الفصل السادس والعشرون : المرض النفسي ليس جنونً

Start from the beginning
                                    

"طب معلِش يا ماجي أنا مُضطر أمشي عشان ورايا مِشوار ضروري ، بس بقولِك إيه منابي في الأكل يتشال محدِش يدِب صُباعُه فيه إشطا؟".

ضحِكت ماجدة وأومأت له في حُب كبير ، تركهُم بدر ورحل فـ أفاقت ليلى مِن بُكائِها وأنذرتهُم مُحذِرة إياهُم في قلق.

"جماعة ياريت رحيم ميعرفش أي حاجة مِن اللي حصلِت إنهاردة؟ ، لأحسن لو عرف مِش بعيد يخلص على أنور".

أيدها الجميع وهُم يعيدُنها أن يكتِمون ما حدث داخِلهُم ، كـ أنُه لم يكن أبداً.

•••••••••••••••••

صعد بدر فوق دراجته النارية إستعداداً للإنطلاق نحو شرِكة وحيد ' ثروت ' ، وفي داخِله عزمً قوي على إنهاء هذا العمل وبِدأ حياة خالية مِن المُطاردات والمصائِب ، بعد نِصف ساعة كان يقِف أمام باب مكتبِه يستجمِع شجاعته ، بينما يتذكر حديث علي عنه أنه ليس بـ الشخص السهل ، ولن يتقبل ترك بدر للوظيفة هكذا بـ سهولة.

رأت رغد تردُده في الدلوف فـ شجعته بينما تُمسِك بعض الاوراق في يدِها.

"ما تِدخُل ! مالك مِتخشِب كِدا ليه؟ ، أُستاذ وحيد مِش بيعُض يا بدر ".

نظر لها بدر بوجه خالي من التعبير وقال في سماجة.

"ميرسي يا رغد على كلامك اللي ملوش لازمة".

جزت رغد على اسنانِها بـ غيظ مِنه ورحلت بعيداً بينما تُدبدب الأرض بـ قدميها ، إلتفت هو نحو الباب ودلف إلى الداخِل.

كان وحيد ' ثروت ' مُنغمِسً في بعض الأشياء على الحاسوب ، سعل بدر كي يجذِب إنتباهه وقد حدث ، رفع ثروت رأسه عن حاسوبِه لـ يتفاجئ بـ وقوف بدر أمامه ، إبتسم له مُرحِبً بِه ترحيبً حاراً.

"أهلاً يا عم بيدو إتفضل إستريح .. مجِتش الشِركة إمبارِح ليه؟".

رفض بدر الجلوس ناطِقً.

"لأ خليني كِدا أحسن .. معلِش كان عندي شوية مشاكِل وحليتها الحمدللَّه ، المُهِم إني عايز أقولك حاجة ضروري".

إستغرب ثروت نبرته ولهجته تِلك ، ثُم أشار له أن يستكمِل حديثه ، فـ أكمل بدر.

"أنا مِتخرج مِن هندسة ميكانيكا وأبويا اللَّه يرحمُه سابلي ورشة تصليح سيارات ، في الأول كنت بشتغل فيها جمب شُغلي مع علي ، بس خلاص قررت إني أتجنِب أي شُغل تاني وأنتبِه للحاجة اللي بفهم فيها".

إعتدل ثروت في جلسته وتسائل بـ هدوء.

"تُقصُد إنك هتسيب الشُغل هِنا؟".

بارانويا | «جُنون الإرتياب» (قيد الكتابة)Where stories live. Discover now