قبل تسع سنوات

556 16 1
                                    


الساعات القادمة بدأ فريق البحث والتطوير باخضاع العقيد هاشم السلسلة من الاختبارات البدنية والنفسية واعطائه كل المعرفة اللازمة التي سوف تساعده على أداء المهمة.

استغرق العمل مدة ثلاثة أيام متواصلة انقسم خلالها الفريق إلى مجموعتين للتناوب - فريق يواصل العمل - بينما يأوي الفريق الآخر للراحة ..

وبين هذا وذاك ظل العقيد - طوال الأيام الثلاثة - مستيقظاً محافظاً على كامل يقظته وانتباهه؛ الأمر الذي جعل البروفيسور عادل يقول في نهاية الأمر مُبديًا إعجابه:

- لولم أكن أعرفك منذ مدة طويله لقلت إنك مصاص دماء! - أخبرني بالنتيجة إِذَّاه قبل أن آمتص دمك.


قال وهو يمد أوراق النتائج إليه:

- اقرأها بنفسك.


 أن هاشم كان قد تجاوز منتصف الأربعين - سبعة وآریعین عاماً على وجه الدقة - إلا أن النتائج آظهرت نجاحًا ساحقًا لا یتوفر حتى فيمن هم اصغر منه سنا

لم تأتِ النتائج الإيجابية تلك عن طريق المصادفةء لقد كان يُخضع نفسه طوال الوقت لنظام صحي مستمر وتدريبات ذهنية وبدنية خاصة تجعله متأهبا دائمًا للعمليات الميدانية بالغة الحساسية والخطورة.

- والآن 

- قال هاشم - ما هي الخطوة القادمة؟


 البروفيسور:

- سوف ننتظر حتى تصل برقية الرد.

في تلك اللحظة يطرق أحدهم الباب» ويدخل..

لقد كانت الضابطة راما تحمل بيدها ظرفًا مُغلقًا مصنوع من الجلد الفاخر وقد نُقش عليه عبارة باللون الأسود "سري للغاية" مدت الظرف نحوه وقالت:

- إنها البرقية.


كانت لحظة مهيبة وحاسمة،

فتح هاشم الظرف وقرأ ما جاء في البرقية وحين انتهى طوى الورقة وأعاد وضعها في المغلف الخاص بها ثم نظر إلى العيون التي كانت تطالعه بفضول وقال يُعلن الخبر:

- لقد وافقوا.


مرّت لحظات قليلة قبل أن يستوعب الجميع الأمر قالت راما أخيرًا

- آنصحك بالذهاب لوداع عائلتك يا سيدي واخذ قسط من الراحة قبل أن تأتيك إشارة التحرك.


سار هاشم نحو الباب مغادرا ولكن البروفیسور استوقفه:

- لیکن وداعك لهم أخيرّاء فلا أحد يعلم إن كنت ستعود من هذه المهمة أم آنك لن تعود آبدا.

آرسسWhere stories live. Discover now