33 |عناق في الظلام|

Depuis le début
                                    

"لو أنني عرفتُ قبل ذلك لأوقفتُكِ، لا أريدكِ أن تتعبي، أو تتعرضي للخطر.."

أعاد الجملة مجدداً وأخفضت رأسها تشد على يدها، لم تكن تتعب، لم تكن بخطر، كانت بالحقيقة سعيدةٌ جداً، ولكن آرمور لم يكن ليفهم ذلك، لذا التزمت الصمت..

"أخبرني آلفيس أنه لولا ذلك لكنتِ ميتةً بالفعل ولما استطاع مساعدتكِ في الوقت المناسب، أثنى على تدريبكِ وحركاتكِ، لذا أعتقد أنه بعد عشر سنوات لم يعد بوسعي أن أوقف أي شيء، ولا يمكنني أن أطلب من ميردا أن تتوقف بعدما حصل اليوم.."

نظرت نحوه بأعينٍ لامعة، كانت سعيدة أنه اتخذ قراراً مثل هذا، رغم أنها تعلم في قرارة نفسها أن آرمور الذي تعرفه سيعاقب ميردا باعتبارها أحد أتباع عائلته، ولكنه لن يتجرأ أن يقسو بسبب لوسيوس..

"من الجيد أنكِ بخير، احظي بقسطٍ كافٍ من النوم.."

قال وهو يقبل رأسها ثم خرج من الغرفة، كان عليها أن تشعر بحنانه عليها، ولكنها شعرت بالضيق يحتل قلبها، كان ذلك مزعجٌ جداً، بشكلٍ لم تستطع تحمله..

نهضت من مكانها لتستحم، بينما تضع جسدها تحت المياه كان بوسعها أن ترى الدماء تتساقط من كتفها لتملأ الأرض باللون الأحمر، تذكرت ما حصل بالتفصيل، هجومهم عليها، وكيف غرس أنيابه في كتفها ولكنها تداركت الأمر قبل أن يتعمق لتبعده عنها..

وضعت قماشةً على الجرح تشد عليه بخفة ثم بدلت ملابسها وخرجت من غرفتها بدون أن تجفف شعرها، تسير نحو مكتبة كريستوفر التي كانت تحل مكانه هنا، تمنت لو كان كريستوفر موجوداً، لم تكن الأمور لتسير على هذا النحو بأي شيء.

فتحت الباب بهدوء حتى لا يصل الصوت لغرفة آرمور، كانت المكتبة غارقةٌ بالظلام أيضاً، رفوف الكتب التي ترتفع حتى السقف كانت تحدق بها، وبالشاب الذي يجلس على الكرسي بجانب النافذة يحدق بالخارج، بنفس الطريقة التي كان يفعلها كريستوفر دوماً..

"لم أتيتِ؟"

سألها بدون أن يلتفت لتبتلغ ريقها، ورغم أنه لم ينظر لها فقد لاحظ ذلك، كان لديه سمعٌ قويٌ بالفعل..

"تعرفين أنني سأكون هنا بعد يومٍ طويلٍ مثل هذا."

"استيقظتُ للتو.."

حرك الكرسي ليتلف نحوها أخيراً، في وسط الظلام، كان بالتأكيد يراها، كانوا كائنات الظلام، ولم تكن ستتأقلم مع ذلك أبداً..

"كيف تشعرين؟"

ذلك السؤال التي أرادت أن يسأله آرمور، ذلك السؤال الذي لم ينطقه حتى بعد مرورها بتجربةٍ مريعة، اهتم فقط بكبريائه اللعين، أن ميردا فعلت شيئاً من وراء ظهره..

مشت بسرعة لتقف مقابلاً له، نظر لها باستغراب ثم وقف يستند على المكتب وينظر لها، كان أطول منها بكثير، وجدها مجرد فتاةٍ بريئة تحدق به بعيني قطة، وتقف أمامه مباشرةً..

 Nuckles land | أرض نوكلس Où les histoires vivent. Découvrez maintenant