مدخل.

188 15 18
                                    

~مدخل~

صرير الباب يُفتح بِكل هدوء، وهو ينظر لساعة الحائط نظرة خاطفة، قبل أن يضع الفطور على المائدة، ويضع مفاتيح المنزل بجانبه بهرولة، خلع نظارتهُ الطبية، قبل أن يخلل أصابعه الطويلة داخل خصلات شعره السوداء والتي تسللت بداخلهم شعيرات بيضاء اللون..

دلف إحدى الغُرف ليجد صغيرتهُ نائمة وهي تحتضن اللعبة المُحببة إليها، فمَّال عليها وهو يبتسم متفحصًا ملامحها بكُل هدوء، تنهد وهو يمُسد كفه على خصلاتها قائلاً بهدوء وحنان يكسو نبرتهُ:

-  رؤى يلا يا حبيبتي قُومي علشان نفطر..

تمتمت بـ نعم، فزدادت ابتسامتهُ حين ولتَّ ظهرها لهُ، ليميل عليها من جديد وهو يهمس بأذنها:

-    يلا ياحبيبة بابا، مش هنفطر أنا وسيف من غيركِ..

فتحت مُقلتيها بإرهاق، لترى وجهه أبيها المنهك، لتهز رأسها وتبعد لعبتها من حضنها، ليخرج هو من غرفتها، ويتجهِ إلى غرفة (سيف) حتى يُقظهُ، ليجدهُ بالفعل مستيقظ وقد كان بالمرحاض المُلحق بغرفتهُ...

بدأ (آدم) بوضع كل شيء، من صحون وتجهيز باقي الفطور من المنزل، فـ اليوم ستأتي امرأة لتهتم بالأطفال، وهو  لايعلم متى الوقت التي ستأتي، لذلك رغب بأن يُقظ أطفاله باكرًا حتى يُعرفها عليهم ويتحدثوا قليلاً سويًا .. وهو يذهب إلى عملهُ بالشركة الخاصة به.

وفجأة مَّر بجانب المرآة الموجودة بغرفة الطعام، مظهره لم يتغير رغم مرور عشر سنوات، لازال طويل القامة ولكنه أكتسب عضلات من الذهاب لصالة الرياضية بعد إصرار كبير من ابنتهُ بأنها تُريده أن يكون بأحسن مظهر... ولكنهُ لم يعد كما كان،لم يعد صاحب البسمة الهادئة التي تملأ عينيهِ، بل حتى أصبح لا يعرف كيف يبتسم مثل الماضي، لحيتهُ التي نمت ولم يفكر يومًا بحلاقتها، أما عينيه البُنية التي لازال بها ضياء يحاول البحث عنهُ..

تنهد وهو ينقل عينيه إلى الصورة التي تجمعه بعائلتهُ ... وليست بها طليقتهُ (أميرة).

***

العودة للماضي ...

بعد زواجه من أميرة بعدَّة أشهر، أصبح يخلل فكرة أن تكمل داراستها الثانوية حتى تلتحق بالجامعة، ولكن كل محاولاتهُ تكلل بالفشل، وإحدى المرات التي كانا يجلسان لتناول الغداء .. قالت باستفهام:

-       أنتَ ليه مُصر كده؟ أنا مش شايفة فيها داعي...

ترك ما بيديه، ونظر إليها نظرة مليئة بالحنان:

-       أنا شايف إن ده الوقت المناسب علشانكِ انتِ يا أميرة، زمان كُنتِ مجبورة، دلوقتي مفيش حاجة هتجبرك إنك توقفي تعليمكِ.

مطت شفتيها وهي تنظُر إلي عينيه التي كلما غاصت بهما كلما أزدادت عشقًا لهُ، فقالت:

آدم#جزء ثان.On viuen les histories. Descobreix ara