الكمالات الروحية

8 0 0
                                    


أهمية الاعتكاف

من المجربات التى تورث الحظوة بلقاء الامام بقية الله (روحی فداه) : الاعتكاف في المسجد الجامع لكل مدينة . و هذا العمل الذى لا يستغرق اكثر من ثلاثه أيام مجرب للتشرف خلال الاعتكاف بلقيا الامام (عليه السلام) .. و خاصة حين يكون هذا الاعتكاف في ايام الليالي البيض من شهر رجب ( وهى اليوم الثالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر ) أو في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك . و لقد كان كثير من الطلبة في قم - في زمان المرحوم آية الله العظمى البروجردي - يقصدون مسجد الامام الحسن العسكرى ( عليه السلام) الذى هو المسجد الجامع في المدينة ،

اللقاء بإمام الزمان (ع)

فيعتكفون فيه خلال أيام البيض من شهر رجب . حتى ان الدراسة في الحوزة كانت تعطل من أجل الاعتكاف . و تشجيعاً للطلبة على هذا العمل كان بعض مراجع التقليد يقصدون مسجد الامام الحسن العسكرى ( عليه السّلام) أحياناً لامداد الطلبة مادياً و معنوياً.

في العام المنصرم اعتكف عدة من علماء الحوزة العلمية في قم - خلال أيام الليالي البيض من شهر رجب - فى موضع من مسجد الامام الحسن العسكرى ( عليه السلام) . و في اليوم الاول رأى احدهم في الرؤيا أن السفير الثالث من سفراء الامام صاحب الزمان ( عليه السّلام) الخاصين في عصر الغيبة الصغرى ( و هو حسين بن روح - رضوان الله تعالى عليه))...  حاضر معهم و في خيمتهم .عندئذ سأل هذا العالم ـ و هو في الرؤيا - السفير الثالث بقوله : أهناك طريق للاتصال بامام الزمان ( عليه السلام) ؟ فاجاب حسین بن روح : نعم ، من هذه الجهة ( اشارة الى الطريق المؤدى الى السطح ) يمكن الاتصال بالامام ولى العصر ( عليه السلام) .

تم سأله سؤالاً آخر ، فقال : هل تشرف ( فلان) بلقاء الامام (عليه السلام ) ؟ فاجاب ثالث السفراء (رضوان الله عليه ) : نعم البارحة .. التقي في طهران بالامام (عليه السلام).
و هنا لابد من الاشارة الى ان ذلك العالم الذي حظي بمشاهدة الامام صاحب الزمان (صلوات الله عليه ) يأبى ذكر اسمه

و لذلك عبرنا عن اسمه بكلمة ( فلان ) .
و لقد حدث ان كان العالم ( فلان ) في تلك الليلة ـ و هي الليلة الثالثة عشرة من شهر رجب أى ليلة ميلاد الامام أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) - مع جمع من الاصدقاء في منزل صديق لهم بطهران .. و قد كنت أنا احدهم . و في ذلك اللقاء فاز هذا العالم بزيارة الامام ولى العصر ( أرواحنا فداه) . و هنا أورد

مختصراً لما وقع له .. كما رواه هو :

كان الليل فى أوله حين التقى طائفة من الاشخاص لتناول طعام العشاء احتفاء بعيد مولد الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام) . و قد تشعبت بالحاضرين شجون الحديث من كل لون . وكان يحز في نفسى أن يضيع هذا الوقت النفيس بما يشبه البطالة وقلة الجدوى . و فى سرّى رجوت الامام صاحب الزمان ( عليه السّلام) أن يبدل مجرى الحديث و يغير روحية المجلس ، فنحظى في هذا المجلس بفوائد معنوية مهمة . كانت الساعة تمام الثانية عشرة ليلاً حين جاء الى المكان احد الأخلاء الاعزاء ممن يموجون بمحبة امامنا ولى العصر ( أرواحنا فداه). فتبدلت بحضوره و مشاركته روحية المجلس .
ابتدأ هذا الاخ الكريم أولاً بقراءة دعاء المشلول فانقشعت الظلمات التي كانت راكمتها في جو المجلس الاحاديث التائهة السابقة .. بما كان في هذا الدعاء من رفيع المضامين ، و تنوّر المجلس بما في هذا الدعاء المبارك من نور أسماء الله (جل جلاله ) .. ثم صار الجميع الى التوسل بألطاف ولى الله الأعظم الامام صاحب الزمان ( عليه السلام) . و عند ما أطفئت المصابيح و اخذت الحاضرين حالة من الشوق و التوق .. و هم يبكون بضراعة لاستقبال الحضور المقدس لامام الزمان ( عليه السلام ) .. تشرفتُ برؤية الامام (عليه السلام) و طلبت منه ( صلوات الله عليه ان يتفضل على حضّار المجلس ، و يهبهم عيدية ليلة عيد المولد تلك . وقد فاز بعيدية رائعة من كان منهم منزهاً عن الشك والريب و المعاصي ، و من كان منقطعاً عن غير الله (تعالى) و عن غير امام الزمان ( عليه السلام) .. و قد حكوا هم انفسهم بعد عن هذا العطاء الذي فازوا به . و اللافت للنظر في الموضوع أن ذلك العالم الذي رأى في منامه السفير الثالث حسین بن روح « رضوان الله تعالى عليه .... لم يكن يعرف شيئاً عن هذه الواقعة التي جرت في طهران . و قد ذكر ما رآه في رؤياه لبعضهم قبل ان يأتيه خبر تلك الواقعة .

ان الهدف من ايراد هذه المسألة هدف مزدوج ، و هو الفات القراء الأعزاء الى قيمة الاعتكاف . و الالفات الى أن من يتوجه و لو لحظة واحدة - الى ولى الله الأعظم الامام صاحب الزمان ( عليه السلام) مبرأ من الشبهة و الشك ، و مطهراً من الاثام ، و منقطعاً كل الانقطاع .. فان الالطاف الالهية تنهمر عليه و تغمره .

الكمالات الروحية Where stories live. Discover now