الفصل الثامن : بداية جديدة

4K 232 125
                                    


البدايات  .. هي لحظات السحر في رحلة الحبّ

*************

ما الذي يحتاجه الحب في رأيكم ؟ ..

الإعجاب ؟ .. ربما .. لكنه يصنّف ضمن درجات بداية السلم و لا يمكن القول عن علاقة مبنية على الإعجاب أنها حب .. قد يتطوّر ليصبح حبا .. لكنّه قد يفشل أيضا .. و بذلك سيتعثّر الحبّ عند واحدة من أول الدرجات و هذا سيُعتبر مؤسفا حقا ..

الغيرة ؟ .. سأضعها في درجة متقدّمة .. قلتها سابقا .. الغيرة و الحب وجهان لعملة واحدة .. لكنّها وحدها لا تكفي .. فالإنسان متملك بطبعه .. قد يغار على عدوّه لأنه نسيه و قام بمعاداة غيره .. فليس بالضرورة أن تعني غيرتك على شخص ما أنك تحبه ..

الثقة ؟ .. عامل أساسي بالطبع .. قد أجد لها مكانا في أعلى الدرجات .. لكنني قلتها سابقا أيضا .. أنك قد لا تحب من تثق به .. لذلك فهي و إن كانت مهمّة تبقى غير كافية للوصول إلى الحب ..

ماذا إذن ؟ .. الإهتمام ؟ .. نصمت قليلا حين نصل إليه .. لأنّ الإهتمام دون مقابل هو إتقان لفنّ الحب دون طلب .. جوهر العلاقة و معزّزها هو الإهتمام .. لكنه لا يمكنه إيصال علاقة إلى ذروتها بمفرده ..

السؤال الآن .. هل يحتاج الحبّ إلى كل ذلك حقا ؟ ..

جوابي هو لا .. ليس هو من يحتاج .. بل هم من يحتاجونه .. ليسوا من يولّدونه .. بل هو من يولّدهم .. إذا كنتَ تحبّ شخصا ستُعجب به و إن لم يمتلك حسنة واحدة .. ستثق به و إن لم يكن أهلا لذلك .. ستغار عليه رغما عن عقلك .. و ستهتمّ لأمره و إن لم يكن يستحقّ ..

ستقلق عليه .. و ستخاف من فقدانه .. فالحب هو من يسبب العمى و ليس العكس .. أي أنّ كل تلك المشاعر تحتاج حبّا ليسقيها كي تزهر و تستمرّ .. فذلك السلم الذي تحدّثتُ عنه .. يبدأ بالحبّ و ينتهي عنده .. و لا مفرّ لك منه ..

الحب الآن .. كان واقفا في زاوية من زوايا الغرفة .. يحدّق بهما بأعين لامعة .. يبتسم لهما برضا .. و يخطط لغرس جذوره بينهما أكثر .. في نظره .. يبدوان مناسبيْن جدا لهذا الحمل الذي سيلقيه على عاتقيهما .. لن يخسر شيئا .. سيلقيه و سيتنحّى جانبا ليراقب في صمت كيف سيحملانه ..

كان على شفى حفرة من تقبيلها .. شفتاهما تتلامسان و كلاهما يتنفّس الهواء من ثغر الآخر .. الأعين مغلقة و العقول منطفئة .. دقات قلب تهدّد بالتوقّف من فرط تسارعها .. و لا يسمع في المكان سوى صوت أنفاسهما اللاهثة ..

لا يريد سوى إرواء عطشه إليها .. و لا تريد هي سوى أن يرضي رغبتها به .. فليفعلها فحسب ..

لسوء حظّها .. لم يفعلها .. لا يعلم كيف سيطر على نفسه .. لكنّه يعلم أنّه عليه التريّث أكثر .. ليس قبل أن يعوّضها على ما بدر منه في أول يوم فهو لم يعتذر لها بعد .. ليس قبل أن يمنح كلاهما فرصة في التعرف على الآخر و مشاركته ما يحبه و ما يكرهه .. فمهما كان التواصل الجسدي مهمّا .. يبقى التواصل الروحي أهمّ بكثير ..

الحكم و الخلاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن