايفة ابوها يكتشف انها بتحب
ايوة يا رشيد .. انت عارف انى بحبك و عمرى ما حبيت غيرك ، و فى قمة سعادتى انى هموت و انا زوجتك و اسمى مقرون باسمك ، و بدعى ربنا انه يجمعنى بيك فى الجنة .. لعلها تبقى عوض ليا عن الدنيا ، لكن اول مرة  اتجرأ و اندهلك بيها و انا عارفة ان عيوننا مش هتتلاقى بعد ماتقراها
و انت بتقرى جوابى ده .. هيكون القيد اللى مقيدك بيا خلاص انفك ، و بدعيلك انك تقدر تعوض و لو جزء من اللى فات ، زى ما بدعى انك تسامحنى انى كنت سبب فى حيرة قلبك و بعدك عن حبيبتك طول الفترة اللى فاتت
يمكن لما كنت بقرر انى اقفل على روحى و امنع ان اى حد يدخل عندى .. كان عشان ماكنتش عاوزاك انت بالذات تشوفنى و انا فى وجعى ، لانك كنت هتشوفنى من غير ما انا اقدر اشوفك ، عشان من كتر الوجع ما كنتش بقدر افتح عينى و لا اميز ملامح اللى قدامى ، حرمت نفسى من انى اشوفك فى ايامى الاخيرة ، عشان ماكنتش عاوزة اخر ذكرى ليا عندك و انا بشكلى ده ، رغم انى عارفة ان قلبك كان من نصيب غيرى ، لكن عمرى ما نسيت لما كنا صغيرين و كنت تقول لى .. عيونك صافية زى اللبن ، ماحبيتش تشوفنى بعد ما صفار المرض سكن فيهم ، يمكن صحيح ماسكنتش قلبك .. لكن كنت بلمح وجعك على وجعى يا ابن عمى و كل ماليا ، ماكنتش عاوزة ضعفى يسكن ذاكرتك .. عاوزاك تفتكر بس خليدة بنت عمك اللى كنتو بتلعبوا مع بعض و انتم صغيرين و كنت دايما تدافع عنها و تحميها من اى حد كان بيحاول يستقوى عليها .. يمكن امر فى ذكرياتك فى يوم من الايام 
و عاوزة ابشرك و اكون اول واحدة اقول لك مبروك  .. عمى وافق على جوازك من حبيبتك المصرية ، ايوة يارشيد زى ما بقول لك كده ، انا قعدت معاه النهاردة و اقنعته انه يسيبك تعوض و لو جزء من اللى فات ، و امنته انه ما يعملش حداد اكتر من تلت ايام و بعدها يسيبك تشوف حياتك زى ما انت عاوز و بالطريقة اللى تريحك و اللى تشوفها تناسبك
و اخيرا .. عاوزاك تسامحنى و تقبل اعتذارى انى ماقدرتش اكون لك بنت عم و اخت زى ما كنت عاوز ، زى ما بعتذر لنفسى انى ماقدرتش اكون لك الزوجة اللى كنت بتتمناها ، بس كمان هطلب منك طلب ، كل ماتفتكرنى او اجى على بالك .. ادعيلى
ادعى للبنت الصغيرة اللى كانت عيونها صافية زى اللبن .. و اللى كان اقصى طموحها ان اسمها يقترن باسمك و رغم كل الجروح الا انها حمدت ربنا انه حقق لها امنيتها دى.
                            خليدة
رشيد بعد ما قرى الجواب حس ان حزنه عليها زاد و اتفاجئ ان دموعه مغرقه وشه ، كان عارف انها بتحبه و كان متعاطف معاها عشان مرضها ، بس بعد كلامها اللى فى الجواب خلاه حس بالذنب من ناحيتها انه ماقدرش يبادلها و لو جزء بسيط ذمن مشاعرها دى ، و انه اتسبب لها فى حزن من نوع آخر
فضل على حاله ده لحد ما صلى الفجر ، و ماكانش قادر ينام و عمال يتقلب بارق 
شيراز فى الوقت ده زى ما تكون كانت حاسة بحزنه و وجعه فاتصلت بيه ، اول ما شاف اسمها على شاشة موبايله حس انه زى الغريق اللى ما صدق انه اتعلق بقشاية ، رد عليها بصوت غالبه الشجن و قال لها : شيراااااز .. جيتى فى وقتك
شيراز : عامل ايه
رشيد : تعباااااان ، و زعلاااان و موجووووووع ، موجوع اوى يا شيراز .. اوى
شيراز : ليه كل ده يا حبيبى
رشيد ابتسم بوجع على كلمة حبيبى اللى اول مرة يسمعها منها و اللى كان هيموت و يسمعها ، بس مش فى الظروف دى فقال لها : رغم انى كان نفسى ابقى شايف عينيكى و انتى بتقوليهالى لاول مرة ، و برغم رعشة قلبى لما سمعتها ، بس لسه موجووع
شيراز بقلق : طب قوللى مالك ، مش يمكن اقدر اخفف عنك الوجع ده و اشيله معاك
رشيد بتأثر لدرجة أن صوته اقترن برعشة اكنه بيعيط و هو بيتكلم : خليدة قبل ماتموت .. طلبت من والدى انه يوافق على جوازنا ، و وافق ، حتى و هى بتموت كانت بتفكر فيا و فى سعادتى ، سابتلى جواب تبشرنى بموافقة والدى و بتعتذر لى على الوقت اللى بعدنا عن بعض فيه بسببها
شيراز بتأثر : من وقت ماحكيت لى عنها .. حسيت هى اد ايه انسانة نبيلة
رشيد : كنت حزين على مرضها و بتمنى لها الراحة حتى لو بالموت ، بس مافكرتش لحظة انى هتوجع على موتها بالشكل ده ، حاسس ان حتة منى اندفنت معاها ، و حاسس بوجع انى ماقدرتش حتى انى اقوللها كلمة تريح قلبها حتى لو كانت بالكدب
شيراز حست بوجع على وجعه و غيرة من حزنه الشديد ده على خليدة ، و لقت نفسها بتسأله سؤال غبى .. مافكرتش لحظة واحدة قبل ما تسألهوله و لا عملت حساب رد فعله ، فقالت له : ياترى حزنك ده المفروض اننا نعتبره دليل على ان انت كمان كنت بتحبها و بتبادلها نفس المشاعر من غير ما تاخد بالك؟
رشيد اول ما سمع كلامها زى ما يكون حس بصدمة لدرجة انه قفل المكالمة مع شيراز من غير ما يحس و من غير مايرد عليها بولا كلمة
لكن فضل كلام شيراز يرن و يتردد فى ودنه بقوة بتكرار .. انت كمان كنت بتحبها و بتبادلها نفس المشاعر من غير ما تاخد بالك
رشيد قام من مكانه زى المغيب و اخد مفاتيحه و نزل ، ركب عربيته و مشى بيها من على غير هدى لحد ما لقى نفسه عند المقابر
بعد ما فضل واقف شوية ، كانت الشمس ابتدت تشرق و اشعتها تملا سما النهار ، نزل من العربية و اتقدم لحد ما وصل عند قبر خليدة
وقف قدام القبر .. قرالها الفاتحة ، و دعى لها كتير ، كل دعوة كانت تيجى على باله كان بيدعيهالها
