الفصل الرابع

ابدأ من البداية
                                    

ان فكرة زواج نيك و داليا و اقامتهما في هذا القصر تجعلها تشعر باليأس الشديد, يبدو لها انها لن تقبل ابداً بظلم القدر, ولكن اذا تزوجت من ستيفن سيكون لديها اهتمامات اخرى وعلي كل حال هما يعرفان بعضهما منذ مدة طويلة .
- فكري جيداً شيلي, هذا القرار بحاجة لبعض الدرس ولكن ارجوك عديني ان تعتبري طلبي جدياً .
- اعدك بذلك .. اجابته مبتسمة .
- حسناً و الآن يا صغيرتي شيلي فلنتمتع بعشائنا الممتاز .
بعد يومين وافقت شيلي على طلب ستيفن هذا القرار كان يبدو لها شيء من الجنون و التعقل في آن واحد, كانت قد درست عرضه من كل الجهات, كان ذلك بدون شك لوضع حد الاضطراب فكرها فاختارت زواج العقل .
وفي اليوم التالي قدم لها ستيفن خاتم الخطوبة و كان مزينا بالالماس .
- اتمني ان يكون مناسباً لاصبعك .. قال لها وهو يدس الخاتم في اصبعها, فحبست دموعها وابتسمت فانحني و طبع قبلة على خدها .
- سترين يا شيلي لن تندمي .
لاحظت شيلي قلقه فابتسمت بحرارة اكثر .
- و انا ايضاً متأكدة اننا لن نندم .. ووعدت نفسها ان تكون زوجة مثالية له .
في الصباح اليوم التالي في القصر كانت شيلي تراقب سير العمل في الطابق العلوي, عندما سمعت فجأة صوت داليا فنظرت من النافذة و راتهما يتجهان نحو المنزل .

- نيك عزيزي ! لقد اصحبت الحديقة رائعة ! اعتقد انني ساكون سعيدة كسيدة لقصر الالشويك !
- ستكونين سيدة هذا القصر قريباً داليا !
لماذا رفع صوته عندما اجابها ؟ تساءلت شيلي وهي تزال مكانها وبسرعة فهمت انه رأى سيارتها امام المنزل وانه يريدها ان تسمع كلامه ليزيد من عذابها ..
- اوه ! نيك يا عزيزي .. قالت داليا بدلال .. كم يعجبني مكتبك ! اتمني ان لا يكون محظوراً علي .
- انا بحاجة لمكان خاص بي داليا و اخشى ان لا اسمح لك دائماً بدخوله ..
السماح ! ابتسمت شيلي عندما سمعت كلامه وتذكرت كلمات والدة نيك .. نيك سيحاول السيطرة عليك, الافضل ان تعلمي هذا من الآن, هذا من طبعه اليوناني, رجال بلادي كلهم هكذا, متحجرون و متسلطون, لهذا السبب تزوجت انا رجلاً انكليزياً .
- سأحترم دائماً قرارتك يا عزيزي, انت تعلم ذلك جيداً ! . اجابته داليا بدلال .
ثم دخلا الى الغرفة التي توجد فيها زوجته السابقة و اول ما لفت نظره السلسلة الذهبية المتدلية من عنقها, انها اول هدية قدمها لها ..
- لقد قمت بعمل جيد آنسة سكوت . قالت لها داليا باستخفاف .. انا متأكدة ان السيد وايت لن يتردد في الدعاية لك .
- انا لست محتاجة للدعاية آنسة ... قاطعتها شيلي بجفاف .. انا معروفة جيداً في اوساط الديكور .. اعذريني لدي اعمال اخرى .

ثم خرجت من الغرفة و تركتهما وحدهما, كان يجب ان تراقب سير العمل, فبعد عشرة ايام على الاقل سيكون كل شيء جاهزاً, ولن ار نيك مرة ثانية, فكرت بمرارة لماذا التقت به عندما اوشكت على نسيانه ؟ تساءلت وهي تتجه الى النهر الصغير . فجأة فكرت بمنزل عائلة نيك, حيث تعيش الآن ووالدته و اخته انه يبعد مئة كيلو متر عن قصر الالشويك, كم كانت تحب ذلك المنزل الكبير و حدائقه ! لقد عاشت فيه اجمل ايام حياتها مع نيك .
ابتعدت سيارة نيك, لقد سمعت هدير محركها يصبح خفيفاً الى ان اختفي يبدو ان الخطيبين غادرا القصر فقررت العودة لمتابعة تفحص المنزل, قضت وقتاً طويلاً تتجول بين الغرف وتتساءل عما تفعله هنا .
- الا تزالين هنا ؟
التفت فجأة الى الوراء عندما سمعت هذا الصوت الذي تعرفه من بين مئات الاصوات .
- اعتقدت انك ذهبت ..
- رافقت داليا الى المحطة
- هل ذهبت الى شيشير ؟
هم نيك بالاجابة على سؤالها عندما توقف نظره فجأة على الخاتم الذي في اصبعها . للحظة بدا مذهولاً ثم امسك يدها بعنف .
- ما هذا ؟
- يبدو انه واضح تماما .. اجابته وهي تسحب يدها غاضبة .. انه خاتم الخطوبة !
- كنت تضعينه منذ قليل ؟
- طبعاً ! لكنك انت لم تنتبه له, هذا كل ما في الامر !
وشعرت بالارتباك لأنها وحدها مع نيك في هذا المنزل .
- من هو ؟ سألها وهو ينظر الى عيونها بحدة
- ستيفن.. مديري
- هيا !هذا الرجل لا يحبك !
- لا ارى سبباً يدعوك للحكم عليه . اجابته بجفاف .
- هذا طبيعي ! لو كان يحبك لما انتظر كل هذه المدة ليتزوجك !
- وهل انت تعلم منذ متي انا اعمل معه ؟
- نعم .. لقد سألته انه زواج تعقل, اليس كذلك ؟يا له من توافق مهني ! اعتقد ان هذه فكرته, فهو يعلم انك اذا تزوجت رجلاً اخراً ستتركين مؤسسته .. اما بالنسبة لدوافعك .. ايه ... حسناً .. اعتقد ... ثم سكت ماذا كان يريد ان يقول ؟ ايظن انها ستتزوج ستيفن انتقاماً من زوجها السابق ؟
- لماذا عدت يا نيك . ايوجد شيء آخر تريد تغييره ؟
- لا كنت اريد رؤيتك اخيراً .. لم يعد لذلك اية اهمية, اتمني لك السعادة شيلي .. ثم القي نظرة جديدة علي خاتمها و عقد حاجبيه و خرج .

روايات احلام/ عبير: ومرت الغيومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن