لن استطيع التخطي

البدايه

بينما يشتد المطر شيئا فشيئا حتى خر بيتهم الصغير واصبح حطاما

_لقد دمر المطر بيتنا يا أبي ماذا سنفعل
لم يكن الرجل يملك أي حيله حيال هذا الأمر
كان يكلم ابنته مواسيا لها

لا عليك صغيرتي سوف يأتي يوما وتنسي كل هذا
لا الم يستمر ولا البرد ولا الجوع كذلك

تنهدت ازل ورسمت ابتسامه صغيره على شفاها التي تشبه حبه الكرز

نامت في حضن اباها وكان يحاول حجب المطر عنها حتى طلع الصباح

أشرقت الشمس وعاد نشاط البلده وكل شي عاد كما كان
نهضت ازل من النوم وخرجت خارج المنزل لتستطلع البلده بينما كان والدها قد خرج للعمل تاركا لها طعام الإفطار بالقرب منها

الا انها لا تحب أن تأكل في هذا الوقت

حل المساء بينما والدها لم يصل بعد فقد تأخر لزحمه السير
يمتلك ابوها دراجه صغيره تساعده على الذهاب للعمل
خرجت ازل لتتفقد اباها الذي تأخر عليها

...................

عندما خرجت ازل من المنزل ما هي إلا لحظه سريعه مفاجئه حتى سحبت إلى.داخل سياره كبيره سوداء اللون داخلها ثلاث رجال ومجموعه من الأطفال الصغار
كممو فوها ويداها حتى لا تستطيع الحركه وتطلب النجده
حاولت أن تقاومهم لكن لا جدوى فهم رجال اشداء وهي ليست إلا طفله صغيره

عادة ابوها للمنزل و وجد باب المنزل مفتوحا دخل الرعب إلى قلبه واخذ يفتش مصروعا عن صغيرته
أزل؟
أزل
أين أنتي يبنتي
خرج يبحث عنها خارج المنزل وقد اخرج الناس بصوته العالي ونحيبه

رد عليه أحدهم بصوته اللامبالي:

ماذا هناك يا رجل ما بك لما تصرخ في هذا الليل

الاب الذي يدعى حامد _انا لا أجد ابنتي أزل بحثت عنها في كل مكان

قالت إحدى النساء وكانت جاره لهم
انا رأيتها وهي تدخل المنزل عند حلول الظلام

حامد_إذا لماذا لا أجدها
خر باكيا على ابنته الصغيره

في داخل العاصمه وحيث البيوت الكبيره والبنايات والمحلات والأسواق وكل شيئا جميل بأستثناء نفوس البشر هناك كانت نفوسهم حقيره الا القليل منهم

في غرفه صغيره منعزله وجدت أزل التي تبلغ العشر سنوات نفسها محاطه بجدران ولا شي غير هذه الجدران

بكت أزل كثيرا دون انقطاع حتى جاءها احد الرجال وكان يرتدي ملابس سوداء ولم يظهر إلا عينيه

خافت أزل كثيرا وركنت نفسها على الحائط وضمت قدماها الي صدرها دون أن تنطق بكلمه واحده
نادى عليها أحد الرجال:
تعالي يا صغيره

لم تستجب أزل النداء وبقيت في مكانها متجمده خائفه
حتى أتى هو وسحبها من يدها وإخرجها
قدم لها طعاما فهو لا يريدها أن تموت جوعا فلم يأت بها إلا هنا لكي تموت