لحد ما حس انه خلص كل الدعوات اللى يعرفها ، ففى الاخر فعد على الارض قدام المقبرة و قال : قريت جوابك ، و على اد ماحسيت فرحتك و انتى بتكتبيه ، على اد ماحسيت يوجعك ، من يوم ماعرفت بمرضك و انتى وجعك كان بيوجعنى ، بس موتك وجعنى اكتر ياخليدة ، من كام ساعة و انا بقرا جوابك كان نفسى ابص الاقيكى جنبى حتى لو برضة نايمة فى سريرك ، حتى لو فى اوضتك و قافلة عليكى و مانعة انى اشوفك ، بعد ما مشيتى بتمنى لو ترجعى ساعة واحدة بس .. اقدر اعوضك و لو بكلمة تطبطب على روحك ، طلبتى منى اسامحك ، و الحقيقة انا اللى طالب منك السماح ، رغم ان اوانه فات ، لكن انا مسامحك و بشهد ربى انك كنتى و نعم السند ليا طول السنين اللى فاتت .. ربنا يرحمك ويغفر لك و يلحقنى بيكى فى جناته
رشيد قرا الفاتحة من تانى ، و قام نفض هدومه و مشى
قعد قدام الدريكسيون على ما حس انه قدر يستعيد توازنه من تانى ، و رجع على البيت
و اول ما دخل .. لقى العيلة كلها متجمعة على الفطار ، و مامته اول ما شافته قامت بسرعة راحت ناحيته و هى بتقول بخضة : رشيد يا حبيبى .. انت كنت فين ، و مال هدومك متبهدلة كده ليه
رشيد باس راسها و قال لها : انا بخير يا ماما .. ماتقلقيش
مامته باصرار : طب ايه اللى بهدل هدومك بالشكل ده
رشيد : كنت عند خليدة
مامته ضمته و طبطبت على كتفه و قالت : ربنا يرحمها يا حبيبى ، فى الجنة ان شاء الله ، تعالى يا حبيبى كل لك لقمة معانا ، انت ما اكلتش من ساعة ماجيت من مصر
رشيد : اول ما اجوع هاكل يا ماما صدقينى ، هطلع بس اخد دش و اغير هدومى
شاكر قام من على الاكل و قال : تعالى معايا يا رشيد ، بدى اتكلم وياك كلمتين
رشيد راح ورا ابوه لحد ما دخلوا المكتب و ابوه قفل الباب وقعد و مدله ايده بشيك و قال له : خد ده
رشيد بص على اللى فى ايده لقاه شيك بمبلغ كبير جدا ، فقال : عشان ايه الفلوس دى
شاكر : المصنع اللى كنت ناوى تعمله هنا و تجيب صاحبك المصرى اللى مات عشان يديرهولك ، تقدر تعمله فى مصر
رشيد باستغراب : مش فاهم
شاكر : اسمع يا ابنى ، انا موافق على جوازك من المصرية اللى بتحبها ، و وقت ماتحب ، بس اكيد مش هنقدر نعلن الكلام ده دلوقتى عشان ذكرى خليدة
فانا عاوز دلوقتى يبقى فى ذريعة لوجودك فى مصر
و الذريعة دى هتبقى الشغل و المصنع اللى هنعمله هناك
رشيد بفضول : و بعدين
شاكر : و لا قبلين ، اتجوز و عيش حياتك ، و لما يبجى الاوان و تكون عدت فترة مناسبة على موت خليدة نبقى نعلن جوازك
رشيد مد ايده بالشيك من تانى لوالده و قال : بس الكلام ده ما يناسبنيش
شاكر : و ليه مايناسبكش
رشيد : لان اللى عاوز اتجوزها سبق و رفضتنى لما لقتنى هتجوزها بطولى من غيركم ، و مش شايف ان حصل اى تغيير يخليها تغير رايها
شاكر : ايوة بس حاليا مش هينفع ، مراة عمك و ولاد عمك لسه مجروحين عشان خليدة
رشيد : و انا
ساكر : انت ايه
رشيد : انا كمان لسه مجروح و موجوع ، اوعى تفكر انى مبسوط بموتها و اللا عادى بالنسبة لى ، بالعكس ، و ما اعتقدش ابدا ان انا كمان هفوق من اللى حصل بسرعة
شاكر : يعنى هتفضل هنا و اللا هترجع مصر
رشيد : هرجع مصر باذن الله ، لان امجد هناك محتاجنى و كمان فى اكتر من موضوع لسه متعلق هناك
شاكر : طب و فكرة المصنع اللى قلت لك عليها
