غبار الورد ، الجزء الثالث بقلمي ..
قالت صفاء : بعد وفاة جدي لم يتغير الأمر كثيراً لأن جدتي لا زالت على قيد الحياة ، ولا زلنا بخير لتواجدها بيننا وهذا يعني أن وجود كبار السن في المنزل يخلق الألفة والمحبة والترابط العائلي .. ولكن جدتي حزينة جداً لفراق جدي لقد كانت تحتفظ بملابسه وتنام على فراشهِ ، وفي كل يوم تتعطر وتتزين وكأنها تراه بيننا ، كانت تطلب من خالتي ماجدة أن تقوم بطهي الطعام المحبب لجدي ، ثم تأمر أولادها بأن يتصدقوا به على الفقراء ..
ورغم كل ذلك إلا أنها كانت تخفي حزناً عميقاً في داخلها ، ولم تنتظر كثيراً بل لحقت به وهي تستعد للصلاة فكانت الصلاة الأخيرة لها ..
أنا الآن في المستوى الجامعي الأول ، ولكن أحببت أن اكتب تلك الذكريات كي أتعلم منها مستقبلاً المعنى الحقيقي للوفاء والبذل والعطاء والصبر والأهتمام ..
لقد كانت جدتي تتجاهل أخطاء جدي كي تحتفظ بذكرياته الجميلة بعد فراقه ، فليس مع الوفاء ترصد او إساءة ......
قالوا دوام الحال من المحال .. وهذا ما جرى بعد وفاة جدي وجدتي ، لا أدري هل كانوا يتصنعون الألفة والمحبة أيام جدي وجدتي ؟ أم أن المال يفرق بين الأخوان ، زوجات اعمامي بدأو يطالبون بمساكن مستقلة ، وازواج خالاتي ايضا بدأو يحرضون خالاتي على أخوتهم .واندلعت الحرب في بيت جدي ولم تنطفي نارها إلا بعد أن أتى المشتري لبيت جدي وتفرقت تلك العائلة الكبيرة ....
