البارت الثامن

1.1K 105 34
                                    

سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
8
بعد الرحيل
البارت التامن
شيراز بتفكير و تردد : طب ماتطلبى من سالم انه يروح و ……
شمس بحدة : انتى اتجننتى .. ازاى يعنى اطلب منه حاجة زى دى ، و بعدين مش يمكن يشمت فيا انى بستجير بيه من قبل ما يعدى حتى اسبوع واحد على اللى حصل
شيراز : يبقى انتى تنزلى القاهرة وتشوفى بنفسك ، ماهو مافيش حل تانى
شمس وقفت مرة واحدة و عينيها بتلمع بحماس و قالت : مين قال ان مافيش حل تانى 🤫
شيراز بفضول : تقصدى ايه
شمس بحماس : فاكرة محيى
شيراز : تقصدى المقدم محيى بتاع النادى
شمس بتأكيد : ااه هو
شيراز باستغراب : و ده دخله ايه بالموضوع
شمس : اكلمه و اطلب منه انه ….
شيراز باعتراض : انتى اتجننتى يا شمس
شمس : اللا .. ليه بقى
شيراز : احنا اولا مش عاوزين ندخل حد غريب ، ثانيا بقى انتى عارفة كويس اوى و متأكدة كمان ان سالم مابيحبوش
شمس اديتها ضهرها و قالت : و سالم دخله ايه دلوقتى
شيراز راحت وقفت قدامها و قالت بامتعاض : انتى عارفة كويس اوى سالم دخله ايه يا شمس فبلاش شغل هبل ، انتى طول عمرك عاقلة
شمس باعتراض : انا مش فاهمة انتى معترضة على ايه ، انا عاوزة شوقى يفهم انى مش لوحدى و انى …
شيراز بسخرية : و انك بتحاولى تخلى سالم يتجنن بزيادة عشان عارفة انه بيغير عليكى بجنون من اللى اسمه محيى ده بالذات
شمس بمكابرة : سالم كلها شهر و اللا اتنين و مش هيبقى له اى علاقة بيا من الاساس
شيراز : بس هيفضل ابن خالتك و ابو ولادك يا شمس ، استهدى بالله كده و مش عاوزين نعقدها بزيادة
شمس قعدت بضيق و قالت : مانا مش هينفع ارجع القاهرة و اسيبكم هنا
شيراز : رغم ان الوقت اتأخر و مايصحش ، بس سيبينى اعمل كام تليفون يمكن يحلولنا كل الكلام ده
تانى يوم الصبح يوسف كان خارج من اوضته بعد ما لبس لبس المدرسة بتاعه ، بس لاحظ ان الدنيا هادية بزيادة و لولى مالهاش حس ، فخبط على اوضتها و لما ماسمعش رد فتح الباب بالراحة لقاها فى سابع نومة  فراح على اوضة مامته خبط على الباب و نده عليها من برة لان طبعا شيراز كمان معاها فماينفعش يفتح عليهم ، فلقى شمس فتحت له الباب بعد شوية و اثار النوم على عينيها و بتقول : صباح الخير يا يوسف
يوسف : صباح الخير .. هو راحت عليكم كلكم نومة و اللا ايه ، فاضل ربع ساعة بس على معاد الباص ، و لولى كمان لسه نايمة
شمس : لا ماتقلقش ، مافيش باص و لا مدرسة ، احنا راجعين القاهرة النهاردة
يوسف بصلها بفضول و قال : هو حصل حاجة
شمس : انت واختك عايزين ترجعوا .. فهنرجع
يوسف : طب و المدرسة و ورقنا
شمس : طنط شيراز عملت اتصالاتها و حلت لنا كل حاجة ، انا بس شوية كدة هروح المدرسة هنا اخلص كل حاجة
يوسف : طب و لولى عرفت
شمس : لسه .. روح صحيها بالراحة و ياريت كل واحد يحضر حاجته ، مش عاوزين نتحرك من هنا متأخر
عند سالم .. صحى بدرى و حضر فطار ليه و لنهى ، و راح صحاها عشان يفطروا سوا
فطروا و نهى طلبت تروح عند مامتها تجيب باقى حاجتها ، و اثناء ماهم بيتكلموا تليفون سالم رن برقم دولى ، و من الرقم سالم عرف انه رشيد ، فرد و قال : السلام عليكم
رشيد بترحاب : و عليكم السلام .. سالم باشا
سالم بترحاب مماثل : رشيد باشا منور الدنيا كلها
رشيد : و الله انت اللى هتنور الكويت و اهلها ، امجد قاللى انه كلمك و عرفك الحكاية باللى فيها ، بس يا ترى امجد قدر يفهمك الوصع بالظبط
سالم : الحقيقة هو كلمنى و شرحلى كتير بس اكيد حابب اسمع منك
رشيد : تمام .. اسمع يا سيدى
رشيد و سالم فضلوا يتكلموا اكتر من ساعة لحد ما اتفقوا على كل حاجة حتى الماديات
و رشيد فهمه انه هيبقى ليه سكن يليق بيه و مفروش بالكامل
لكن كمان اقترح عليه أنه يسافر هو لوحده فى الاول ، لان اول شهرين بعد كتابة العقد .. تقريبا هيبقوا معظم الوقت خارج الكويت عشان هيسافروا يتعاقدوا على شرا و تركيب الماكينات اللى هيحتاجوها و كمان هيتعاقدوا على المواد الخام
فقال له ان اكيد زوجته هتحس بالوحدة ، و سالم ايد الرأى ده كمان لانه خاف لا نهى تولد و هو مسافر و سايبها لوحدها و كمان فى بلد غريبة
و اتفق معاه انه هيبقى فى الكويت فى خلال ايااام
سالم على اد فرحته باللى حصل على اد زعله انه هيبقى لوحده و بعيد عنهم كلهم
فنهى قالت له بتشجيع : اعتبر انك مسافر تعمل الكلام ده لمصنعك هنا ، انت برضة سافرت لوحدك قبل عملية التوسيع بتاعة المصنع
سالم باستياء : ايوة.. بس ماغيبتش كل ده ، و كنت كل شوية بكلمكم كلكم ، لكن دلوقتى
نهى : مانت هتحاول برضة تتكلم معاهم قبل ما تسافر ، و يمكن ربنا يهدى النفوس
سالم بتنهيدة : يارب ، انا هقوم انزل البنك اعمل التحويل لشمس و هعمل كام مشوار كده و يمكن اتأخر ، تعالى اوصلك عند مامتك و هبقى اعدى عليكى بعد ما اخلص
عند شمس كانت رجعت من المدرسة بتاعة الولاد بعد ما خلصت كل حاجة ، و اثناء ما هى بتوضب شنطتها جالها صوت اشعارات على الرسايل و بعدين اشعارات على الواتساب ، مسكت تليفونها لقت اشعار من البنك ان تم اضافة تمانية مليون جنية على حسابها ، و بقت مستغربة المبلغ ، بس لما فتحت الواتساب و شافت رسالة سالم فهمت كل حاجة
سالم كان كاتبلها
انا حولت لك كل مليم كان فى حسابنا المسترك لحسابك الشخصى ، رغم  انى كنت محول الحساب ده من كذا سنة من عمر لولى  .. لحساب مشترك ما بيننا ، و اكيد انتى عارفة انى من وقتها و انا ماعنديش اصلا اى حسابات شخصية تانية ، يعنى كان ليكى حق السحب من الحساب ده حتى من غير التوكيل اللى عملتهولك و اللى بالمناسبة لسه سارى مالغيتهوش ، يعنى اصلا طول الوقت ده و الفلوس كانت تعتبر معاكى و ملكك يا شمس
الفلوس دى منها تمن الشقة اللى اخدتها لنهى وقت ما اتجوزنا و اللى كان تمنها وقتها كان نص مليون جنية ، اما باقى الفلوس فدى اعتبريها جزء من المصاريف اللى المفروض كنت اصرفها على البيت من جيبى برضة مش من ايراد المصنع و الشركة 
متأخرة سامحينى ، بس تقدرى تقولى انى كنت حاسبها غلط او يمكن ماكنتش حاسبها من اساسه
ارجعى بيتك يا شمس .. بلاش الولاد يدفعوا تمن اللى حصل ، و ان كان عليا … اوعدك انى مش هحاول افرض روحى عليكى من غير مانتى اللى تسمحيلى بده
و حافظى على مصنعك و شركتك ، المال السايب بيعلم السرقة ، و لو هتقبلى بنصيحتى ، حاولى تتعلمى و تفهمى كل حاجة ، ماتحطيش رقبتك تحت رحمة حد ، ده مالك و مال ولادك
و رغم انى عارف ان عمرك ماهتعملى ده ، بس لو احتاجتي مشورتى فى اى وقت انا تحت امرك
ارجعى و رجعى الولاد لبيتهم يا شمس ،  انا خلاص مسافر برة مصر ، و ياعالم الزمن مخبيلنا ايه تانى ، بلاش نتغرب كلنا .. كفاية انا ، بس بترجاكى تسمحيلى اشوفك قبل ما اسافر و اتكلم معاكى مرة واحدة بس ، مش هقول لك عشان خاطرى اللى خلاص فهمت انه مابقالوش عندك قيمة ، لكن هقول لك عشان خاطر كل يوم و ليلة حلوين قضيناهم من عمرنا مع بعض و عشان خاطر ولادنا يشوفونا مع بعض تانى و اللى يمكن لاخر مرة قبل ما اسافر
انا كلها ايام و هسافر .. ارجوكى يا شمس .. ارجوكى
شمس كانت سابت كل حاجة فى ايدها و قعدت تقرا الرسالة ، و كل ماتخلصها تقراها من تانى و دموعها مغرقة وشها
شيراز دخلت عليها اتخضت من شكلها فقالت لها بقلق : حصل ايه تانى .. فى ايه
سمس : هيسافر برة مصر
شيراز بتخمين : تقصدى سالم
شمس هزت راسها بالموافقة فشيراز قالت لها : عرفتى منين ، فشمس ناولتها الموبايل عشان تقرا الرسالة
شيراز اتنهدت و قالت : طب بتعيطى ليه دلوقتى
شمس عياطها زاد و ما رديتش ، فشيراز اخدتها فى حضنها و قالت لها : البعد من الاساس كان قرارك انتى مش قراره يا شمس ، و دعوة الخلع اللى انتى رفعتيها دى مش مجرد فراق عادى ، ده فراق قهرى و ابدى كمان
يبقى ايه اللى جد عشان تعملى فى نفسك كده
شمس من بين عياطها : مش هتفهمينى يا شيراز .. مش هتفهمينى
شيراز : لأ هفهم ، مش معنى ان معظم الناس بتقول عليا معقدة انى مش هفهم الحب اللى بينك انتى و سالم
شمس بسخرية : انهى حب ده بقى .. ما خلاص
شيراز : طب برغم انى معقدة زى ما بيقولوا .. بس سالم لسه بيحبك زى مابتحبيه
شمس : انتى اللى بتقولى كده
شيراز : سالم غلط فى حقك لما اتجوز عليكى و غلط تانى فى حقك برضة لما خبى جوازه ده ، بس مش معنى كده ابدا اننا نغمض عنينا و ننكر حبه ليكى اللى واضح وضوح الشمس
شمس بحدة : فانا بقى المفروض انى اسامحه على اللى عمله و اكتفى بحبه ده مش كده
شيراز : انا ماقلتش كده
شمس : اومال ايه معنى كلامك ده كل شوية
شيراز : معنى كلامى انك محتاجة تقعدى و تتكلمى مع سالم و لو حتى مرة واحدة قبل ما تعملى اى حاجة ممكن تندمى عليها بعد كده
شمس : و هو انا ايه اللى يخلينى اندم لما ارجع كرامتى اللى داس عليها بخيانته ليا
شيراز بتنهيدة : اسمعى يا شمس .. انتى الوحيدة من صحابنا كلهم اللى عارفة حكايتى ، و اعتقد ان كان عندى الشجاعة انى اعترف بينى و بين نفسى على الاقل قبل ما اعترف قدامك انى يمكن اكون غلطت
غلطت غلطة كبيرة يوم مافرطت فى الانسان الوحيد اللى حسيت بحبه و احتوائه عشان مظاهر فاضية ، و ماتنكريش انك وقتها كنتى بتشجعينى على جوازى منه رغم انك كنتى عارفة انى هبقى زوجة تانية و اللا نسيتى
شمس : لا مانسيتش ، بس كمان رشيد ظروفه ماكانتش زى ظروف سالم 
شيراز : رشيد كانت ظروفه اسوأ من ظروف سالم ، رشيد لو كنت وافقت على جوازنا وقتها كان ابوه هيحرمه من كل حاجة و هيغضب عليه و يطرده من بينهم ، و عشان كده انا رفضت خوف عليه و خوف من انه يحن لاهله بعد كده و يكرهنى بسببهم
شمس بتعب : انا مابقيتش فاهمة انتى عاوزة تقولى ايه
شيراز : عاوزة اقول لك انى بعدت رشيد عن حياتى من غير حتى ما اديله فرصة انه يتكلم معايا و لا يفهمنى البدايل اللى عنده ، و وقتها كنت شايفة ان ده الصح ، بس بعد ما فعلا بعد و اختفى .. حسيت انى غبية لانى ماديتلوش فرصة يهرب بحبنا من الدنيا و اللى فيها
و عشان كده بقوللك فكرى كويس و ادى فرصة لجوزك و لنفسك انكم تتكلموا سوا عشان ماترجعيش تندمى
شمس باستسلام : ماشى يا شيراز ، اما نرجع القاهرة ربنا يحلها
طول طريق الرجوع للقاهرة كانت شمس بتفكر فى كلام شيراز ، و لو فعلا قابلت سالم و قعدت معاه هتقول له ايه ، و ازاى هتتحمل تسمعه من تانى و هو قدامها بيعترف بحبه لمراته التانية
اول ما وصلوا و مطاوع دخل لهم الشنط شافت الفرحة و الراحة فى عيون ولادها و لقت نفسها بتقول لشيراز : كنت هظلمهم اوى لو ماكنتش رجعت بيهم من تانى
شيراز باقرار : حقيقى .. انا هسيبكم بقى تستريحوا و همشى انا
شمس بتمسك : انتى هتفضلى معايا .. عاوزة تمشى ليه
شيراز باستغراب : هرجع بيتى و ده الطبيعى
شمس برجاء : عشان خاطرى خليكى معايا و لو حتى يومين بس ، بلاش تسيبينى دلوقتى
شيراز : حبيبتى انا مش هسيبك و انتى عارفة ده ، بس سيبينى النهاردة ارجع البيت و بالمرة اعمل كام مكالمة براحتى
شمس : طب هسيبك تمشى بس بكرة .. بلاش النهاردة ، على الاقل تتكلمى معايا و نتفق على اللى هعمله بكرة
شيراز باستسلام : حاضر يا شمس ، بس النهاردة بس
و فعلا فضلت معاها و فضلوا باقى اليوم يرتبوا مع بعض هيعملوا ايه تانى يوم
اما شيراز .. فباتصالاتها ظبطت رجوع الولاد لمدرستهم من تانى و اتفقت مع ادارة المدرسة ان الولاد هيبتدوا ينتظموا فى الدراسة من تانى على اول الاسبوع الجديد
عند سالم .. خلص مشاويره كلها و رجع عند مامة نهى اتغدى معاهم ، و بعدين اخد نهى  و مشى بعد ما سلم على عنايات و نورا و وصاهم على نهى الفترة اللى هيغيبها على مايبعتلها تروح له او ينزل بنفسه يأخذها ، و اتفقوا ان نهى هترجع من تانى تقعد مع مامتها على ما يعرفوا هيعملوا ايه بعد كده
و رجعوا على بيتهم .. و اول ما دخلوا سالم سمع صوت اشعار على موبايله و لما شافه لقاه من شمس اللى بتحدد له معاد بعد يومين يتكلموا فيه مع بعض ، و فرح لما لقاها بتقول ان المعاد ده فى بيتهم و حس ان ممكن يبقى فى امل انهم يتصافوا و  يرجعوا لبعض من تانى
نهى لما لقته مركز اوى مع شاشة تليفونه قالت له بفضول : مين باعتلك
سالم و الفرحة باينة على صوته : دى شمس
نهى قربت منه بتوجس و قالت له : خير
سالم : اصلى كنت بعتتلها بلغتها انى حولت لها الفلوس ، و طلبت منها ترجع البيت هى و الولاد ، و عرفتها انى مسافر و طلبت منها انى اشوفها و اتكلم معاها قبل السفر ، و اهو الحمدلله ، شكلها كده ربنا هداها و يمكن قلبها يحن عليا و نتصالح
نهى و برغم القبضة اللى مسكت قلبها و خوفها من المقابلة دى و نتيجتها ، الا انها قربت من سالم حضنته و قالت : ان شاء الله ربنا يكتبلنا الخير
سالم باس راسها و قال : يارب يا حبيبتى .. يارب
ان شاء الله بكرة احاول اخلص أكبر قدر من الإجراءات بتاعة السفر ، عشان ابقى فاضى للقاعدة دى
تانى يوم فى المصنع .. كانت ليلى فى مكتب السكرتارية واقفة بلخبطة قدام شوقى اللى كان بيزعق لها و بيقول : انا عاوز اعرف مين اللى ادى امر التشغيل ده للورش تحت
ليلى بلجلجة : انا يا استاذ شوقى اللى اديتهولهم ، ايه المشكلة بس .. حضرتك بتزعق ليه
شوقى بغضب : بزعق لانى لسه قايل لك اول امبارح ان مافيش اى امر تشغيل يتنفذ دلوقتى .. حصل و اللا ماحصلش
ليلى : حصل .. بس حضرتك امر التشغيل ده بالذات لو ما اتنفذش هتيجى غرامة كبيرة اوى على المصنع و العقد اللى بيننا و بين العميل هيتفسخ و هنخسر كتير
شوقى بحدة : و انتى مالك نكسب و اللا نخسر .. ده شئ مايخصكيش
لكن يخصنى انا يا استاذ شوقى
شوقى التفت بخضة لقى قدامه شمس و وراها شيراز فقال بلخبطة : ايه المفاجأة الحلوة دى .. حمدالله على السلامة ، طب ماقلتيش ليه انك جاية كنت جيتلك بنفسى و وفرت عليكى المشوار
شمس راحت قعدت على الكرسى اللى قدام مكتب ليلى و قالت : لا ما انا ماحبيتش اتعب حضرتك
شوقى : تعب ايه بس ، انتى عارفة معزتك عندى اد ايه
شمس : ااه طبعا .. عارفة
و بعدين التفتت لليلى و قالت لها : كان صوتكم عالى ليه بقى ، و امر تشغيل ايه ده اللى بتتخانقوا عليه
ليلى لسه هترد فشوقى قال بحزم : خلاص يا ليلى ، انا هاخد مدام شمس فى المكتب و افهمها كل حاجة
و التفت لشمس قال لها : اتفضلى نقعد فى المكتب احسن من هنا
شمس وقفت وراحت معاه هى و شيراز اللى كانت ساكتة تماما و سايبة شمس تتعامل
بعد ما دخلوا المكتب ، شوقى شاور لشمس انها تدخل ، فشمس دخلت ناحية المكتب على طول وقعدت وراه و هى بتبص لشوقى و عاوزة تشوف رد فعله ، فحست من ريأكشنات وشه انه اتضايق انها قعدت ورا المكتب بس كان بيحاول انه مايبينش ده
شيراز قعدت قدام المكتب من الناحية التانية فشوقى راح قعد قصادها و هو بيقول : انما ماقلتيليش انك جاية ، و امتى و ليه خدتى قرارك ده كده مرة واحدة من غير حتى ماتبلغينى
شمس ببساطة : ابدا .. الولاد مانبسطوش هناك و طلبوا يرجعوا .. فرجعنا
شوقى بسخرية : ايه البساطة دى .. طب و مدرستهم و دراستهم هتعملى فيهم ايه
شمس بنظرة امتنان لشيراز : ما الحقيقة شيراز هانم عملت خلاص .. مش لسه هنعمل ، و الولاد هيبتدوا ينتظموا من تانى بعد كام يوم
شوقى بضيق : طب ليه مابلغتينيش و انا كنت ظبطتلك كل حاجة
شمس : مانا مارضيتش اتعبك و قلت كفاية عليك الحاجات التانية ، بس برضة ماقلتليش كنت بتزعق ليه مع ليلى
شوقى : ماتشغليش بالك ، انا لازم من وقت للتانى اشد عليهم عشان ما يفكروش ان الدنيا سايبة
شمس : عند حضرتك حق ، و الحقيقة انا جيت النهاردة عشان كده
شوقى : وضحيلى اكتر تقصدى ايه
شمس : اقصد انى جاية اشوف مالى ، و اتابع الشغل بنفسى
شوقى بحدة خفيفة : و انتى تفهمى ايه اصلا فى الشغل عشان تعملى كده
شمس عملت انها ما اخدتش بالها من اسلوبه و قالت : اللى مايفهمش النهاردة .. مسيره بكرة يفهم و يتعلم ، و ماتقلقش .. انا بتعلم بسرعة
شوقى : بس مش ده كلامك قبل ماتسافرى ، انتى قلتيلى انك هتبيعى المصنع و الشركة
شمس : قلت انى هفكر فى كلامك ، لكن لما فكرت .. لقيت انى كده بضيع الاسم اللى بابا و من بعده سالم فضلوا يبنوا فيه و يعملوه و يكبروه سنين و سنين
شوقى وقف مرة واحدة و قال : يعنى ايه الكلام ده ، يعنى رجعتى فى كلامك
شمس : رغم انى ماكنتش واخدة قرار اصلا بالكلام ده ، و كان مجرد تفكير ، بس ايوة ، انا قررت انى مش هبيع ابدا ، و لا المصنع و لا الشركة
شوقي بضيق : بس انتى كده بتحرجينى
شمس : بحرجك ليه
شوقى : لانى بحثت و دورت على ما لقيتلك مشترى كويس و اتفقت معاه كمان على سعر مناسب
سمس : و ازاى حضرتك تعمل كل ده من غير ما ترجعلى او على الاقل اديلك راى نهائى فى الموضوع
شوقى : لانى شايف ان ده احسنلك ، انتى مش هتقدرى تديرى و لا المصنع و لا الشركة ، مابالك بقى بالاتنين مع بعض ، و هتوقعيهم اكتر و ساعتها لما تحبى تبيعيهم مش هيجيبولك حتى ربع السعر اللى جايبهولك دلوقتى
شمس عملت انها بتفكر و قالت له : هما جايبين كام
شوقى بلهفة و تفخيم : ستة مليون
شمس بصت لشيراز بمغزى فشيراز قالت : ايوة يا استاذ سوقى .. بس انا اعرف ان المصنع لوحده سعره اعلى من كده بكتير ، و خصوصا بعد التوسعات الاخيرة اللى عملها سالم
شوقى : لااااا خالص ، و كمان بعد الطلبيات اللى ما اتنفذتش فى معادها هيبقى فى مشاكل قانونية و غرامات ، لكن انا ممكن اتدخل و احل كل الكلام ده لو قدرنا فعلا نتمم البيع
شيراز : خلاص يا شمس ، انا ممكن ادفعلك تمانية مليون و اخودهم انا
شوقى بحدة : هو اى حد يقول اشترى نبيعله .. لا طبعا
شمس باستغراب : و لا ليه يا استاذ شوقى ، دى هتدفعلى اتنين مليون بحالهم زيادة
شوقى بعند : ماينفعش .. انا خلاص اتفقت مع الناس اللى هتشترى ، ماينفعش نرجع فى كلامنا و الا ممكن ننضر
شمس : و هننضر فى ايه بقى ، احنا لا كتبنا عقود و لا مضينا
شوقى بمكر : الناس اللى هتشترى ممكن يطلعوا سمعة وحشة على المصنع و يوقفوا حاله سواء فضل معاكى او راح لحد تانى ، و دى فى حد ذاتها خسارة كبيرة ماتتقدرش ابدا باى فلوس
شمس : هو مين اللى هيشترى
شوقى : زيدان العرابى
شمس بصدمة : مش ده اصلا عنده مصنع زى بتاعنا
شوقى بعدم اهتمام : ايوة ، و هيضم ده لسلسلة المصانع بتاعته
شيراز : انتى تعرفيه يا شمس
شمس : ايوة ، عرض على سالم اكتر من مرة انه يدخل شريك معاه بس سالم رفض
شيراز بصت لشوقى بمغزى و هى بتقول : و لما ماعرفش يدخل شريك .. قام قرر انه ياخده كله لنفسه
شوقى اتجاهل شيراز و بص لشمس بجدية و قال : انا عارف مصلحتك فين ، احنا لازم نخلص اجراءات البيع فى اقرب فرصة
شمس : بس انا بقى مش هبيع
شوقى بغضب : مش بمزاجك
سمس و هى بتحاول تحافظ على هدوئها : لا بمزاجى ، و انا بس اللى اقول ايه اللى يتعمل و ايه اللى ما يتعملش ، و لما اقول انى مش هبيع يبقى مش هبيع
شوقي كان بيتنفس بحدة و هو بيبصلها بغيظ و قال لها : انا مش هقف اتفرج عليكى و انتى بتضيعى كل حاجة
شمس : و ياترى لو فعلا فى حاجة هتضيع زى ما بتقول ،  اللى هيضيع ده هيضيع من مين بالظبط
شوقى بلجلجة : منك طبعا
شمس : خلاص .. سيبنى اعمل اللى انا عاوزاه طالما ان انا لوحدى اللى هتحمل النتيجة
شوقى بترصد : يعنى ده اخر كلام عندك
شمس : ايوة … ده قرار نهائى
شوقى شد المفاتيح بناعته من على المكتب و خرج بغضب بعد ما قال لها : بما انك رجعتى و هتديرى كل حاجة بنفسك ، فانا كمان راجع مكتبى اشوف شغلى
و بعد ما مشى .. شمس ندهت لليلى اللى لما راحتلها حكت لها على اللى حصل .. فشمس قالت : ادى امر تشغيل للورش بكل الشغل المتعطل حالا ، و شوفيلى المهندس المسئول عن الشغل و خليه بجينى هو كمان دلوقتى حالا
ليلى ببهجة : حاضر .. و حمدالله على السلامة
بعد ما ليلى خرجت شيراز قالت : ايه رأيك
شمس : انا محتاجة ابعد شوقى ده تماما عنى ، و محتاجة كل الاوراق بتاعتى اللى عنده
شيراز : ماتقلقيش ، اكيد هنلاقى حل ، بس قوليلى مين زيدان العرابى ده و ايه حكايته بالظبط
شمس : ده راجل اولعبان ، و ياما ضايق سالم فى شغله ، و اللى فاكراه من كلام سالم ان المناقصات اللى كان بيدخلها كان دايما بياخدها باساليب ملتوية ، و من حوالى سنة و هو عاوز يدخل شريك مع سالم فى المصنع باى شكل ، و اكتر من مرة كان بيحاول يبوظ له صفقات كبيرة ، لكن ربنا كان بيسترها و سالم كان بيلحق الدنيا قبل ما تبوظ
شيراز : معنى كده انه برضة هيحاول يضايقك
شمس بقلق : انا خايفة يا شيراز .. خايفة لا فعلا اخسر المصنع و الشركة  بعد كل ده
……………..
ونتقابل بكرة ان شاء الله ، و بما ان بكرة الجمعة باذن الله يا حلوين .. فبكرة ان شاء الله هنزل لكم بارتين مش بارت واحد بس اشوف بقى التفاعل الحلو .. جمعة مباركة علينا جميعا ان شاء الله و يا ريت ماتنسوش اللايك
بحبكم فى الله

بعد الرحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن