قطع صوت رنين المنبه _ الذى يعلن عن بدء اليوم الموعود _ حلمها الطويل اللذيذ ، اخرجت يدها من تحت غطائها محاولة إخراس هذا الصوت المزعج وإكمال السباحة فى بحيرة النوتيلا ، إنها لا تمانع أن تتأخر فى الاستيقاظ يوم تخرجها ، ولكن الحلم كان لا يقاوم ،
وبعد محاولات كثيرة فاشلة أخيرا استطاعت اسكاته ، حاولت العودة مرة أخرى ولكن صوت الطرقات على باب غرفتها جعلتها تتأكد ان عودتها داخل الحلم ما هو إلا حلم .......
_استيقظى يا مسك المنبة لم يتوقف عن الرنين منذ ساعة .
_ امممممم
_ مسسسسك
_(مسك بصوت قارب على البكاء) :
حاضر يا امى حااااضر
_ لماذا مزاجك متعكر هكذا فى الصباح الباكر
_ بحيرة النوتيلا ااااا
_ ماذا ؟
_ لا شئ ...
_ يارب الصبر ، اسرعى فى الاستيقاظ والاستحمام ، خالك قارب على الوصول .
_ ( مسك متثائبة) : حاضر يا امى ، أنا جائعة
_ سأعد لكى شطيرة مربى الفراوله المفضلة لديك .
_ امى
_ نعم ...
_اريد شطيرة نوتيلا
_ ليس عندنا نوتيلا ، سأشتريها لك ولكن.........
_اعاااااااا ، بحيرة النوتيلااااا
_ مسسسسسسسك
_ حاضر حاضر ...
_ ( نادية وهى تبتعد عن الغرفة) : اسرعى
_ اهاا
سارت مبتعدة عن فراشها ومتجهة إلى مرأتها الدائرية ، جلست قبالتها وبعينين ناعستين طالعت نفسها فى المرأة ....
( فى عالم معاير الجمال فيه عيون زرقاء وشعر اشقر ووجه شديد البياض وسيقان طويلة ونحيفة ، تقف مسك على عتبة بابه لا تستطيع الدخول لكونها لا تنتمى إليه .
الأمر الذى يجعلك تصاب بالدهشة !
كيف لهذة العيون البنية الكحيلة المحاطة بهذة الاهداب الطويلة المزين اعلاها بحاجبان دقيقان ليسا من صنع البشر ، بل من صنع الإلاه الذى احسن كل شئ خلقه
ان تخسر حقها فى دخول عالم الجمال لكونها أقل من المعاير المطلوبة !!
كيف لهذة الفتاة ذات البشرة القمحية اللامعة التى لا تشوبها شائبة ان تكون أقل جمالا من هذة الشقراء الفاتنة !
من الذى قال ان هذا الشعر الأسود الفحمى الذى يغطى نصف ظهرها و غرتها الكثيفة _التى تزيد وجهها جمال وبرائة فوق جمالها _ أقل فتنة من الشعر الأشقر ؟
نافق نفسه حين منعك من الدخول وهو كله يقين ان دخولك هذا العالم ما هو إلا إعلان بوصول الملكة التى ستتربع على عرشه ) .
امسكت فرشاتها وبدأت بتمشيط شعرها على عجل ، والقت نظرة خاطفة على فستانها المعلق خلفها بجوار روب تخرجها .
كان فستانها الأوف وايت من الروزالين التركى تطبيق عملى على مقولة العرابة الساحرة فى فيلم سندريلا :
( فستان بسيط لكن أنيق)
انتهت من تصفيف شعرها وبدأت على الفور بالإستحمام فالوقت لا يحتمل اى تأخير ، وخالها شخص يمقت الانتظار ....
YOU ARE READING
مسك (عدة أرواح وجسد واحد )
Mystery / Thrillerمسك فتاة فى السادسة والعشرين من عمرها ، على الرغم من ماضيها المؤلم الذى سبب لها مرض نفسى بصعب الشفاء منه إلا أنها تكافح لعلاج نفسها لتنسى الماضي وتبدأ من جديد ولكن من بداخلها لن يسمحوا بذلك ..... لن يسمحوا لها بقتلهم بعد ان كانوا هم السبب فى كونها...
