المُقَدِّمَة

97 25 33
                                    

بِعالَمٍ ما، سقطَ نيزَكٌ بِهيئَةُ شِهاب، أسقطَ أجزاءٌ مِن حِجارَتِهِ فَلَمعَت لِما واجهَتهُ مِن حَرارَةٌ وتوَهجَت، وتفَرَّقَت بِمناطِقٌ مختلفة بِذات المساحة.

أحَدُ المُزارِعينَ كانَ يحصدُ ما نَمَى مِن مَحاصيله؛ مُقَرِرًا الذهاب للسوق وبيع خُضراواتهِ الطازجة اليوم، لكن وأثناء مُرورهِ بِالعربة أدركَ ما كادَ خِنزيرَهُ الصَغير أن يتَناوله، فَحمَلَ الحِجارَةُ عن فَمِ الخنزير ورفعَ حاجبَيّهِ مَذهولًا مِن لَمَعانِها..

وكَشخصٌ مُحِبٌ لِجَمعِ الصُخور بِطبيعَتِه، هو حفَظَها بِعُلبَةٌ زُجاجِيّة وتركَهَا بِغُرفتهِ، ولم يَعُد إلّا مساءً..

حينما إشتعَلَت لعنَتها بِمُنتصَفُ اللَيّل، وأضائت الغُرفَةُ أسفل تَحديق المُزارِع المَفزوع، حتى إنفجرَت وأعمَت بَصيرَتِهِ وإدراكه!

فَباتَ شخصًا مُختَلِفًا، يَحمِلُ بِيَدِهِ عَصًا بِنِهايَّتِها كُرَةٌ زُجاجِيّة حَوَت الحِجارَةُ المُضيئةُ داخِلِها، وحسبُ رغبَتهِ كانَ يتحَكَّمُ بِما حوله!

"دَومًا ما تَسائَلتُ؛ أكانَت الكَوارِثُ الطَبيعِيَّة هي ما تُشَكِّل الخَطَرُ الأكبَر على الحَياة... أم أنَها عُقولُ البَشَر؟"

الأرضُ بِنهايَةِ القرن الواحِد والعِشرون كانت تواجه ظاهِرةٌ لم تحدُثُ قَبلًا ولن تتكرر أبدًا لأنه على الأغلب ستتسبب هذه الظاهرة بنهايّةِ الحياة للأبد!

ظُهُور كوكَبٌ مِن بينَ السُحُب بِنَهارٌ ما بِشهرُ فبراير سبَّبَ الذُعر لِغالبيّة سُكان الكوكَب..

كانت الأخبارُ تتناقل أسرع مِن الضوء، العناوينُ إختلَفَت رُغمَ كونه موضوعٌ واحد، والأسئلة لم تتوقف عن التزايُد..

ما هذا الذي بِالسماء؟ كيفَ ظَهَرَ بِليلَةٌ واحدة؟
ولماذا هو يُشبه كوكب الأرض لِهذا الحد!

وكالات الأبحاث لم تُعلن حتى هذهِ اللحظة عن سبب ما يحدُث، وهل قد يُشَكِّل وجود هذا الكوكب بِسمائنا خطَرًا على الحياة؟ أم يُمكننا المضيّ قدمًا والتعامُل وكأنهُ قمَرٌ ثانِ؟

"أكانَت المَسافة أربعة واثنين من عشرة منذُ البداية؟ ليست اثنين وستة من عشرة فقط؟"

"صدقني.. لقد دوّنتُ كل البيانات هنا وهي صحيحة تمامًا!"

لم يَكُن لِهذا الكوكب خط سير مُعيّن، أو ربما لم يكُن يتحرك مِن موقعهُ قط! لكنه فجأة أصبحَ بِهذا القُرب، فكيفَ لِأمرٌ كَهذا أن يحدُث؟

"تأكدتُم مِن الطعام وأنابيب الاِكسُجين؟"

"كل شيء جاهِز، رئيس! ينقُصنا فقط حُضورُ العالِم-.."

"والعالِمُ أيضًا قد تجهَّز، رئيس."

رِحلَةٌ إستكشافيّة فرديّة يذهَبُ بِها العالِم والبروفيسور المَسؤول؛ تشانيول بارك، مُجيبًا على كُلِّ الأسئلة التي لم تَكُن أبحاثِهِ مِن موقعه بِمعمله كافِيَّة لِلإجابة عليها..

"المَكانُ هُنا مُدَمَّرٌ تمامًا! الأشجار مُنقطعة ومحروقة، الرَماد يُغطي مُعظم البِنايات إلَّم تَكُن قد سقطت بِالفِعل..!"

"أكادُ لا اُصَدِّق.. أهذِهِ هيَ واشنطن؟!"

تَشابُه الكوكَب لم يَكُن ظاهِريًّا وحسب، وإنما غُلافه الجوّي، تضاريسه، مواقع اليابس والماء عليّه! كل شيء كانَ مُطابِق لِكوكَب الأرض.

"أجُنِنتَ أكثر مِما أنتَ عليّه؟ ليسَ لِأنكَ داوَيّتَ جُروحك وغيّرتَ لون شعرك فَتُحاوِل اِقناعي بِما تَقول!"

"اِنظُري بِالسَماء وسَتُصدقينَني."

كُلَ شيء... كانَ مُطابِق لِكوكَبِ الأرض.



فُرصَةٌ أُخرَى

مرحبًا~
نورتوني في كتابي الأول ✨️

نوعه خيال علمي وأكشن، وتاريخ الأحداث في المستقبل
فَفي حالة واجهتكم أي مشكلة في التخيل عرفوني وهساعدكم ^^

في نقط مهمة عن الفكرة المِحوريّة للرواية وضحت بالفعل مِن ما بين السطور،
متطلعة لآرائكُم وتخميناتكم! ♡

وبس.. دمتُم بِخير 🌷

فُرصَةٌ أُخرَى | Another ChanceМесто, где живут истории. Откройте их для себя