قُ.مِ.حَ.٣

80 9 4
                                    

*لا تحتوي علي أية علاقات مُحرمة*
.

مرت خمسة أشهر بالفِعل منذ أن سافر أخيها لعمله في كوريا الشمالية فهو يعمل كعضو في الاستخبارات الكورية الجنوبية، وقد كلفتهُ المنظمة هو وفريقٌ مكون من أربعة رجال غيره أن يذهبوا في مهمة خطيرة إلي هُناك من أجل التجسس وإحضار المعلومات المُهمة.

طوال الخمسة أشهر نالين لم تستطع التواصل مع أخيها ولا سماع صوته ولا تعلم إذا كان بخير أم لا، لم تكن تستطيع النوم ليلاً قبل أن تنهشها الإحتمالات السيئة عن فقدان أخيها أو إن كان قد أصابهُ مكروه، فكانت تنام يومياً بعد وصلة بكاءٍ طويلة وبعد أدعية لامنتيهة بأن يعود سالماً.

وبالرغم من ذلك هي لم تهمل دراستها كما حذرها أخيها ولم تفعل أي من الأشياء التي حذرها بشأنها سابقاً، بل كانت تتفادي كل الأخطاء بالرغم من أنّه ليس هُنا، ولكنها فقط تأمل أن يعود وستتحمله مهما إن فَعل.

عادت مِن مدرستها اليوم متأخرة نظراً لأنها كانت تأخذ دروساً مكثفة في الفترة الليلية، فالإمتحانات أوشكت علي الإقتراب ورغم ذلك هي لازالت تعاني قليلاً في فِهم مادة الرياضيات.

أعدت كوباً من الشاي لنفسها بعد أن تناولت الطعام وتجهزت لتذاكِر ما أخذته اليوم في الأكاديمية قبل أن يتراكم عليها، كانت تتثائب كل دقيقة ورغم ذلك هي أبت النوم قبل أن تنهي دراستها.

أنتشلها من سباتها الدراسي صوت جرس الباب الخاص بالشقة، فقطبت حاجبيها ونظرت للساعة الصغيرة الموضوعة علي المكتب، فوجدتها الحادية عشر وربع مساءً، شدت علي القلم بيدها بقوة وهي تدعي بداخلها أن لا تسمع صوت الجرس مجدداً فهي خائفة من أن يكون الطارق مجرد لِص أو مجرم قد يفعل بها شيء سيء إن فتحت له.

تنهدت بقوة بعد أن توقف صوت الجرس لفترة فعادت للدراسة مجدداً ولكِنها لم تكد تُركز فيما تفعله إلا وسمعت صوت طرقٍ قوي علي الباب، إرتعبت نالين في بداية الأمر ولكن سرعان ما استجمعت شجاعتها وإتجهت للمطبخ بخطوات حثيثة، إنتشلت من علي الرخام سكينٌ حادٌ طويل وإتجهت لِتقف خلف الباب

- مَن هُناك؟

كفيها كانا يتعرقان من الخوف وهي تمسك بالسكين ولكنها حاولت أن تتماسك وأن تبدي نبرة قوية في السؤال لا تدل علي انها مجرد فتاة يسهل خداعُها، وسرعان ما أتاها الرد..

•••
'Naleen'

- إفتحِي الباب.

أغرورت عيناي بالدموع وأصابني الخرس لوهلة عندما تعرفتُ علي صاحب النبرة، فسارعتُ لمسح آثار دموعي وفتحتُ الباب بسرعة، أردتُ الإندفاع ناحيتُه ومعانقته بِشدة وإخباره أنني أفتقدته للغاية وأيامي كانت تعيسة خالية بدونه ولكنني تراجعت في النهاية فهو لن يتقبل فعلتي بل وقد يغضب ويبعدني عنه بعنف وأنا لا أريده أن يغضب مني هكذا بعد طول غياب، سأكتفي فقط بالنظر له من بعيد وبِداخلي سعيدٌ لأنه قد عَاد.

قُيودٌ مِن حَرِير.Where stories live. Discover now