رشيد : لو قدرت اقنع ارملة سالم الله يرحمه انها تدخلنى معاها شريك هكلمك تحوللى الفلوس اللى هحتاجها ، ما اقتنعتش .. يبقى سيب كل حاجة للظروف
شاكر : طب هتحجز انت الطيارة و اللا اخليهم يحجزولك
رشيد : لا متشغلش بالك ، انا هتصرف
لما رشيد قفل التليفون مع شيراز و هى بتكلمه و اخد مفاتيحه و نزل ، نسى ياخد معاه الموبايل بتاعه ، و اللى ابتدى يرن رنين متواصل من شيراز طبعا من غير اى رد
شيراز كانت حاسة انها هتتجنن ، و بقى سؤال واحد اللى عمال يلح عليها .. معقول بعد كل السنين دى و بعد كل اللى حصل ، و بعد ما رجعت من تانى سلمت قلبها و عقلها و رمت كل الظروف ورا صهرها ، يطلع رشيد بيحب خليدة ، فصلت تحاول تكلم رشيد من تانى لكن كل مرة التليفون كان بيفضل يرن لحد ما بيفصل و مافيش رد و بقى كل تفكيرها منصب انه فعلا اكتشف حبه لخليدة و مش قادر يواجهها و عشان كده ما بيردش
و لما لقت اعصابها اتشدت للدرجة دى ، قررت تنزل تعمل قهوة و تشربها يمكن الصداع اللى اكتسح راسها ده يخف شوية ، فعملت القهوة بنفسها لان الوقت كان لسه بدرى اوى و الشغالات لسه ماوصلوش ، و اخدت قهوتها و خرجت وقعدت تشربها فى الجنينة
شمس كانت صحيت و راحت ناحية شباكها تفتح الستارة ، فلمحت شيراز قاعدة فى الجنينة و هى عمالة تهز رجلها بعصبية ، ففهمت ان فى حاجة حصلت ، فغيرت هدومها و نزلت لها بسرعة ، و خرجت قعدت جنبها و قالت بترقب : صباح الخير .. مالك
شيراز : صباح الخير يا حبيبتى ، مافيش حاجة .. ماتشغليش بالك
شمس باصرار : مالك يا شيراز .. ايه اللى حصل اتكلمى على طول
شيراز حكت لها على اللى حصل بقلة حيلة ، فشمس قالت لها باستغراب : ليه يا شيراز
شيراز : هو ايه اللى ليه
شمس : ليه تسالى سؤال زى كده .. هتستفيدى ايه مهما كانت اجابته
شيراز بدموع و حيرة : كان بيحبها يا شمس .. كان بيحبها مش كده
شمس : و افرضى .. خليدة خلاص ماتت ، مابقيتش موجودة ، ليه توجعى روحك و توجعيه بسبب حاجة لا هتقدم و لا هتأخر 
شيراز : كان لازم اعرف
شمس: ربنا سبحانه وتعالى قال فى كتابه الكريم  ..
(يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) صدق الله العظيم
لو انتى عرفتى دلوقتى ان اجابة سؤالك ده انه فعلا حبها .. تبقى استفدتى ايه غير وجع قلبك و مرارة ايامك ، و لو اجابة سؤالك ده انه لا ماحسش بيها و لا حبها .. هتستفيدى ايه برضة .. ولا حاجة
الحقيقة الاكيدة اللى كلنا عارفينها من زمان ان رشيد بيحبك
شيراز و دموعها مالية عيونها : و لو طلع انه كان بيحبها يبقى مابيحبنيش يا شمس ، هيبقى حبه ليا اللى بيحكى عنه طول السنين دى مش اكتر من وهم
شمس : خلينا نفترض ان رشيد فعلا حب خليدة ، طب ماهو ممكن يكون بيحبكم انتم الاتنين
لسه شيراز هتعارضها ، لقتها كملت كلامها و قالت لها : طالما صدقنا ان سالم حبنى و حب نهى ، يبقى اكيد ماكانش و لا هيكون الحالة الوحيدة اللى موجودة ، بس سالم فهم من الاول و اتصرف على الاساس ده ، لكن حب رشيد ليكى كان عاميه عن حبه لخليدة ، يعنى حبك فى قلبه كان اقوى لدرجة انه ما انتبهش من حبه التانى .. ده لو افترضنا انه فعلا كان بيحبها
شيراز: طب ليه قفل المكالمة و مش راضى يرد عليا من ساعتها
شمس : الله اعلم ، سيبيه شوية و حاولى تكلميه تانى
و فضلت شيراز تحاول تكلمه و برضة ما فيش فايدة لدرجة انها مبقتش عارفة هى كلمته كام مرة
رشيد ساب شاكر و طلع اوضته ، و يادوب بيقفل الباب سمع جرس تليفونه و اللى اكتشف انه سابه على السرير و ما كانش واخده معاه ، قرب من التليفون و بص عليه لقى امجد اللى بيكلمه ، فرد و قال : ايوة يا امجد
امجد : ازيك يا رشيد .. عامل ايه دلوقتى
رشيد بتنهيدة : الحمدلله .. ايه اللى فى ايدى اعمله
امجد : ادعيلها يارشيد ، و ما تنساش انها ارتاحت
رشيد بأسى : هو ده عزائى الوحيد
امجد : مطول عندك و اللا ايه النظام
رشيد : لا ان شاء الله هبقى عندكم على بعد بكرة بالكتير ، طمننى انتو ايه الاخبار عندكم
امجد بامتعاض : زيدان خطف نورا
رشيد بخضة : ايه .. ازاى الكلام ده
امجد حكى له على كل اللى حصل ، فرشيد قال : معنى كده ان الكلام ده حصل و انا لسه عندكم
امجد : ايوة
رشيد بعتاب : و ليه ماقلتليش
امجد : كنت هتعمل ايه يعنى ، ماكنتش هتسافر مثلا
رشيد سكت شوية و بعدين قال : طب ماقدرتوش توصلوا لمكانها او تعرفوا اى حاجة
امجد : لسه للاسف ، بس وجيه مش ساكت
رشيد : و عنايات هانم و نهى عاملين ايه
امجد : هيعملوا ايه .. الله يكون فى عونهم
رشيد بانتباه : انا كنت طلبت من وجيه يحط حراسة على الفيلا عند شيراز ، ماتعرفش عمل ايه
امجد : ماتقلقش .. البوليس اصلا من امبارح عامل حراسة علينا كلنا
رشيد : ربنا يستر و انا لولا الظروف كنت جيتلكم حالا
امجد : انا عارف ، بس ان شاء الله كله يبقى تمام
رشيد قفل مع امجد و بيبص على التليفون لقى ٥٦ ميسد كول ، و لما فتحهم لقاهم كلهم من شيراز ، و افتكر ان المكالمة لما قطعت ماكلمهاش تانى ، فقرر انه يكلمها
كانت شيراز بتحاول تشغل تفكيرها باى حاجة بعيد عن رشيد ، فقررت تروح تشوف الشغل ماشى ازاى فى واحد من الاوتيلات بتوعها ، و اثناء ما كانت فى الطريق سمعت تليفونها و عرفت انه رشيد فردت بلهفة و قالت : رشيد .. انت فين ، و مابتردش على تليفونك ليه
رشيد باعتذار : انا اسف ، بس نزلت و ما اخدتش بالى ان التليفون مش معايا
شيراز بفضول : نزلت امتى .. لما كنا بنتكلم
رشيد : ايوة
شيراز : روحت فين ، ده الوقت عندكم كان لسه بدرى اوى
رشيد : روحت لخليدة
شيراز فرملت العربية بسرعة لدرجة ان فى عربية كانت هتخبطها من ورا بس اللى سايقها لحق نفسه بسرعة ، و عدى من جنبها و هو بيلعنها و بيلعن سواقة الستات عموما 🤣
رشيد : ايه صوت الدوشة و الفرامل دى ، انتى فين
شيراز اتجاهلت سؤاله و دورت العربية من تانى و حاولت تسيطر على اعصابها و قالت له و الغيرة بتاكل فيها : طب يا رشيد ، انا بس كنت حابة اتطمن عليك ، و هقفل معاك عشان سايقة
رشيد بحدة : سايقة و رايحة فين ، هو انا مش منبه عليكى انكم تاخدوا بالكم من نفسكم ، و كمان كلمتينى و ماقلتيليش على موضوع نورا ، و بعد ده كله  كمان خارجة رايحة فين و لوحدك
شيراز و لا كان فى دماغها اى حاجة من كل ده غير انها حست بغيرة تانى من خليدة فقالت له بعند : نبقى نتكلم بعدين يا رشيد ، و راحت قافلة الخط ، و فورا عملت تليفونها وضع الطيران  و كملت طريقها على الاوتيل و هى مقررة انها تشغل وقتها باى طريقة
عند هيا .. كانت صحيت من النوم ، و نورا كمان كانت ابتدت تتقلب فى السرير بارق لانها ماعرفتش تنام اصلا كويس ، فبقت نعسانة لكن برضة مش قادرة تنام ، و لما لقت هيا قامت من السرير و راحت الحمام ، اتعدلت هى كمان و لمحت سلمى نايمة على الكنبة و رايحة فى النوم
قامت من السرير و راحت ناحية البلكونة ، فتحت الستارة بالراحة و دخلت البلكونة و شافت المنظر من فوق ، و لقت ان الشجر اللى جوة القصر ضخم جدا لدرجة انه حاجب تماما اى حاجة ممكن تشوفها برة
و لما بصت على الجنينة من تحت ، لمحت كذا واحد رايحين و جايين على البوابة ، و شوية و لمحت باب صغير فى قلب البوابة بيتفتح و بتدخل منه واحدة اول ما عدت من البوابة بصت على طول على البلكونة اللى نورا واقفة فيها ، و اول ما شافت نورا وقفت مرة واحدة باستغراب ، لحد ما سمعت حد من بتوع البوابة بيقول لها ماتقفش كده ، فكملت طريقها على جوة
نورا فضلت تتفرج شوية لحد ماسمعت صوت هيا و هى بتقول لها : صباح الخير .. ماعرفتيش تنامى كويس .. مش كده
نورا التفتت لها و قالت : صباح الخير ، فعلا
هيا : اكيد من تغيير المكان ، بس ماتقلقيش بكرة تتعودى
نورا بخضة : اتعود ده ايه ، لا هو انا هفضل هنا على طول و اللا ايه
هيا : الله اعلم هو ناويلك على ايه ، ربنا يستر
نورا بزعل : يارب
هيا بشرود : ربنا معانا ان شاء الله.. ماتقلقيش
و فجأة سمعوا صوت سلمى اللى كانت بتقول و هى بتتاوب : قالوا لى ان زينب وصلت ، اخليها تجيب الفطار معاها
هيا بفرحة حاولت تخبيها : ااه يا سلمى ، و عرفيها ان عندنا ضيفة عشان تعمل حسابها

سلمى سابتهم و رجعت على الاوضة عشان تبلغ زينب باللى هيا قالته ، وبعد حوالى نص ساعة باب الاوضة خبط و دخلت زينب و معاها بنت تانية كانت شايلة معاها الفطار ، و بعد ما حطوه على ترابيزة البلكونة ، خرجت  البنت اللى كانت مع زينب و سلمى حصلتها بعد ما بلغت زينب بكل تعليمات زيدان
و اول ما سلمى خرجت و قفلت الباب وراها ، زينب بصت لهيا بحيرة و بعدين قالت لها و هى بتبص بجنب عينها على نورا بتوجس : مش هتعرفينى على ضيفتك يا ست هيا
هيا : ماتقلقيش يا زينب ، نورا مش اكتر من رهينة جديدة عند زيدان
زينب : مش فاهمة
هيا و هى بتبص لنورا بتعاطف : زيدان خط/ف نورا امبارح ، و بدعى ربنا انه يخيب ظنى
نورا بقلق : و ايه بقى ظنك ده
هيا : اعتقد ان زيدان ناوى يحتفظ بيكى و مش هيرجعك لاهلك تانى حتى لو نفذوا له كل طلباته
نورا بهلع : يعنى ايه الكلام ده ، هفضل طول عمرى محبوسة معاكى هنا فى الاوضة دى
هيا : لا .. هو ممكن ينقلك اوضة تانية بصفة تانية
نورا : مش فاهمة
هيا : اعتقد ان زيدان ناوى يتجوزك 🙄
…………….
ونتقابل بكرة ان شاء الله ، و يا ريت ماتنسوش اللايك
بحبكم فى الله

بعد الرحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن