الفصل الثالث

12.4K 254 6
                                    

انتبهت لنظرات الحيرة في عيون نيك المنصبة عليها, فاحمر وجهها ثم ابتسمت له لم يستطع نيك اخفاء دهشته امام هذا التغير في موقفها منه .
- لقد زرنا كل المكان .قال ستيفن ..هذا المنزل سيكون رائعاً عندما تنتهي الاعمال فيه .
- عندما تنتهي كما اريدها انا . حدد نيك . انا مصر على عدم تغير أي شيء مما قررناه انا و الآنسة سكوت .
- حسناً . قال ستيفن وهو ينظر الى ساعة يده . "ايمكنني ان ادعوك لشرب كأس قبل ان نعود الى لندن" ؟
ابتسمت له شيلي من جديد ابتسامة تشجيع .
- انا آسف . هذا مستحيل . ساكون هنا غداً ... مع الآنسة اونوين, لدينا موعد مع منسق الحدائق .
- الن تستعمل جرافة و تنسيق الحدائق من جديد ؟ سأله ستيفن .
- بالتأكيد لا ! يجب الاهتمام بها بحذر شديد, لأنها مليئة بالنباتات و الاشجار النادرة !
بعد لحظات غادرا القصر .
- غريب لقد لفظ نفس العبارة التي استعملتها انت .. كلمة بكلمة ... هل كان معك عندما استكشفت المكان ؟
- نعم ... بالفعل ...
- لابد انه كان بأفضل مزاجه !
- نعم كان مزاجه جيداً يومها .
و عادت اليها ذكريات كثيرة لكن ستيفن قاطع افكارها .
- فلنأمل ان يبقي مزاجه جيداً عندما يتعلق فاتورتنا !
كما كانت تتوقع . قبل نيك بالشروط دون اية مناقشة وبدأت الاعمال وملأ العمال القصر , وبعد عشرة ايام كانت شيلي تعرض امام داليا عينات من ورق الجدران .
- هذه العينات لا تهمني ابدا آنسة سكوت ! اريد ورق الكاتلوج , آه بالنسبة للحمامين .. لقدقررت ان يكون حمامي ازرق !
- لقد اختار السيد وايت اللون الليلكي .
- اجعليه ازرق ! . قالت لها بحدة .

لو رآها نيك بهذه اللحظة, لما صدق عينيه فكرت شيلي بسخرية
- بأمكان السيد وايت ان يختار لنفسه اللون الذي يريد لكن حمامي سيكون ازرق مع اللون الذهبي .
لم تضف شيلي شيئاً و كان نيك قد اتصل هاتفياً بالسيد ستيفن و اخبره انه يريد رؤيتها في الغد, فقررت ان تخبره عن قرارات خطيبته , وكانت شيلي تقيم في الفندق اثناء اشرافها على سير العمل .
- الآن يجب ان تختار ورق الجدران ذكرتها شيلي . اذا كنت ستعودين اليوم الى شيشير ,فلن يكون لديك فرصة اخرى لذلك ...
- قبل ان نختار سجاد غرفة النوم الرئيسية ...
- سيتم ذلك بعد يومين فقط .
- فقط ؟ انك تعملين بسرعة . هذا مستحيل !
- كل شيء ممكن عندما تكون الامكانيات و اليد العاملة متاحة .
- حسنا ... فلنرى العينات .. هذه! اريد هذه .
- اعتقد انها لا تناسب جو الغرفة العام ...
- افعلي ما اقوله لك ! . امرتها داليا بجفاف .
سجلت شيلي رقم العينة ولم تضف أي تعليق آخر و تنفست صعداء عندما رأت سيارة داليا تختفي في اخر الشارع .
بعد قليل توقفت سيارة نيك المرسيدس امام القصر, يا لهما من خطبين غريبين ! . قالت شيلي لنفسها و بدأ قلبها يدق بجنون .
- لقد رحلت الآنسة اونوين لتوها .. شحرت له بصوت يرتجف .

استقبل نيك الخبر بدون مبالاة و اقترب منها .
- الا تزالين هنا منذ الصباح ؟
- نعم .. انها مرحلة مهمة من العمل !
- هيا بنا لنرى ذلك .
سبقته الى البهو ثم تاملته بصمت وهو يتفحص داربزين السلم الداخلي باعجاب .
- آه .. بالنسبة للحمامين ... الآنسة اونوين تريد اللون الازرق, لقد سبق وان طلبت كل شيء يتناسب مع الليلكي, ولكن بامكاني ان اتصل بهم غداً لغيروا الطلبية .
- لا ضرورة لذلك .
- ولكن ماذا ستقول هي ؟
- لن تقول شيئاً, سبق و قررت انا انه سيكون ليلكي .
- كما كنا قد اخترناه معاً في الماضي . همست بصوت مرتجف و انتظرت ردة فعله .
- تماما ان ذاكرتك جيدة ...
نظرت مباشرة الى عيونه, وتجاهلت ابتسامته الساخرة .
- انت تدعي ان ذاكرتي جيدة !
- لا افهم ما تقصدين ...
- كل ما تفعله هنا, قررناه نحن معاً في الماضي . يبدو انك انت ايضاً تملك ذاكرة جيدة !
- الذكريات توقفت, وضحك بمرارة .. خاصة بعد ان قررت الزواج من جديد .
- ذكرياتنا ؟ سألته بهدوء .
- ماذا تريدين ان تقولي ؟
- لا شيء ...

روايات احلام/ عبير: ومرت الغيومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن