Ch5:p6

144 14 10
                                    

الفصل الخامس: 
بين السعادة واليأس -الجزء السادس والأخير

"تبًا-، فقط ما الذي كنت أفكر فيه...!؟" بصق سيلفيو بعد أن أغلق الباب خلفه.

توجّه بسرعةٍ إلى المطبخ في الطابق الرئيسي وبدأ بإعداد العشاء. لكن رأسه كان مليئا بالأفكار عن ليليديا.

حاولتُ أن أفرض نفسي عليها كالأحمق.

كل ذلك لأنها تقبلتْ مشاعره، رغم أنه حاول كبح جماح نفسه لأنه أمر لا يغتفر. كل ذلك لأنها حاولت الرد على قُبلاته الشديدة والمستهلكة. كل ذلك لأنها قالت أنها تُحبه. كل ذلك لأنها أومأت برأسها قائلةً إنه ينبغي عليهما الاستمرار في العيش معًا.

"على الرغم من أنني قلتُ أنني أحبها كثيرًا، إلا أن هذا يجعلني مجنونًا..."

هل هو أحبَ ليليديا الحالية التي ليس لديها أي ذكريات؟

أراد سيلفيو الإجابة أنه من الواضح أنه فعل ذلك، لكن أفكاره تجمدتْ للحظةٍ.

عندما ظن أنها لا تزال غير مرتاحة، حتى بعد أن قبّلها واعترف بحبه، أراد أن يأخذ منها كل شيء. بعد استنزاف جسدها وروحها، كان سيملؤها بأفكارٍ عن نفسه. هاجمه شعورٌ مشوّهٌ بالحب ورغبةٌ غريزيةٌ شديدة. قبل أن يعرف ذلك، قام بتثبيتها على السرير.

لو لم تقرقر معدة ليليديا في تلك اللحظة، لكان قد فقد عقله تمامًا. كان ذلك ليكون سيئًا.

أراد أن يعتز بها.

لم يُرد سيلفيو أن يخيفها أو يجعلها تبكي. أراد فقط أن يرى ابتسامتها.

لكنها ربما لن تصدقه إذا قال لها ذلك. بعد كل شيء، لقد سرق ذكرياتها، وحبسها بعيدًا، وقيّدها، وأبقاها محاصرةً، بغض النظر عن أفكارها أو مشاعرها.

لقد أراد حقًا أن يعتز بها.

وبطبيعة الحال، لم يرد لها ذكرياتها ولم يكن لديه أي نيةٍ للسماح لها بالمغادرة. كان يحتاج فقط إلى عالمٍ حيث يمكنهم أن يعيشوا فيه بسعادةٍ معًا، وحيث يمكنها أن تبتسم. ولم يكن بحاجةٍ إلى أي شيء أكثر من ذلك.

ولكن أمام من أَحبَّه، طارت كل الأسباب من النافذة.

كانت ليليديا عبقريةً في إغوائه دون قصد. بمجرد أن نظرت إليه بعيونها الوردية الكبيرة أو نطقت شفتيها اللطيفة باسمه، لم يستطع إلا أن يبتغي لمسها.

كان سيلفيو يغرق في ليليديا. لم يستطع العيش بدونها.

ولم يستطع الاكتفاء منها. كان سيلفيو يتوق إلى ليليديا بكل الطُرق. لكنه عرف لماذا قلبه لا يشبع أبدًا، مهما قبّلها أو لمسها.

كان ذلك بسبب الندم والشعور بالذنب بداخله.

بسبب سعادتهم الآن، وجد نفسه يتمنى سعادتها أيضًا -ليليديا، منذ ذلك الوقت الذي اختارت فيه الانتحار.

بغض النظر عما إذا كانت تتذكر أم لا، فإن ليليديا بالنسبة لسيلفيو هي ليليديا. لذلك أحبَّ كليهما، وأراد أن يكونا سعيدين.

ولكن، عندما اعتقد أنه لن يتمكن من مقابلة ليليديا من الماضي مرةً أخرى، لماذا تألم صدره؟

مليئًا بالعاطفة، وضع عن طريق الخطأ الكثير من القوة في قبضته وسحق الزجاج الذي كان يحمله. قطعتْ بعض الشظايا يده، وبدأ الدم يتدفق.

أحتاجُ إلى شفاء هذا بسرعةٍ حتى لا يقلقها.

لم يكن يريد أن ترى ليليديا أي دماء.

ولكن في اللحظة التي كان على وشك تفعيل سحر الشفاء، سمع ليليديا تصرخ من الغرفة أعلاه.

على الفور، انتقل سيلفيو إلى غرفة ليليديا.

"ليليديا!"

ركض سيلفيو بسرعةٍ إلى حيث كانت جاثمةً على الأرض.

نظرت ليليديا إليه بتعبيرٍ فارغ. ولكن بمجرد أن رأته وضعتْ رأسها بين يديها. بدت وكأنها كانت تتألم.

"لاااااا...!"

"ما الأمر يا أميرتي؟ من فضلكِ اهدأي."

"لا، آآآه...لا، لماذا...مهلا، فقط لماذا...هل أنا على قيد الحياة؟ ألم أطلب منكَ أن تقتلني؟"

بمجرد سماع هذه الكلمات، سقط سيلفيو في اليأس.

الأميرة المفقودة محاصرة بحب خادمها المزيفWhere stories live. Discover now