"بالرغم من عزلتك و عدم مشاركتنا الأحاديث إلا أنني أفتقد وجودك و كثيراً"

ما نطقه قد بتر به سلسلة أفكاري و جعل من دموعي التي كنت كالحارسة أقف و أمنع خروجها تمردت و خرجت قصراً عني كسرت كل الحواجز و سقطت ... سلكت طريقها للحرية ، لوجنتاي ... شعرت بأنه لا يجب أن أخاف من سقوط هذه الدموع أمامه فهو الشخص الوحيد الذي شهد جميع لحظات ضعفي و عجزي و أنهياري ...اسند ذقنه على رأسي ثم قبل فروة رأسي و يده يربت بها على ضهري و كأنني أبنته الصغيرة التي قد تم تمزيق دميتها و ارتمت في بحضن والدها لتفريغ ما بها ...

ها أنا ذا بزنزانتي او بمعنى أصح في المكان الذي بت انتمي له و ينتمي لي ...بعيناي الذابلتان من البكاء و روحي المرهقة من ما لا أعلم ...لقد جلبت تلك الحارسة الكتب و الدفاتر التي جلبها لوكاس بعد ان قاموا بتفتيشها ...رتبتها في زاوية الغرفة ...فأنا قد طلبت أن ابقى بهذه الزنزانة المنفردة و قد قبلوا طلبي لا أعلم لماذا و لكن ربما تعاطُف او شفقة علي ...و أيضا طلبت ساعة و قد جلبوا ساعة حائط عادية بسيطة الشكل و تفي بالغرض بالتأكيد سيجلبو ساعة حائط عادية فأنا في سجن لست في فندق خمسة نجوم على كلاً انا اريدها لمعرفة الأيام التي تمر...الأيام التي تضيع و التي لا يجب ان تضيع ...الساعات التي يجب علي فيها ان اكون في المدرسة بدل السجن ...و لكن انا من فعلت هذا بنفسي...انا من اوصلت نفسي لهذه النقطة العمياء

فحتى يوجد لنا وقت للخروج و الجلوس تحت اشعة الشمس و لكن انا ارفض الخروج في كل مرة حتى انه لم يعودوا يسألوني ان كنت اريد الخروج لانهم يعلمون بالأجابة مسبقاً...فأنا احب الوحدة و الانعزال بشكل كبير ...هي عالمي ...وطني..مكاني الذي انتمي له ...الوحدة هي الشيء الأحب لقلبي و الشيء الاكثر راحة من كل شيء ...هي مهربي من هذا العالم و ملجئي الوحيد بعد أخي ...هي المكان الذي اكون فيه انا هي حقا أنا

يا ترا هل سيمر سبعمئة و لا ادري عدد الأيام و لكنها تتراوح بين الثلاثون او عشرون يوماً ...هل ستمر كل هذه المدة و أنا في ذات المكان ...و انا ذات الشخص ...هل سأبقى في ذات الغرفة مع نفس الجدران و نفس السرير ...للأسف الاجابة لكل هذه الأسئلة و التي هي كلها سؤال واحد "نعم"
اشعر أنني وصلت لمرحلة عليا من مراحل اللاعقلانية و التوهم...
أنني أُكثر التحدث مع نفسي طيلة الاربعة و عشرون ساعة ...اشعر أنني بطريقي لأيجاد نفسي الضائعة ...إيجاد ذاتي التي أجهلها او ربما طريق الوصول لحقيقتي...

لقد مر ثلاث أسابيع و الحال كما الحال في أول أسبوع

لكن أشعر أنني لست ذات الشخص هناك اختلاف طفيف و لكنه سيبرز مع مرور الأيام... فلقد غيرت الكثير من الأشياء أصبحت أضيع وقتي في دراسة المنهج... أريد أن أحفظ و أختم بشكل تام كل ما هو صغير و كبير متواجد في طيات الصفحات فلدي سنتان و بضعة أيام و استطيع حفظ كل شيء ظهراً عن قلب لأن كل وقتي فراغ و لا يوجد ما يلهيني عن الدراسة... أول شيء سأفعله عندما أخرج من هنا سأقدم الأمتحانات النهائية و بعد أن أنجح بمعدل عالي سوف أدخل كلية الطب و أحقق حلم والدتي الذي أخبرتني به منذ أول يوم لي في المدرسة أنها تريد رؤيتي طبيبة ناجحة لامعة... و سأحقق لها حلمها و سأصبح طبيبة جراحة

تسعة سنوات Där berättelser lever. Upptäck nu