الفصل الثاني

Start from the beginning
                                    

ترددت شيلي و لم تشأ ان تخبره بسبب رفضها .
انه يعرف اشياء كثيرة عنها .. زواجها .. طلاقها .. الافضل ان تلتزم الصمت
- يجب ان كون صريحاً معك .. شيلي اذا رفضت فان هذا الزبون سيقصد مؤسسة اخرى .
- هذا مستحيل ! كونيكا افضل مني بكثير ..
- انت تعلمين ان هذا الكلام ليس صحيحاً ! هذا الرجل سمع الكثير عنك وعن مواهبك و خبرتك ..
- انا لا اصدق
انه ابتزاز, نعم ابتزاز حقيقي ! نيك يريد ان يعاقبها على طريقته باجبارها على ديكور هذا المنزل الذي طالما كانا يحلمان به وكي يقيم مع امراة اخرى ! يا للسخرية يا للاهانة !
- لكن هذه الحقيقة .. شيلي انه لا يريد مصمماً غيرك, انا لا اخترع شيئاً ! .. تأملها جيداً, كأنه يحاول ايجاد الجواب على اسئلة لا يجرؤ على طرحها .
- حسنا ستيفن, ساهتم بهذا العمل, لا يمكننا ان نترك مثل هذا العقد يقع بين ايدي منافسينا, ولكن صدقني, اتمنى ان ينتهي هذا العمل بأقصى سرعة ممكنة .
- هذا كله يتوقف عليك انت, قدمي كشفاً كاملاً, و ما ان نحصل على موافقته لا شيء يمنعك من الاسراع في العمل .
عقدت شيلي حاجبيها, هي التي كانت دائماً تصر على ان تمنح عملها كل الوقت الذي يحتاجه مهما كانت الظروف .. هذه المرة انه ليس زبون عادي ,انه زوجها السابق.. فالافضل ان ينتهي كل شيء معه بسرعة .
في اليوم التالي توجهت الى الالشويك و قررت ان تنام في الفندق كي لا تضطر لقيادة سيارتها ليلاً من اجل العودة الى لندن كل يوم, تجولت بين غرف القصر وهي تحمل قلماً و دفتر ملاحظاتها, يجب ان تخلق جمالاً, ولكنها لا تجرؤ على اقتراح نفس التغيرات التي سبق لها ان تخيلتها مع نيك في الماضي, على كل حال يكفي تجديد الاطار و بالامكان الاحتفاظ مثلاً ببلاط غرفة الطعام وبستائر الصالون ، اما الاثاث ... فيجب اولاً استشارة خطيبة نيك لمعرفة ذوقها, قد يكون مخالفاً لما احببناه انا ونيك ,قالت بحسرة .
كانت الشمس قد غابت عندما ركبت سيارتها ، وبعد دقائق وصلت الى فندق انجل افضل فندق في المنطقة ، ستيفن يصر دائماً على راحة معاونيه اثناء تنقلاتهم ،و الا لما استطاعت شيلي ان تحجز غرفة بهذه الفخامة .
لم تكن ترغب بتناول العشاء وحدها في صالة الطعام الخاصة بالفندق ، فوجود امرأة تتناول طعامها وحدها ليس جميلاً, فقررت تناول وجبتها في غرفتها, اتصلت من غرفتها بالاستعلامات فاخبروها انه لا يمكن احضار عشائها الى الغرفة قبل ساعة, فقررت ان تنزل و تتناول العشاء في الاسفل .
ما ان دخلت الى صالة الطعام حتى رأت نيك يجلس خلف احدى الطاولات ونور الشمعة ينعكس على وجهه ، ارادت ان تتراجع ، لكن الخادم اقترب منها , وعندما مرا امام نيك, رفع نيك عيونه و كان يبدو متفاجئاً .

- شيلي ! تعالي و انضمي الي .
- لا شكراً.
- بامكاننا مناقشة الاعمال .. ثم التفت الى الخادم و قال له بلهجته الهادئة الحازمة .. ستتناول السيدة العشاء معي .
جلست شيلي رغماً عنها, لم تكن ترغب باقامة مشاحنة امام الناس .
- انت تعلم جيداً انني لا ارغب بتناول العشاء معك.
- هيا ! لا تتصرفي كالاطفال ! لدينا اشياء كثيرة نتكلم بها .
- كيف حصل انك هنا ؟ .سألته بهدوء و لاحظت انه عقد حاجبيه, و انتظرت ان يوجه اليها ملاحظة جديدة عن تصرفاتها الصبيانية, لكنه اجاب بكل هدوء .
- لقد ذهبت في الصباح الى القصر, و زرت بعد الظهر معرضاً للرسم ، و اشتريت ثلاثة لوحات .. انها كبيرة و ستبقي في المعرض الى ان يصبح المنزل جاهزاً .
- هل ستبقي هنا هذه الليلة ؟
- بالفعل .. اريد ان احضر غداً مزاداً لبيع المفروشات القديمة .
- اتريد شراء اثاث قديم ؟ لكل الغرف ؟
- لمعظمها, سأحضر بعضها من منزلي ، وسأشتري البعض الاخر .
- نحن كنا نريد .. ثم قطعت كلامها و احمر وجهها .

روايات احلام/ عبير: ومرت الغيومWhere stories live. Discover now