يحقّ لي الدّفاع عن معتقداتي أيضاً

1.8K 192 177
                                    


مرحباً، أبداً ما تمنّيت أرجع بعد غياب طويل لهذا السبب ولكن خلوني أقول إنّي توقعت هذا الشي رح يحصل مسبقاً.

مبدئياً، لعلّكم لاحظتم إنّي أكتب باللّهجة العامية وهو شيء عادةً ما أحبّ أسوّيه لكن ابتعادي عن الفصحى المُنمّقة هو أمر يدعو للتحدّث بصراحة اللي هي في بالغ الأهمّية لي، من المرجّح لكم أيضاً.

معظمنا يعرف الوضع الحالي والأخبار المنتشرة اللي من سوء أو يمكن حسن حظّي اطّلعت عليها بالصّدفة. أنا شخص لا تستوقفني أخبار المشاهير عادةً ولا أبحث عنها، رغم إنّي متابعة حساب الفرقة على الانستا ولكن صدقاً.. ما عمري قرأت البوستات المنشورة أو تفاعلت معها.

من سنتين وأنا أفكّر بتداعيات وتأثيرات اختياري للشخصيات في كتاباتي، وعشان أكون صريحة ما كانت مهمّة في نظري. الأسماء والشخصيات المشهورة كنت أشوفها مثل الممثلين تماماً بغضّ النّظر عن كم هذا الممثل سيء في الحقيقة و بعيد كل البعد عن صفات الشخصية الخيالية سلباً أو إيجاباً. بس هالشخصية الخيالية تأخذ نفس الاسم ونفس الملامح وبعض الصفات المشتركة واللي كانت كفيلة بتهكير أفكارنا واقناعنا بأن هذا الشخص فعلاً شجاع وودود ونقيّ، أو هذا الشخص فعلاً مظلوم ومنكسر وغاضب رغم أنهم في الواقع ما لهم صلة إطلاقاً. مبادئ الشخصية اللي اكتبها ومعتقداته وحتى ردود أفعاله تختلف عن النّجم الشهير المحبوب على شاشات أجهزتكم.

كان عبء ثقيل عليّ جداً التفكير بمدى تأثير مش كلماتي ولا أفكاري ولا أحداث قصّتي لا بل التأثير اللي يصنعه وجود هذا النموذج المحبوب الملاك في أعين مُعجبيه، وأدركت أنه بعض الأدوار البطولية لهؤلاء النماذج ما تزيدهم إلاّ حباً وإعجاباً وتعلّقاً إلى حد الهوس. وما رح أعيش أيّامي بخوف من إن البطل المحبوب في الرواية الفلانية يُعلن مستقبلاً عن ميوله المثلية، أو ينتشر عنه خبر غير أخلاقي، لأنه من الوارد جداً هذا الخبر ما  بيدمّر صورته في أعين معجبينه المهووسين بل رح يدمّر كل المعتقدات والمبادئ النّقية لدى هذا المعجب المتعلّق فيه حد الدّفاع عنه أو حتى تقليده. وشفت عيّنات، شفت و انصدمت.

إذا كانت العنقاء تستسلم للشيطان وتتبع قطيع المذنبين علانية، وإس٧٧ يصدّق أن الأرض مسطّحة ولا إله لهذا العالم، ومتوحّد اسبرجر يبتعد عن النقاء و البراءة، والمارِق يقتل المتزوّجين المستقمين، والحارس الملكي يخون الأميرة بحجّة النّزعة البشرية، والقاتل المتسلسل يعتقد أن الخالق يظلمه على قدره ويبدأ يتكبّر ويقول هو ما يشوف معاناتي إذاً هو غير موجود؛ فالأفضل تُستأصل صورة هذه الشخصيات وتتغير أسماءها وتظهر بُحلّة جديدة أو لا تُنشر قصصها إلى الأبد.

سائق سيّارة الأجرة إذا ما كان ذو ضمير ويعرف أخطاءه ويعتذر عنها، إذا ما كان صاحب مبادئ ومواقف ويحترم اختلافات الآخرين، إذا ما كان مثقف مش فقط في الموسيقى بل في الأديان وحدودها، إذا كان يعتمد على غنى أبوه ويتّخذ الشّهرة درع له من الإساءة، فهو مش سائق سيّارة الأجرة. ما أقدر أحب شخصية إذا ما احترمتها، على الأقلّ بالنسبة لكاتبة. أمّا بالنسبة كشخص يعرف أن دينه هو أكثر الأشياء نورانية في هذا الظلام، أُفضِّل العمى على رؤية هذه النماذج يتم تقديسها ومدحها والإعجاب بها على صفحتي.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 20, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

🔴 تغييـر Where stories live. Discover now