2

49 4 1
                                    

=والله يا مروة أخوكي مغلبني، شرباته في كل حتة وكل شوية ألمها من رواه، تعرفي ايه المشكلة إن زين بيتعلم منه وبقلده وحاليا بقيت بلم شرباته هو زين من كل مكان.
ضحكت مروة وقالت في محاولة إنها تهون عليا:
_معليش يا فاطم يا حبيبتي حذيفة مهمل حبتين لا تلاتة بس طيب استحمليه.
وبعدها سمعت صوت تكتة المفتاح في الباب عرفت إنهم وصلوا.
=طيب سلام يا مروة، علشان فيه مرشح هيتقال دلوقت أخوكي وصل.
طلعت ووقفت وأنا حاطة إيدي في وسطي وببصله وأنا مديقه عيني ليه ولزين ابننا وبقول:
=أهلًا بالباشا، وأهلًا بالأستاذ زين النسخة المصغرة من باباه.
لقيت زين جري وحضني وقالني
_ازيك يا ماما وحشتيني أوي.
ساعتها نسيت أنا كنت جاية أتكلم في ايه أو أتخانق ليه، وحضنته وأنا بقول:
=حبيب ماما الي واحشني، كملت وأنا بلعب في خدوده، شو هالقمر حجي يا ولاد.
وبعدين بصيت لحذيفة:
=ادخلوا غيروا علشان عملالكم صينينة مكرونة بالبشاميل انهاردة تجنن.
لقيت حذيفة باس رأسي وقالي
_أنا رزقي في الدنيا زوجة صالحة والله.
قولته وأنا داخلة المطبخ، وبضحك.
=حبيبي تسلم، يكش تقدرها بس.
ولحد ما غيروا لبسهم وأنا جهزت الأكل وحطيته على السفرة، وبدأنا ناكل لقينا زين بيتكلم.
=احنا اخدنا انهاردة في آية في سورة الحشر قوله تعالى  "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ"
ايه هو سبب النزول يابابا.
حذيفة رد عليه وقال لو كملت أكلك كله هحكيلك سبب النزول وكمان قصص كتير تخص الآية دي.
زين كمل أكله بفرحة.
وبعد مخلصنا وزين ساعدني في لم الأكل وكان حذيفة حضرلنا مشروب نشربه.
بدأ حذيفة يقص على زين سبب النزول:
_بص يا زين مرة الرسول صلى اللّه عليه وسلم دخل عليه رجل مجهد يعني تعبان وطلب من الرسول طعام، فبعث الرسول لزوجاته فقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم مفيش في البيت إلا الماء، فالرسول صلى الله عليه وسلم سأل الصحابة مين ياخد الضيف ويكرمه في بيته، فجاء رجل من الانصار وقال للرسول صلى الله عليه وسلم أنا أكرمه، وبالفعل أخد الرجل لبيته ولكن لما ذهب به لزوجته قالتله مفيش إلا عشى الأطفال فطلب منها الرجل إنها تنيمهم وتجيب العشى ده للضيف وتقلل إضاءة الغرفة بحيث إن الأنصاري لما يقعد مع الرجل يمثل فيبان إنه بياكل بس هو مش هياكل، المرأة عملت كده وأطعموا الضيف ونام الأنصاري وزوجته وأولاده جعانين في اليوم ده، ولما الرسول صلى الله عليه وسلم عرف قال للأنصاري "قد عجب الله من صنيعكم في ضيف رسول الله" ونزل قوله تعالى "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ"، وده هو الإيثار يا زين.

كنت بسمع حذيفة وأنا مبسوطة عمري في يوم ماندمت على أختياره وكنت واثقه إنه هيكون أب صالح وزوج صالح، رد زين ابننا.

_يعني الإيثار إننا نعطي الشئ لغيرنا على الرغم من حاجتنا ليه.
رديت عليه
=صح يا زين وعلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فيه مواقف من دي كتير زي في معركة اليرموك لما جابوا الماء لسيدنا عكرمة بن أبي جهل شربة ماء وكان جريح وطلبوا منه يشرب، رفض وقالهم: اعطوا أخي فإنه يتألم. يقصد الجريح الي جنبه مش أخوه حقيقةً راحوا للجنبوا قالهم نفس الشئ والثالث قالهم نفس الشئ لحد ماماتوا كلهم وبقت شربة الماء زي ماهي.
شفت نظرة مزيج مابين التأثر والفخر في عيونه إن هما دول صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعدين سألته

=ايه شعورك لو قولتلك هناخد أحسن لعبة بتفضلها عندك وتتصدق بيها؟!

سيدنا أبي طلحة كان عنده بستان اسمه بيرحاء وكان بيحبه أوي وآثر فقراء المسلمين عن نفسه وتصدق بالبستان ده، غير كده السيدة عائشة آثرت سيدنا عمر بن الخطاب لما طلب منها إنه يندفن مع الرسول صلى الله عليه وسلم وسيدنا أبو بكر ووافقت على الرغم إنها كانت بتتمنى تندفن جنب زوجها وأبيها، الإثار صفة ميتوصفش بيها إلا أهل الكرم، الناس الي تشتري الآخرة بالدنيا، يشتروا الباقي بالفاني، لذة العطاء أحسن بكتير يا زين من لذة الأخذ.
كمل حذيفة على كلامي وقال:

_لما المهاجرون راحوا للمدينة مكنش معاهم أي مال أو بيت وكان من ضمنهم سيدنا عبد الرحمن بن عوف فعرض عليه سيدنا سعد بين الربيع إنه يعطيله نص ماله ونص بيته وكمان يطلق إحدى زوجاته وعطيها له، بس سيدنا عبد الرحمن بن عوف رفض وطلب منه يدله على السوق علشان يعمل في التجارة، ومرة امرأة حاكت للنبي صلى الله عليه وسلم ثوبا يعني صنعت له ثوبا وأهدته للرسول صلى الله عليه وسلم والرسول قبِل الثوب ده وكان محتاجه جدا لدرجة إنه أول ما أخده لبسه علطول وشافه واحد من الصحابة وقال للرسول ما أحسنها اكسونيها يا رسول الله يعني الثوب ده شكله حلو اوي اديهولي يا رسول الله، فالرسول دخل وخلع الثوب وطلع اداه للصحابي، ولما الصحابة شافوا كده قالوا للرجل ما احسنت!! يعني أنت عملت ايه الثوب جاي للرسول صلى الله عليه وسلم هدية وهو محتاجة تقوم تاخده، رد الصحابي وقاله إنه مطلبهش إلا لإنه يجعل الثوب ده كفنه لما يمو.ت.

لمعت في عقلي فكرة جهنمية وقولت لحذيفة:
=حذيفة حبيبي شايف السويتشيرت الأسود الي في الدولاب.
حذيفة باستغراب
_اه ماله.
=ما احسنه اكسونيه يا حذيفة يا حبيبي، ويا قرة عيني.
رد وقال بضحك.
_طيب الصحابي كان محتاجة علشان يتكفن بيه أنتِ هتتكفني بالسويتشيرت بتاعي!
بقلم: أسماء ابنة سلامة.
#حُذيفة_وفاطمُ

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 20, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حُذيفة وفاطمُWhere stories live. Discover now