15

1.2K 28 8
                                    

طلعتا من البيت وأنا زهجان شدديد .. مشيت أقرب جبنة لقيتها في وشي وحسيت أنو كان لازم أخد نفس شوية بعد النقاش الحصل .. شربتا الجبنة بتاعتي بس ورجعتا البيت .. لكن قبل ما أنزل من العربية أنتبهت لي أنو ميامن نست شنطتها في الكرسي .. فركتا جبهتي بي يدي وأتنهدتا مسافه بتعب .. وبعدها شلتا الشنطة ونزلتا .. أتوجهتا على غرفة ميامن وأستغربتا لمن شفتا باب الغرفة من بعيد فاتح لانها متعودة دايما تقفلو عليها .. وقفتا جنب الباب وكنت داير أدقو وأخش بس قبل ما أرفع يدي أتفاجاتا بمنظرهها وهي واقعة في الارض وفي دم نازل منها .. على قدر ما منظرها كان مأساوي على قدر ما كنت مخلوووع شدديد وأنا بعاين ليها .. لانو كان واضح أنها حاولت تنتحر .. والله أنا لي لحظة حسيت أني بحلم وبتخيل لي أنها أنتحرت وما قدرتا أستوعب الشايفو قدامي خالص .. وبدون ما أشعر فجاة لقيت روحي واقف جنبها وعلى وشي ملامح زول مصدوم .. وبي باقي الوعي الكان فيني أتناولتا توب من دولابها لفيت بيهو يدينها وغطيت رأسها .. وتلفونها كان واقع جنبها ختيتو في جيبي قلتا أفهم منو حاجة ولا أعرفا مالا .. وشلتها ونزلتا تحت جري حتى ما حاولتا أشوفها ميتة ولا حية من الخلعة .. أتلقتني عسجد في الهول ماشة على غرفتها .. وهي برضو أتهجمت لمن شافتني شايل ميامن وجاري بيها .. قالت لي حمزة في شنو؟ ميامن مالا؟؟ .. قلت ليها زحي .. قالت لي وريني مالا ميامن!! .. قلت ليها بعصبية: زحي يااااااخ زحي .. وزحيت من جنبها بسرعة ومشيت وأنا كل همي لحظتها أني أحصل ميامن المستشفى .. ولغاية ما وصلنا أنا ما كنتا عارف قدرتا أسوق العربية بي الوضع داك وأصل المستشفى بي السلامة كييف .. لاني من التوتر الدخل فيني بسبب حالتها الفظيعة الشفتها فيها بقيت ما فاهم أي شي ولا فارز رجلي من يدي .. من وصلنا طوالي هي دخلوها الطوارئ .. وقالو ح يعملو ليها عملية مستعجلة .. مشيت خلصتا الاجراءات وجيت راجع .. وقفتا في ممر الغرفة .. وكنتا حاسي أنو الدنيا دي بكبرها كلو ما قادرة تشيلني وفجاة بقت ضيقة شدديد علي وحسيت بي أنو في أطنان مختوتة على قلبي .. لو ماتت أنا ح أكون السبب الرئيسي .. أنا ما خفتا الله فيها ولا راعيت ليها ولي الفترة اللي هي كانت مارة بيها .. وبدل ما أنا وناس بيتنا نعوضها لانها فقدت أخوها زدنا عليها الوجع زيادة .. أبدا ما ح الومها لانها حاولت تنتحر .. عشان نحنا بشر في النهاية ونحنا ما معصومين من الغلط وعندنا طاقة تحمل محدودة لكل حاجة والشيطان شاطر وفي أي لحظة نحنا ممكن نعمل شي بدون ما نكون في وعيينا وبدون ما نشعر .. الشافتو هي ما هين كان من الدنيا كان مني أنا شخصيا .. والواحد ما بصل مرحلة الانتحار إلا بعد ما يوصل لي اخرو ويحس نفسو قاعد يموت بي البطيء من الوجع والالم .. طيب هي لو ماتت أنا ح أعمل شنو وقتها؟ ح أعاين لي نفسي تاني كييف؟ ح أقدر أنوم زيي وزي الناس كييف!! .. حاولتا أطرد الافكار دي من رأسي ومسحتا وشي بي يديني وقلتا أستغفر الله العظيم .. وأنا ماشي وجاي في الممر تلفوني ضرب .. عاينت فيهو لقيتها دا عسجد .. رديت وقلت ليها أيي يا عسجد .. قالت لي بلهفه: حمزة أنتو وييين؟ وصحي الكلام دا ميامن حاولت تنتحر؟؟ .. قلت ليها ايي ونحنا حاليا في المستشفى ، إنتي عرفتي كيف؟ .. قالت لي صحبتها جات هنا بتسأل منها وورتني أنها كانت بتتكلم معاها وميامن قالت ليها أنها ح تنتحر وهسي صحبتها ميتة من الخوف عليها وتبكي ساااي وقالت لي أضرب ليك وأسالك أنتو في ياتو مستشفى عشان نجيكم .. قلت ليها في مستشفى الراقي .. قالت لي طيب .. قفلتا منها وطلعت برة وأنتظرتهم لحدي ما جو .. جو هم الاتنين وأبوي معاهم .. وصحبتها دي كانت بتبكي شددديد لمن ما قادرة تمشي وعسجد ماسكاها .. من شافتني طوالي جات علي وقالت لي ميامن كويسة صااااح؟ ميامن ما ماتت مش؟؟ .. وختت يدها على خشمها وبقت تبكي بطريقة هستريية .. قلت ليها ما عارف إلا بعد تطلع من العملية حتى يورونا، تعالو .. سقتهم ومشينا جنب غرفتها .. أبوي قال لي حمزة الكلام دا حصل متين؟ والبت مالا الشاكلا منو لمن عملت في نفسا كدي؟؟ .. قلت ليهو والله يا حاج أتناقشنا أنا وهي قبيل وبعد رجعنا البيت حصلت مشكلة بسيطة بينها وبين سمر وتاني أنا مرقتا من البيت ووقت جيت راجع لقيتها بالحالة دي .. قال لي لا حولا ولا قوة إلا بالله ، أن شاء الله ربنا يرفعها بالسلامة .. قلت ليهو أن شاء الله .. عسجد بقت بتهدي في خديجة وبتقول ليها ما تخافي بإذن الله حتطلع منها وحتكون كويسة .. خديجة قالت ليها وهي لسه بتبكي: ميامن أتعذبت شدديد يا عسجد حرام يحصل ليها كدا ، ميامن لي أخر لحظة كانت بتقول لي أنها موجوعة وح تموت موجوعة ، قالت الدنيا قست عليها شدديد وهي خلاص ما قادرة تتحمل ، أنا كان نفسي تفرح ، كان نفسي أشوفها بتضحك تاني زي زمان ، ميامن ما تستاهل والله العظيم ما تستاهل ، يا ربي تلزمني الصبر ، يا رب تمرق أختي منها .. كلامها حسسني بي كمية الالم الكانت عايشة فيهو ميامن وخلاني أراجع نفسي وكل تصرفاتي معاها وخلاني أحس بالذنب .. ايوا صاح أنا قاسي وما بتعامل معاها أو مع أي زول تاني بطريقة كويسة وبدون أستفزاز لانو دي طبيعيتي بس مهما كنتا قاسي أنا في النهاية أنسان وعندي قلب وبقدر أحس بي وجع غيري ..

انينDonde viven las historias. Descúbrelo ahora