Ch3:p2

165 16 0
                                    

الفصل الثالث:
حلمٌ سينتهي قريبًا -الجزء الثاني

"مممم, هذا لذيذ!"

الخبز الذي صنعوه معًا كان بسيطًا؛ فقط عجينة معجونة بالزبدة، لكنه نضج بشكل رائع وكان ناعمًا. هذا فقط يظهر مدى روعة سيلفيو.

في اللحظة التي قضمتْ فيها ليليديا بعض الخبز المخبوز، انتشر طعم الزبدة في فمها بأكمله. ثم بعد أن نشرتْ بعض المربى الطبيعي المصنوع من قبل سيلفيو على القمة، أدخلت المزيد في فمها. أضاف مربى الفراولة لمسة حلوة وحامضة للخبز، مما أعطاها نكهة جديدة منعشة.

"هل هو طيبٌ لهذه الدرجة، أميرتي؟"

"نعم، جدًا! ولكن، سيلفيو... هل أنتَ متأكد أنني لا يجب أن آكل تلك القطعة بعد كل شي؟"

"لا يُمكن. حتى لو كنتِ أنت، هذا لا يُجادل فيه."

احتجز سيلفيو الخبز في يديه بحماية. حدثَ أن الخبز الذي صُنِعَ من قِبل ليليديا كانت هي المسؤولة عن تشكيله، والذي حصل أنه ارتفع بشكلٍ غير منتظم وبصراحة، لم يبدُ لذيذًا جدًا.

كان الخبز الذي صنعه سيلفيو متجانسًا وجميلًا، لكن القول إن خبز ليليديا التي صنعته جميل أو حتى متجانس كان شيئًا غير واقعيًا تمامًا.

بسبب إحراجها، أرادت ليليديا أن يختفي سريعًا (من خلال ان تأكله)، ولكن لسبب ما قال سيلفيو أن الخبز هو خاص به لأنه "شيء صنعته الأميرة" وبدا عازمًا على المحافظة عليه حتى الموت.

لذا، في النهاية، أكلت ليليديا الخبز الذي صنعه سيلفيو.

إن كانت صادقة، فقد جعلها سعيدة حقًا. ولكنها لم تتمكن من فهم تفكيره.

هل هذا الخبز يعني الكثير له لأن أميرته صنعته؟ أم يعني الكثير لأن ليليديا نفسها صنعته؟

منذ الوقت الذي قال ليَّ اسمي، لم يقله مرةً واحدة...

حالما تشكلت تلك الفكرة، أدركت ليليديا مقدار الرغبة التي تصاحبها لكي يناديها سيلفيو باسمها. ولكن بدا أن هناك خطوطًا معينة ليس مستعدًا لعبورها، لذا من الصعب أن تجعل سيلفيو يناديها "ليليديا".

بعد أن عوّدت نفسها على ذلك، عادت ليليديا إلى سيلفيو.

"على كل حال، كم هو عمري؟"

كانت كلوي امرأة جميلة وناضجة. بالمقارنة معها، لم تستطع ليليديا أن تعتبر نفسها امرأة ناضجة.

هل لا يزال هناك أمل لها للنمو في المستقبل؟ أم أن نموها قد توقف؟

عندما تساءلت عن ذلك، أدركت ليليديا أنها لا تعرف حتى عمرها الحقيقي.

"أنا آسف، من الواضح أنني نسيت أن أخبركِ. أنتِ في الثامنة عشرة من عمركِ، أميرتي."

"ماذا؟ إذا كنتُ في الثامنة عشرة، فلماذا لا زلتُ صغيرة جدًا!؟" وقعتْ في حالة صدمة ونسيتْ آدابها وصرخت بالصدفة.

"هل يزعجكِ طولكِ؟ ليس هناك حاجة للقلق. أنتِ الأجمل في العالم، أميرتي."

"هذا فقط في عالمكَ، أليس كذلك سيلفيو؟ شخصيًا، كنت أرغبُ في النمو أطول قليلًا."

"يجب أن يكون له علاقة بالمانا. بالتأكيد، إذا أمضيتِ وقتًا طويلًا في الاستشفاء هنا، ستنمين وتمسين أطول."

"... وأنتَ؟"

"لا أحتاجُ أن أكون أطول من هذا."

حسنًا، كان صحيحًا أن سيلفيو كان طويلًا بما يكفي لدرجة أن ليليديا كان عليها أن تنظر إليه بينما ترفع رأسها بشكلٍ شبه منحني. ولكنها لم تجرح رقبتها بحيث أن سيلفيو يكون دائمًا حريصًا للقائها على قدم المساواة.

انقبض قلبها عندما أدركتْ ذلك بعد كل هذا الوقت.

"حسنًا... أفترض. في الواقع، كم هو عمركَ؟"

"أوه... أنا في الرابعة والعشرين."

بدا غير مبالٍ أثناء الحديث عن نفسه. هل لا يهتم بأموره الشخصية؟

سيلفيو أكبر مني بستة أعوام...

كانت كلوي تبدو في منتصف العشرينات من عمرها أيضًا. ربما كانت قريبة من سن سيلفيو. ما هي العلاقة بين سيلفيو وامرأة ناضجة وجذابة مثلها؟

شعرت ليليديا بنفسها تنفعل فقط عند ذكرى مدى تعايش تلك المرأة مع سيلفيو. على الرغم من أن ليليديا كانت واثقة من أنه يهتم بها لأنهم يقضون الكثير من الوقت معًا. يجب أن ينبع قلقها من عدم معرفتها الكثير عنه.

وفكرت ليليديا، "مهلاً، سيلفيو؟ أيُّ نوعٍ من الأشياء تحبُّ؟"

"أحب الأشياء التي تحبينها أنت، أميرتي."

"أنا أسألكُ عن الأشياء التي تحبها أنتَ."

"......"

كانت تريد فقط معرفة المزيد عنه، لكنه جلس هناك يفكر، وتعبيرٌ صعب على وجهه.

بعد أن قضتْ ليليديا بعض الوقت تعجبًا بمدى جاذبيته وهو يجمع حاجبيه، تكلم أخيرًا. ولكن كان جوابه حادًا وجافًا.

"لا يهم ما أحبُّه."

كان من الواضح أنه يلقي اللوم على نفسه.

خلال كل الوقت الذي قضوه معًا، كان من الواضح أنه كان يعطي الأولوية دائمًا لـليليديا، ويضع نفسه في المرتبة الثانية.

عندما كانت تستريح، كان يقوم دائمًا بأعمال في القصر من أجلها. لم تره ينام أو يأخذ استراحة أبدًا. كان السبب في شرب الشاي معًا وتناول الطعام معًا لأنها طلبت ذلك. كان يبدو أنه لا يرغب أبدًا في الاستراحة.

"حسنًا، أحبُّ شعركَ البلاتيني الجميل. أحبُّ عيونكَ الذهبية الغامضة. أحبُّ صوتك الهادئ المنخفض. أحبُّ هذه اليدين، الحنونتين واللطيفتين جدًا... لذا، أريد منكَ أن تُقدّر نفسكَ أكثر."

إذا لم يكن سيلفيو سيقول ما يحبّ، فستفعل ليليديا. وفكرتْ في ذلك، وأمسكتْ يده.

لكن الغريب، ان سيلفيو هزَّها بعيدًا.

"أنا آسف جدًا، أميرتي. لقد تذكرتُ فورًا مهمةً كان عليَّ القيام بها."

سارَ سيلفيو فورًا وترك ليليديا. لم تستطع رؤية تعابير وجهه.

الأميرة المفقودة محاصرة بحب خادمها المزيفWhere stories live. Discover now