مكان غير صالح للحُـب

الجزء الثالث

حسيت وقتها اني ندمت اني فضفضت لعماد بس ما الومه هو ما عاش الي عشته ما عاش انه ينحط بين الف بنت وما يتحرك فقلبه شيء
و بمجرد ما يشوف " الشنبات " تهيج حواسه . شعور المثلية مستحيل يعرف اي شخص الا اذا عاشة .
شعور مو مثل الحب او الأخوة او حتى شعور بالمرض مثل ما الكل يقول .
تخيل انك توصل لمرحلة فعمرك وتقول ليه انا ما انجذب للبنات ؟ ليه انا ما ادقق بتفاصيل بنت لما تمر من قدامي ؟
ليش قلبي يغرم بشاب معا ان البنات حولي ؟ ليش لما اصحابي يتكلمون عن بنات ما انسجم و اتحمس معاهم ؟
ليش لما اتخيل اني امسك يد شخص بطريقة رومنسية تكون يد شاب مو بنت ؟
ليش اتبادل نظرات اعجاب لشاب بالسوق بدل ما الحق بنت مثل الباقين ؟ ليش انا كذا ؟
ايش المختلف فيني عن الباقين ؟ تكره نفسك تبدأ امورك ترتبك و ما تعرف هذي نزوة و شهوة او هذا شيء داخلك .
المشاعر تولد معا الشخص من اول نفس يتنفسه بعد ما يطلع من جوف امه وما يغيرها اي انسان بالدنيا لان مشاعر الانسان مثل خلايا جسمه .
تبقى داخله وما يتحكم فيها ... هي اللي تتحكم فيه .

دخلت اغسل وجهي بعد نقاشي معا عماد .
وقفت بالحمام اتامل زاويته . هنا انا جلست اول يوم دخلت فيه هالغرفة .
هنا جلست وقعدت اصيح بحضن ثامر و ماسك بيدي مكينة الحلاقة .

ابريل - 2009
اول يوم دخلت في الغرفة كنت لوحدي . ابوي كان يوقع اوراق لدخولي .
تأملت فالمكان حسيت انه قذر حسيت انه اقذر مكان على وجهة الأرض كيف بتحمل اعيش و اتعالج بهالغرفة !
فالليل من نفس الليلة زارني ثامر و كانت حالته مزرية .
تركي : اول مره اشوفك ما تحلق دقنك و تخليه يطول لهدرجة .
ثامر : ما لي نفس بشيء .
تركي : انا بخير . و بطلع لك قريب .
ثامر : تركي عشاني ابكي .
ثامر : ابكي ؟ ليش عاد ؟
ثامر : مو معقول حبيبي كاتم بنفسك كل هذا ادري بالي داخلك ومحد يلومك بس مزحك و ضحكك و ابتسامتك كلها دليل انك تكابر و تبكي من داخلك ، النفسية اهم شيء فالعلاج .
تركي : انا بخير !
ثامر : لا موبخير و انا اليوم بنام هنا .
تركي : كيف ؟. ما بسمحون لك .
ثامر يقرب مني : مافي اي انسان قلت لك بالدنيا يقدر يبعدني عنك .
تركي : بس ثامر .....
ثامر : لا بس ولا شيء اليوم انا بنام معاك هنا . مستحيل اخليك تنام هنا لحالك فاول يوم .
" يقرب و يترك بوسة على خدي "
تركي : ايش هذا الي بايدك ؟
ثامر : ليش تتهرب ؟ عطيتك بوسة !
تركي : ثامر مره مو وقتة .
ثامر : طيب . و دامك سألت عن الي بيدي لازم اقول لك شيء . كلمت ابوك اليوم .
تركي : مو شيء غريب انت ياما - تطق حنك - معا ابوي بس عن ايش ؟
ثامر : ......
تركي : شفيك ؟
ثامر : حبيبي انت عارف ان من خطط علاجك .....
تركي : كمل شفيك ؟
ثامر : انت بتستخدم ... الكيماوي .
تركي : " سّكت لثواني " ... اي اعرف .
ثامر : تركي حبيبي فضفض طلع الي بصدرك لا تكتم .
تركي : خلاص ثامر اسكت . ايش الي بيدك طيب ؟
ثامر : الي بالكيس مكينة حلاقة .
تركي : ليش ؟
ثامر : حبيبي ... ابيك تشيل شعرك .
تركي : نعم؟
ثامر : صدقني بّكون اهون لك من انك تشوفه كل يوم يطيح .
تركي : لا مو حالقه . انسى .
ثامر : اترجاك .. و الله هالشيء صعب علي اكثر من هو صعب عليك .
تركي : انسى !
ثامر : تركي ما ابي اشوفك تتألم اكثر . بكون اهون لك تتعالج بالكيماوي و انت حالقه اكثر من انه يطيحه لك .
تركي بانفعال : و اشيل شعري و بكرا حواجبي تطيح و جسمي يصير عظم و حضرتك تبعد عني و لا تطالع فيني .
ثامر : مجنون انت ؟ قلت لك الموت لحاله يفرق بيني و بينك . لو تضل سنين فهالغرفة ببقى معاك .
تركي : اللحين تقول هالكلام لكن بكرا تغيره .
ثامر : بلا تفكير غبي انت كل شيء بالنسبة لي انا بدونك اضيع .
سحبت الكيس من يد ثامر بقوة .
تركي : انا بسوي الي قلت عنه مو عشان شيء بس اثبت لك بعد ما اشيل كل شعري ما بطالع فيني حتى .
ثامر : تركي حبيبي ......
بعدت ثامر عن طريقي و دخلت للحمام .
طالعت بنفسي بالمرايا طالعت بشعري قد ايش حبيته .
شعر الانسان مهما كان ناعم خشن طويل او قصير دايم احسه هويه لشخص . صحتي تروح و حريتي و دراستي و حتى شعري الي ما يتقارن بكل هذا كثير علي احتفظ فيه ؟ .
شغلت المكينه و ضليت اشيله من كل زاويه و بديت ابكي معا كل خصلة اشوفها تطيح .
وقف ثامر على الباب كاتم على نفسه و يطالع فيني .
ما قدرت اوقف طحت و سرت ابكي و اطلع كل الي بصدري .
تركي: ببدأ اتغير يبدأ شكلي يتعفن و الناس تبعد عني و اخرها اموت ولا استفدت شيء .
قرب مني ثامر وحضني و زاد علي حالتي .
ثامر : بسم الله عليك لا تقول كذا حبيبي .. ابكي و ريح صدرك .

كمل لي ثامر باقي الشعر الي ما قدرت اشيله و وصلني لسرير .
دق الباب يشيك الدكتور علي فتخبى ثامر بسرعه فالحمام .
الدكتور : اهلن و سهلا فيك . ان شاء الله ازمه وتعدي بسرعة عليك و ترجع لأهلك .
تركي : .....
الدكتور : اي حاجة تحتاجها بس اتصل على رقم صفر و الممرضة تكون عندك في اقل من دقيقة .
تركي : شكراً .
الدكتور : يلا نام و ريح وبكرا لنا لقاء .

ناديت ثامر عشان يرجع بس ما رد علي
قمت للحمام و حاولت افتحه ولقيته مسكر
تركي : ثامر اطلع راح الدكتور .
ثامر : .....
كنت اسمع صوت المويا مفتوحة بس .
تركي : ثامر شفيك ؟ اطلع !!
ثامر : دقيقة.
تركي : فيك شيء ؟
ثامر : طالع الحين .
مرت دقيقة و شوي و توقف صوت المويا و انفتح قفل الباب ... و طلع ثامر
تركي بصدمة : ايش سويت ؟؟؟
ثامر يبتسم : شرايك ؟ كذا كلنا محلقين شعورنا على الزيرو .
طالعت بثامر و بلا شعور صرت ابكي على صدره
ثامر يضحك : ترا حلقته بس عشان اغير ستايلي .
تركي : ثامر احبك ...
ثامر : و انا احبك و معاك فكل حاله تمر فيها و دامك حلقت حتى انا حلقت .
رجعنا لسرير وجلس ثامر السرير يتأمل فيني .
ثامر : هات يدك .
مديت يدي له ومسكها .
ثامر يبتسم : طالع جميل و انت على - الزيرو - ، كان من زمان شايل شعرك .
تركي : شكلي غبي .
ثامر : لا تقول كذا انا اشوفك جميل و هذا اهم شيء .
تركي : - تسلك - لي .
ثامر: ما كنت تقول اهم شيء رأيك فيني ؟ صح ؟
تركي : صح . بتنام عندي جد ؟
ثامر : ايه طبعاً يصير اترك حبيبي فاول يوم ؟
تركي : أحبك .
ثامر ينسدح جنبي و يحضني : و انا اموت فيك .
نمت يومها كاني طفل ضاع من أمه طول اليوم و رجع لحضنها اخر الليل .
نمت وانا متأكد اني بقوم و استقبل حياة جديدة .. شروط جديدة .. ناس جدد .

طلعت من الحمام على صوت دق الباب ، فتحت الباب و كان عماد قدامي