البارت الثالث (الدار أمان⁦(

63 6 12
                                    


واقفة قدام المرايا بعدل الطرحة للمرة الألف وأنا بحاول أرتب أفكاري للمرة المليون .. بقلب كل السيناريوهات اللي ممكن تحصل في دماغي ومع كل سيناريو نبض قلبي يزيد .. خدت نفس عميق وطلعته بهدوء تزامناً مع فتح الباب وظهور غرام من وراه
غرام: برضو هتنزلي تنفذي اللي في دماغك
حنين: أيوة .. لازم أعمل كدا قبل ما الحكاية تتطور اكتر وقبل ما اتعلق بيه زيادة
قربت مني بخبث وقالتلي
غرام: تتعلقي زيادة ولا تحبي زيادة؟
حنين: أحب؟! تفتكري ممكن أكون فعلاً حبيته في الفترة الصغيرة دي؟
غرام: السؤال دا انتي اللي تجاوبي عليه
قعدت على السرير وانا بفكر في المواقف البسيطة اللي جمعتنا من ساعة ما قرينا الفاتحة .. لا مش من ساعة ما قرينا الفاتحة دا من ساعة أول مقابلة لما جه يتقدم وكلامه اللي مش راضي يروح من بالي واللي بيسبب ربكة غريبة ولذيذة جوايا وبيخلي العضو المهزأ اللي ساكن صدري دا يدق وكأن فيه فيديو كليب شغال في المشاعر .. اتكلمت وانا مستغربة الحالة اللي انا فيها
حنين: مش عارفة يا روما .. كل اللي عارفاه إني مبسوطة .. حاسة براحة غريبة .. عارفة إحساس إنك تقعدي مع حد وتحسيه كدا فيه منك .. كأنكم متربين سوا وبينكم عشرة كبيرة .. مش قلقانة .. متحمسة .. فيه فراشات بتسكن معدتك مجرد ما سيرته تيجي .. كسوف غريب بيحتل كيانك وانتي قدام عينيه .. ابتسامة هبلة بتترسم على شفايفك كل ما يكلمك أو تفتكري موقف ليكم سوا .. مش عارفة بجد مش عارفة
غرام: ايه دا كله .. كل دا ومش عارفة .. دا انتي شكلك وقعتي ومحدش سمى عليكي
بصيت لها وقولت بجدية
حنين: وعلشان كدا مصممة على قراري .. انا ماعنديش استعداد اعلق قلبي اكتر من كدا بحاجة ممكن تكون مش ليا .. انا مش حمل كسرة قلب .. انا حافظت على قلبي سنين واظن إن أقل حق لقلبي عليا اني اطمن أنه مش هيتكسر
قربت مني بحنان وحضنتني وهي بتقول
غرام: بعد الشر عليكي من كسرة القلب يا حبيبتي .. ربنا يقدملك اللي فيه الخير
حنين: يا رب
قولتها وأمن قلبي ورايا وانا بتمنى إن الخطوة اللي هعملها دي تكون هتقرب بين قلبي وقلبه ماتحطش بينا ألف حاجز وحاجز .. مر الوقت ومش هدخلكم في تفاصيل كتير بس كل اللي هقول عليه إن القاعدة على كافيه عالنيل وشُرب فنجان قهوة مظبوطة قادر على إدخال سعادة بسيطة للقلب .. انتبهت عليها وهي بتقرب من الترابيزة ف من باب الذوق والأدب طبعاً قومت وقفت علشان اسلم عليها
حنين: ازي حضرتك يا طنط
باستني يمين وشمال وطبطبت على دراعي بهدوء
آمال: الحمد لله حبيبتي انتي عاملة ايه؟
اتكلمت وانا بقعد مكاني
حنين: الحمد لله تمام
آمال: يا رب دايماً .. خير يا حبيبتي ايه سبب المقابلة دي .. دعاء قالتلي انك عايزة تقابليني لموضوع مهم ومش عايزة مراد يعرف .. فيه ايه يا حبيبتي خير؟
حنين: خير إن شاء الله .. تشربي ايه الأول؟
قولتها لما لاحظت الويتر قرب من ترابيزتنا
آمال: ممكن كابتشينو
الويتر هز راسه واتحرك علشان يبلغهم بالاوردر وانا بصيت ليها وابتسمت بهدوء
حنين: بصي يا طنط انا عايزة حضرتك تنسي اني البنت اللي احتمال أكون زوجة مراد
آمال: احتمال؟!
قالتها باستغراب ف كملت
حنين: أيوة .. عايزة حضرتك تعتبريني كأني صاحبتك والكلام اللي هنقوله هنا لا مراد ولا دعاء ولا اي حد هيعرف عنه حاجة (طبعاً الكلام دا مش ليكم - بصوت رمضان مبروك ابو العلمين)
آمال: فيه ايه يا حبيبتي قلقتيني .. هو انتي .. مش عايزة ترتبطي بمراد؟
حنين: بالعكس
قولتها بلهفة خلت منظري قطونيل الصراحة .. عالكسفة اللي انت فيها يا حازم .. اترسمت ابتسامة راحة على شفايفها وقالت بهدوء
آمال: اتكلمي يا حبيبتي انا سامعاكي
اطمنت شوية واخدت نفس وقولت
حنين: حضرتك عندك اي اعتراض على ارتباطي انا ومراد
آمال: اعتراض على ارتباطكم؟! ليه يا بنتي بتقولي كدا ؟! هو انا صدر مني حاجة..
قاطعتها بلهفة
حنين: لا أبداً والله يا طنط
اتنهدت وكملت
حنين: الحكاية وما فيها اني شوفت جوازات كتير بتتحول ل جحيم بسبب عدم قبول الأهل ل زوج البنت أو زوجة الإبن .. شوفت حكايات حب بتتدمر بسبب النقطة دي أو بسبب تدخلات الأهل المستمرة والغير هينة في حياة الزوجين .. انا طول عمري بحلم إن يكون ليا بيت هادي انا وشريك حياتي ويكون لينا حياتنا الخاصة بينا احنا وبس
آمال: يعني باختصار مش عايزانا في الحياة دي
قالتها وملامح وشها فيها خليط من الزعل والجمود .. ابتسمت بهدوء وقولت
حنين: كدا حضرتك مافهمتينيش
مسكت كفوفها بين كفوفي بهدوء واتكلمت وانا ببتسم
حنين: انا اه عايزة يكون ليا انا و مراد حياتنا ودنيتنا الصغيرة بس عمر دنيتنا دي ما هتحلى من غير وجودكم
آمال: حيرتيني يا بنتي .. انا مش فاهمة انتي عايزة تقولي ايه
حنين: عايزة اقولك اني مش جاية اخد مراد منكم وحتى لو كنت عايزة دا عمره ما هيحصل .. انا عارفة مراد بيحبكم قد ايه وبصراحة حبه ليكم دا من أهم الحاجات اللي خلتني أوافق على ارتباطي بيه .. لأن ببساطة اللي مالوش خير في أهله مش هيكون له خير في اي حد حتى لو الحد دا شريك حياته صح؟
هزت راسها ف كملت
حنين: عايزاكي تعرفي يا طنط إن حب مراد ليكي مختلف تماماً عن حبه ليا وإني مهما عملت عمري ما أقدر اخد مكانك لا في قلبه ولا حياته .. حضرتك أمه .. يعني حضرتك السبب إنه يكون موجود على وش الدنيا دي .. ربتيه وكبرتيه وخلتيه راجل مالي هدومه يفرح العين والقلب ورغم كدا حضرتك زي اي أم لسة بتشوفيه بعينيكي ابنك الصغير اللي كان ومازال وهيفضل محتاج وجودك في حياته و دي حقيقة مفيش نقاش فيها .. ومش معنى إن ربنا أراد إنه يرتبط بيا إنه كدا هيبعد عنك أو إني هبعده بالعكس .. دا انا هخليه يقرب اكتر ويبركم لأني عارفة إن اللي هعمله معاكم هيتردلي في ولادي إن شاء الله
آمال: إن شاء الله يا حبيبتي
قالتها بابتسامة هادية بينت إنها فهمت كلامي صح المرة دي ف كملت كلامي
حنين: انا كل اللي عايزاه حياة هادية من غير مشاكل وصراعات .. عايزة عيلة تانية انتمي ليها وقلوب جديدة اسكنها .. عايزة نصايح من غير إلزام .. عايزة توجيه من غير تصميم .. عايزة عتاب عشم مش عتاب تركيب غلط .. فاهماني يا طنط؟
آمال: فاهماكي يا حبيبتي .. ربنا يكرمك ويوفقك ويسعدك يا رب ويجعلك من نصيب مراد ابني قادر يا كريم
قلبي رفرف بين ضلوعي لما دعت الدعوة دي اللي كانت تصريح واضح إنها فهمت كلامي صح وفعلاً متقبلة وجودي في حياتهم .. الويتر قرب للمرة التانية وحط الكابتشينو قدامها وانا ماقدرتش أمنع ابتسامة الراحة اللي اترسمت على وشي وقولت بهدوء
حنين: فيه حاجة كمان
آمال: حاجة ايه؟
حنين: انا عايزة حضرتك تعتبريني بنتك زي دعاء .. لو زعلتي مني في حاجة قوليلي وليكي عليا اني ماخليش فيه بيننا مكان للزعل واعاملك زي ما بعامل ماما واتقي ربنا فيكي و في مراد
المرة دي هي اللي مسكت كفوفي بهدوء واتكلمت
آمال: انا كان عندي ولد وبنت بس من ساعة ما دخلت بيتكم وشوفتك انتي واختك قولت بقا عندي بنتين كمان
ابتسمت بفرحة لجملتها بس ارتبكت لما كملت وقالت
آمال: قوليلي يا ماما بقا
سكت دقيقتين وانا بفكر .. لقب ماما لقب مقدس مفيش ست في الدنيا تستحقه غير أمي .. ابتسمت برقة وقولتلها بدبلوماسية وهدوء
حنين: بيتهيألي الحكاية مش بالألقاب لكن الأهم المعاملة .. اني اعامل حضرتك زي ماما واتقي ربنا فيكي زي ما قولت قبل كدا انما لو على الألقاب ف انا من رأيي اقولك يا لولو دا انتي حتى شكلك صغير والويتر ماشلش عينه من عليكي يا قمر انتي
قولتها وانا بشاور بعيني ناحية الويتر اللي بصراحة له حق يعجب بست شيك و زي القمر زيها خصوصاً إن سنها مش باين عليها خالص واللي يشوفها يديها حاجة واربعين بالكتير .. لاقيتها فجأة ارتبكت وبصت حوليها وخدودها احمرت وكأنها بنت ١٥ سنة
آمال: بنت عيب كدا .. يلا نمشي
حنين: نمشي فين بس؟ انتي اتكسفتي يا لولو؟
قولتها بمشاكسة وضحكت من قلبي لما ردت وقالت
آمال: لا وانتي الصادقة خايفة ألاقي عمك هنا مكسر راس الويتر .. انتي لسة ماتعرفيش غيرة عمك ولا غيرة مراد
ايه دا غيور ؟! انا نقطة ضعفي الغيور .. جرب نار الغيرة يا نشأت .. فوقت من سرحاني عليها وهي بتشاور ل ويتر تاني علشان الحساب .. لاقيتها ماسكة شانطتها ولسة هتفتحها
حنين: اثبتي مكانك يا لولو
آمال: فيه ايه؟
حنين: انا اللي عازماكي
آمال: عازماني ازاي يعني هو مين فينا الكبير؟
حنين: والله براحتك يا اعزمك يا نرن على دودو ونبلغ عمو إن فيه معجب جديد ب لولو ونشوف رأيه ايه
آمال: دا تهديد صريح
حنين: حصل
ضحكت وسابت شنطتها باستسلام
آمال: خلاص حاسبي انتي
ابتسمت وحاسبت واتحركنا برا الكافيه وانا حاسة براحة كبيرة .. طبعاً مستغربين اللي عملته دا بس دا اللي كان لازم يحصل .. انا قلبي غالي ويستاهل اني أعمل أي حاجة علشان اضمن إنه هيفضل متحافظ عليه وعمره ما هيتكسر .. بصيت في الساعة لاقيتها قربت على ٥ المغرب .. روحت على اقرب سوبرماركت ولميت شوية حاجة حلوة وشيبسيهات و ايس كريم وروحت .. طبعاً اول ما غرام وماما لمحوا الحاجة حلوة اخدوها ونسيوني خالص .. فعلاً البيت وناسه والخمسة ستة اللي احنا منهم .. قعدت جنبهم وقولتلهم
حنين: طب قولوا حمد الله على السلامة حتى
ماما: حمد الله على السلامة يا حبيبتي .. ايه الأخبار؟
حنين: الحمد لله .. تمت المهمة بنجاح
غرام: بس ايه الحاجات الكتير دي كلها؟
قالتها وهي بتاكل الهوهوز بكل استمتاع فضحكت على أختي اللي مهما كبرت هتفضل طفلة قدام الهوهوز واتكلمت بكوميدية زي اللمبي
حنين: فرحان يا هاني وعايز اخلي كل المساجين مفاريح زيي
ضحكوا وضحكت و رن موبايلي بنغمة رسالة معينة بقيت عارفة انها منه هو .. استأذنت واتحركت لأوضتي وعلى وشي إبتسامة فضحتني .. أنا مني لله .. قعدت على السرير ومسكت الموبايل وقرأت رسالة النهاردة .. هو انا ماقولتلكمش .. مش هو بيبعتلي رسالة كل يوم بكلام كدا بيخليني چيلي بالفراولة خالص .. ابتسمت وعيني بتقرأ كلام الرسالة وشايفة بيعمل اكتر حاجة بحبها .. بيلمح بالأغاني .. لا ومش اي أغاني دا مختار القيصر .. طبعاً فضولكم هياكلكم تعرفوا كتبلي ايه .. طيب هقول .. كتب " حبك يا عميقة العينين .. تطرف .. تصوف .. عبادة .. حبك مثل الموت والولادة .. صعب بأن يُعاد مرتين " .. ابتسمت وفردت ضهري على السرير وأنا بضم الموبايل لصدري اللي كالعادة سكنته الفراشات الملونة بألوان البهجة .. غمضت عيني وأنا مرتاحة ومقررة إن دلوقتي أقدر أحرر قلبي من قيوده واسيبه يستمتع بأحلى مشاعر .. وللحظة حسيت إن ودني بيتردد فيها صوت هدى السنباطي وهي بتقول "الدار أمان".

"حياة هادئة بك ومعك وسلاماً على الدنيا وما فيها⁦♥️⁩"

يُتبع ...

نوڤيلا كانت الصدفة حياة ♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن